دبي - (العربية نت): ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن المدبر لأحداث 11 سبتمبر، خالد شيخ محمد، مستعد لصفقة قضائية مع الولايات المتحدة تلغى فيها عقوبة الإعدام عنه مقابل أن يشهد ضد السعودية في الدعاوى المرفوعة من عائلات ضحايا الهجمات الإرهابية التي وقعت في 2001 وخلفت حوالي 3 آلاف قتيل.
لكن الإرهابي الذي اعتقلته السلطات الأمريكية بعملية مثيرة في مارس 2003 آوته الدوحة سابقاً، وكان من الذين يقبضون رواتب من الحكومة هناك. وفي عام 1996 طلبت واشنطن من السلطات القطرية تسلم خالد شيخ محمد المعروف اختصاراً بـKSM والمحتجز في معتقل غوانتنامو إلا أن الدوحة رفضت بالفعل تسليمه بل ساعدته في الهروب إلى أفغانستان. وبعد 5 سنوات وقعت الهجمات الإرهابية.
وتعيد "العربية.نت" تفاصيل كانت نشرتها عن الإرهابي الأخطر في 2017 نقلاً عن ريتشارد أي كلارك، المنسق الوطني للأمن ومكافحة الإرهاب في إدارتي الرئيسين الأمريكيين بيل كلينتون وجورج بوش، الذي كتب مقالاً عن إيواء الدوحة للإرهابيين، بل ربما الأخطر منهم.
وروى كلارك، في مقاله الذي نشره موقع "ديلي نيوز"، قصة إيواء الدوحة للإرهابي خالد شيخ محمد، الذي ارتبط اسمه بأحداث الحادي عشر من سبتمبر. وذكر الكاتب تفاصيل مثيرة عن محاولة واشنطن اعتقاله بينما كان يعيش في قطر.
وقال الكاتب في مقاله: "حقيقة أن قطر كانت بمثابة ملاذ لقادة الجماعات التي تعتبرها الولايات المتحدة ودول أخرى منظمات إرهابية. وذلك ليس بالأمر الجديد، حيث إنه قائم منذ ما لا يقل عن 20 عاماً، وأحد هؤلاء من حظي بالملاذ الآمن كان العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر".
وأضاف المسؤول الأمريكي السابق: "يربط غالبية الناس اسم أسامة بن لادن بعملية القتل الجماعية التي جرت في 11 سبتمبر، ولكن ثمة رجلاً آخر، قاتلاً متسلسلاً إرهابياً هو من كان الزعيم الحقيقي. عرفت اسمه للمرة الأولى – وهو خالد شيخ محمد "KSM" – في العام 1993 باعتباره شخصاً ارتبط بتفجير مركز التجارة العالمي. وثم علمنا لاحقاً بأنه يمتلك قدرة لا مثيل لها في قيادة هجمات إرهابية واسعة النطاق، وهو الأمر الذي افتقره أسامة بن لادن".
وبحسب الكاتب، ترعرع خالد ذو الأصول الباكستانية في الكويت، ولكنه أمضى أربع سنوات في ولاية كارولينا الشمالية في سبيل الحصول على درجة البكالوريوس. وبعد هجمات نيويورك، عاود الظهور في مانيلا عام 1995، حينما شارك في مؤامرة تهدف إلى تفجير طائرات أمريكية في المحيط الهادئ.
وبحلول العام 1996، صنف شيخ محمد كأخطر إرهابي طليق، وفي وقت لاحق من ذات العام، كانت هناك مذكرة اتهامات جنائية فيدرالية مختومة بحق خالد. وكانت الاستخبارات الأمريكية تحاول تحديد موقعه باعتبارها مهمة ذات أولوية عالية.
وعلى ما ذكره الكاتب فقد "وجدته الاستخبارات الأمريكية في قطر، حيث مُنح وظيفة بسيطة في وزارة المياه. وكان قرار اتخاذ الخطوة التالية يقع على اللجنة المشتركة التي ترأستها المجموعة الأمنية لمكافحة الإرهاب (CSG)".
وروى المسؤول الأمريكي أنه "كان هناك إجماع بين المجموعة على أنه لا يمكننا أن نثق في الحكومة القطرية بشكل كاف حتى نقوم بخلاف ما هو واضح: وهو الطلب من الأجهزة الأمنية المحلية أن تعتقله ومن ثم تسلمه. حيث إن القطريين يملكون تاريخاً في التعاطف مع الإرهابيين، فأحد أعضاء مجلس الوزراء على وجه الخصوص وهو من الأسرة الحاكمة، يبدو بأنه على صلة بجماعات كتنظيم القاعدة وأنه كان يرعى خالد شيخ محمد".
وأوضح أنه "لذلك قررنا أن نجري عودة استثنائية إلى الوطن: أي عملية اعتقال خاطفة من قبل فريق أمريكي يليها مباشرة الذهاب إلى الولايات المتحدة. في تلك الأيام (..) المشكلة في هذه الحالة كانت هي أنه ليس هناك وكالة أمريكية واحدة كانت تعتقد بأنها تستطيع تنفيذ عملية الاعتقال الخاطفة هذه بنجاح".
وقال، "حينها كانت السفارة الأمريكية في قطر جزءاً من كيان يدعى "برنامج السفارة الخاص"، وهذا يعني أنها أكثر من مكتب صغير لوزارة الخارجية. لم يكن هناك مكتب اتصال لمكتب التحقيقات الفيدرالي في السفارة، ولم يكن هناك ملحق دفاع، ولا توجد محطة لوكالة المخابرات المركزية. كما أن مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية لم يكن باعتقادهم أنه يمكنهم تهريب فريق بهدوء دون إثارة شكوك أجهزة الأمن القطرية. وعلى الرغم من أنه تم إنشاء "قوة دلتا" للقيام بعمليات إنقاذ الرهائن والقتال في البيئات غير الودية، فإن الخبراء في مثل هذه الأمور، في قيادة العمليات الخاصة المشتركة، ليسوا مكلفين من قبل البنتاغون".
وبدلاً من ذلك، قام موظفو الأركان المشتركة بإعداد عملية عسكرية لها أوجه تشابه مع غزو قوات التحالف لنورماندي، يشارك فيها آلاف الأفراد العسكريين الأمريكيين من خارج البلاد، في الجو وعلى الأرض في قطر. لقد كانت تلك هي الطريقة العسكرية التي تلمح بأن "القيادة العسكرية" لا تريد أن تكون متورطة في انتهاك سيادة أراضي إحدى الدول فقط لاستهداف رجل واحد، اعتقد أولئك الذين معنا في المجموعة الأمنية لمكافحة الإرهاب بأنه مصدر تهديد".
واعتبر المسؤول الأمريكي السابق أنه "يُمكن القول بأنه قبل هجمات 11 سبتمبر، كانت القيادة العسكرية الأمريكية مُترددة جداً في الاشتراك في أي عمليات في مجال مكافحة الإرهاب".
ومع وجود توقعات من مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة التحقيقات المركزية ووزارة الدفاع بعدم القدرة على اعتقال خالد شيخ محمد أو أن تلك المهمة قد تبدو ظاهرياً بأنها عملية غزو، ترك أمام إدارة الرئيس بيل كلينتون الرئاسية خيار واحد فقط: التواصل مع القطريين، وفق ما ذكر المسؤول.
ولتخفيف المخاطر المرتبطة بتلك الخطوة، أوضح كلارك أنه "طلب من سفير الولايات المتحدة التحدث مع أمير البلاد وحده. لكن طلب من الأمير أن يتحدث مع رئيس جهاز الأمن القطري فقط. وكان الطلب هو أن يقوم القطريون بالقبض على خالد شيخ محمد واحتجازه لبضع ساعات إلى حين إمكاننا إرسال فريق اعتقال إلى قطر حتى ينقلوه إلى الولايات المتحدة".
وفي غضون ساعات من اجتماع سفير الولايات المتحدة مع أمير قطر، اختفى خالد شيخ محمد عن الأنظار تماماً. وفي مدينة الدوحة الصغيرة، لم يستطع أي شخص إيجاده. في وقت لاحق، على ما ذكر كلارك: "أخبرنا القطريون بأنهم يعتقدون أنه غادر البلاد، ولم يبلغونا إطلاقاً كيف حدث ذلك".
وختم كلارك مقاله بالقول: "لو سلم القطريون خالد شيخ محمد "المعتقل حالياً في غوانتنامو"، استجابةً لطلبنا في عام 1996، لكان العالم اليوم مختلفاً".
لكن الإرهابي الذي اعتقلته السلطات الأمريكية بعملية مثيرة في مارس 2003 آوته الدوحة سابقاً، وكان من الذين يقبضون رواتب من الحكومة هناك. وفي عام 1996 طلبت واشنطن من السلطات القطرية تسلم خالد شيخ محمد المعروف اختصاراً بـKSM والمحتجز في معتقل غوانتنامو إلا أن الدوحة رفضت بالفعل تسليمه بل ساعدته في الهروب إلى أفغانستان. وبعد 5 سنوات وقعت الهجمات الإرهابية.
وتعيد "العربية.نت" تفاصيل كانت نشرتها عن الإرهابي الأخطر في 2017 نقلاً عن ريتشارد أي كلارك، المنسق الوطني للأمن ومكافحة الإرهاب في إدارتي الرئيسين الأمريكيين بيل كلينتون وجورج بوش، الذي كتب مقالاً عن إيواء الدوحة للإرهابيين، بل ربما الأخطر منهم.
وروى كلارك، في مقاله الذي نشره موقع "ديلي نيوز"، قصة إيواء الدوحة للإرهابي خالد شيخ محمد، الذي ارتبط اسمه بأحداث الحادي عشر من سبتمبر. وذكر الكاتب تفاصيل مثيرة عن محاولة واشنطن اعتقاله بينما كان يعيش في قطر.
وقال الكاتب في مقاله: "حقيقة أن قطر كانت بمثابة ملاذ لقادة الجماعات التي تعتبرها الولايات المتحدة ودول أخرى منظمات إرهابية. وذلك ليس بالأمر الجديد، حيث إنه قائم منذ ما لا يقل عن 20 عاماً، وأحد هؤلاء من حظي بالملاذ الآمن كان العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر".
وأضاف المسؤول الأمريكي السابق: "يربط غالبية الناس اسم أسامة بن لادن بعملية القتل الجماعية التي جرت في 11 سبتمبر، ولكن ثمة رجلاً آخر، قاتلاً متسلسلاً إرهابياً هو من كان الزعيم الحقيقي. عرفت اسمه للمرة الأولى – وهو خالد شيخ محمد "KSM" – في العام 1993 باعتباره شخصاً ارتبط بتفجير مركز التجارة العالمي. وثم علمنا لاحقاً بأنه يمتلك قدرة لا مثيل لها في قيادة هجمات إرهابية واسعة النطاق، وهو الأمر الذي افتقره أسامة بن لادن".
وبحسب الكاتب، ترعرع خالد ذو الأصول الباكستانية في الكويت، ولكنه أمضى أربع سنوات في ولاية كارولينا الشمالية في سبيل الحصول على درجة البكالوريوس. وبعد هجمات نيويورك، عاود الظهور في مانيلا عام 1995، حينما شارك في مؤامرة تهدف إلى تفجير طائرات أمريكية في المحيط الهادئ.
وبحلول العام 1996، صنف شيخ محمد كأخطر إرهابي طليق، وفي وقت لاحق من ذات العام، كانت هناك مذكرة اتهامات جنائية فيدرالية مختومة بحق خالد. وكانت الاستخبارات الأمريكية تحاول تحديد موقعه باعتبارها مهمة ذات أولوية عالية.
وعلى ما ذكره الكاتب فقد "وجدته الاستخبارات الأمريكية في قطر، حيث مُنح وظيفة بسيطة في وزارة المياه. وكان قرار اتخاذ الخطوة التالية يقع على اللجنة المشتركة التي ترأستها المجموعة الأمنية لمكافحة الإرهاب (CSG)".
وروى المسؤول الأمريكي أنه "كان هناك إجماع بين المجموعة على أنه لا يمكننا أن نثق في الحكومة القطرية بشكل كاف حتى نقوم بخلاف ما هو واضح: وهو الطلب من الأجهزة الأمنية المحلية أن تعتقله ومن ثم تسلمه. حيث إن القطريين يملكون تاريخاً في التعاطف مع الإرهابيين، فأحد أعضاء مجلس الوزراء على وجه الخصوص وهو من الأسرة الحاكمة، يبدو بأنه على صلة بجماعات كتنظيم القاعدة وأنه كان يرعى خالد شيخ محمد".
وأوضح أنه "لذلك قررنا أن نجري عودة استثنائية إلى الوطن: أي عملية اعتقال خاطفة من قبل فريق أمريكي يليها مباشرة الذهاب إلى الولايات المتحدة. في تلك الأيام (..) المشكلة في هذه الحالة كانت هي أنه ليس هناك وكالة أمريكية واحدة كانت تعتقد بأنها تستطيع تنفيذ عملية الاعتقال الخاطفة هذه بنجاح".
وقال، "حينها كانت السفارة الأمريكية في قطر جزءاً من كيان يدعى "برنامج السفارة الخاص"، وهذا يعني أنها أكثر من مكتب صغير لوزارة الخارجية. لم يكن هناك مكتب اتصال لمكتب التحقيقات الفيدرالي في السفارة، ولم يكن هناك ملحق دفاع، ولا توجد محطة لوكالة المخابرات المركزية. كما أن مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية لم يكن باعتقادهم أنه يمكنهم تهريب فريق بهدوء دون إثارة شكوك أجهزة الأمن القطرية. وعلى الرغم من أنه تم إنشاء "قوة دلتا" للقيام بعمليات إنقاذ الرهائن والقتال في البيئات غير الودية، فإن الخبراء في مثل هذه الأمور، في قيادة العمليات الخاصة المشتركة، ليسوا مكلفين من قبل البنتاغون".
وبدلاً من ذلك، قام موظفو الأركان المشتركة بإعداد عملية عسكرية لها أوجه تشابه مع غزو قوات التحالف لنورماندي، يشارك فيها آلاف الأفراد العسكريين الأمريكيين من خارج البلاد، في الجو وعلى الأرض في قطر. لقد كانت تلك هي الطريقة العسكرية التي تلمح بأن "القيادة العسكرية" لا تريد أن تكون متورطة في انتهاك سيادة أراضي إحدى الدول فقط لاستهداف رجل واحد، اعتقد أولئك الذين معنا في المجموعة الأمنية لمكافحة الإرهاب بأنه مصدر تهديد".
واعتبر المسؤول الأمريكي السابق أنه "يُمكن القول بأنه قبل هجمات 11 سبتمبر، كانت القيادة العسكرية الأمريكية مُترددة جداً في الاشتراك في أي عمليات في مجال مكافحة الإرهاب".
ومع وجود توقعات من مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة التحقيقات المركزية ووزارة الدفاع بعدم القدرة على اعتقال خالد شيخ محمد أو أن تلك المهمة قد تبدو ظاهرياً بأنها عملية غزو، ترك أمام إدارة الرئيس بيل كلينتون الرئاسية خيار واحد فقط: التواصل مع القطريين، وفق ما ذكر المسؤول.
ولتخفيف المخاطر المرتبطة بتلك الخطوة، أوضح كلارك أنه "طلب من سفير الولايات المتحدة التحدث مع أمير البلاد وحده. لكن طلب من الأمير أن يتحدث مع رئيس جهاز الأمن القطري فقط. وكان الطلب هو أن يقوم القطريون بالقبض على خالد شيخ محمد واحتجازه لبضع ساعات إلى حين إمكاننا إرسال فريق اعتقال إلى قطر حتى ينقلوه إلى الولايات المتحدة".
وفي غضون ساعات من اجتماع سفير الولايات المتحدة مع أمير قطر، اختفى خالد شيخ محمد عن الأنظار تماماً. وفي مدينة الدوحة الصغيرة، لم يستطع أي شخص إيجاده. في وقت لاحق، على ما ذكر كلارك: "أخبرنا القطريون بأنهم يعتقدون أنه غادر البلاد، ولم يبلغونا إطلاقاً كيف حدث ذلك".
وختم كلارك مقاله بالقول: "لو سلم القطريون خالد شيخ محمد "المعتقل حالياً في غوانتنامو"، استجابةً لطلبنا في عام 1996، لكان العالم اليوم مختلفاً".