دبي - (العربية نت): نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية تقريراً عن استضافة المئات من أقارب الضحايا والناجين من مذبحة كرايستشيرتش في نيوزلندا في الحج على نفقة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وتم التكفل بتذاكر الطيران وتكاليف الإقامة مساعدة لضحايا حادثة إطلاق النار وتأكيداً على التضامن معهم.
وقد تم تقديم الدعوة بعد أن أخبر السفير السعودي لدى نيوزيلندا، عبدالرحمن السحيباني، العائلات بأن الملك سلمان كان مصدومًا بشدة من الهجمات على مسجدين في الخامس عشر من شهر مارس.
وفي كل عام، يدعو الملك السعودي المئات من الأشخاص كضيوف من أجل أداء الحج، وغالبًا ما يختار الأشخاص الأكثر تضررًا من المآسي في ذلك العام.
وقال السفير السحيباني إن هذه هي المرة الأولى التي يدعى فيها أشخاص من نيوزيلندا لأداء الحج عبر برنامجه السنوي الهادف لمساعدة الناس على أداء الحج الذين لا يتمكنون من أدائه. كما ستزور المجموعة الأماكن المُقدسة في المدينة المنورة.
ويستقطب الحج سنوياً ما يقارب مليوني مسلم من جميع أنحاء العالم إلى مكة والمواقع المحيطة بها لأداء الشعائر والمناسك والصلوات التي تهدف إلى تطهير الروح من خطايا الماضي وتقريب الناس من الله.
وقبل أسبوعين، سافر السفير إلى منطقة كرايستشيرتش لتسليم ملابس الإحرام، حيث ترمز هذه الملابس إلى تساوي الناس أمام الله.
وقال جمال فودة، وهو إمام مسجد النور الذي يُعد أحد المسجدين اللذين تعرضا للهجوم: "إنه عمل رائع، وهذه فرصةٌ ذهبية للناس، تسمح للناس بالحصول على التجلي الروحي".
وسيسافر فودة، الذي نجا أيضاً من إطلاق النار. وقال إنه في حين يرغب جميع المسلمين بالحج، إلا أن الكثير منهم يميل إلى تأجيل الرحلات بسبب التكاليف؛ خاصة من نيوزيلندا التي تعتبر بعيدة.
وأضاف فودة أن ذكريات إطلاق النار مازالت حية في أذهان الجميع، وأن مسجده لم يعد كما كان حتى الآن.
وأردف فودة قائلاً، "إن الأمر الأكثر أهمية هو أن المجتمع النيوزيلندي، بما في ذلك المسلمين، قد تكاتف ضد الكراهية. كما أننا مازلنا نقول إن الكراهية لن تقسمنا. سوف نستمر في محبة بعضنا البعض".
وبالنسبة للزميل الناجي تيميل أتاكوكوغو البالغ من العمر 44 عاماً، فإن الندوب الناتجة عن الرصاصات التسع التي أطلقت عليه في ذلك اليوم الرهيب مازالت تعيق جانبه الأيسر وكأنها حبل معقود.
ولكنه غالباً ما يجد صعوبة في التعامل مع الصور الذهنية المتكررة عن ذلك اليوم في المسجد: صور وجه الشخص المُسلح، ونفخة الدخان الخارجة من سلاحه، وتساقط المصلين وهم يصرخون أثناء هروبهم.
وبعدما كاد أن يموت قبل حوالي خمسة أشهر، يشعر السيد أتاكوكوغو، المالك الجزئي لمطعم كباب، بأنه "ولد من جديد"، وسيحج هذا الأسبوع شكراً لله.
وقال أتاكوكوغو إنه كان يشعر بالارتياح عندما دخل مسجد النور لأداء صلاة الجمعة في 15 مارس بعد أن أنهى جلسة أخيرة مع أخصائي الوخز بالإبر، الذي كان يعالجه من إصابة رياضية.
وعندما رأى المسلح يدخل إلى المسجد، اعتقد في البداية أنه ضابط شرطة بسبب ملابسه شبه العسكرية. ثم بدأ الرجل في إطلاق النار ووجد السيد أتاكوكوغو نفسه ينظر إليه مباشرة وهو يطلق رصاصة اخترقت فمه، مما أدى إلى تحطم فكه.
وقال أتاكوكوغو، "فقلت يا إلهي، سأموت. عندما رأيته يطلق النار، وعندما رأيت الدخان، قلت نعم، أنا أموت. "هذا ما خطر على بالي للوهلة الأولى."
بعد سقوطه على الأرض، حمت ذراعه اليسرى بالصدفة أعضاءه الحيوية بينما كان المسلح يُطلق الرصاص عليه.
وخلال فترة نقاهته في مستشفى كرايستشيرش بعد إطلاق النار، لم يتمكن السيد أتاكوكوغو من تناول الطعام لمدة أسبوع ولم يتمكن من المشي لمدة ثلاثة أسابيع. لكن بعد عدة عمليات جراحية، أصبح الآن قادراً على المشي دون مساعدة واستعمال يده اليسرى بشكل بسيط.
ولديه المزيد من العمليات الجراحية في المستقبل، ويساعده ابن أخيه البالغ من العمر 21 عاماً، والذي يسافر معه للملكة العربية السعودية.
وقد تدخلت نيوزيلندا على الفور لإصلاح قوانينها المتعلقة بالأسلحة النارية في أعقاب المأساة، ومنحت الناجين وأسر الضحايا الإقامة الدائمة، حيث كان العديد منهم في البلد بتأشيرات مؤقتة أو تصاريح دراسة.
وممن يؤدون رحلة الحج أيضاً، آية العمري، ذات الـ 33 عاماً، وهي شقيقة حسين العمري، ذي الـ 35 عاماً، الذي توفي في مسجد النور.
وقالت "كانت لدينا علاقة أخوية اعتيادية جداً، وتتكون من أخٍ كبير مزعج، وشقيقة صغيرة مزعجة. ولكن في النهاية يحب الأخ أخته والأخت تحب أخاها على الرغم من أنهما لا يكشفان عن ذلك لكنهما يعلمان ذلك".
وقالت إن الشهود والفيديو الذي التقطه المسلح يشيرون إلى أن شقيقها قد واجه المهاجم، مما سمح للآخرين بالهروب.
وتابعت "لذلك فقد قاتل حتى اللحظة الأخيرة. هذه هي طبيعة حسين، إنه دائماً الشخص الذي يشعر بالخطر، ويواجهه ولا يهرب منه".
وقالت العمري إنها عند زيارتها لمكة المكرمة، ستدعو لوالديها ولنفسها بالصبر والرحمة على فقدان حسين. كما تخطط للدعاء عند الكعبة للعائلات الأخرى التي فقدت أحباءها، وتشعر أن شقيقها سيكون معها في المملكة العربية السعودية.
وأضافت العمري "سأحمل وجوده معي طوال الوقت عندما أكون في مكة. إنه معنا كل يوم. لكن في هذه الرحلة، سأشعر أنه يرافقني".
وذكرت أنها "تريد العودة إلى الحج في عامٍ آخر". وأضافت "سأبذل قصارى جهدي للتأكد من القيام بواجبي أولاً، ومن ثم سأحج نيابة عن حسين في المرة القادمة".
وقال فودة انه "زار مكة المكرمة من قبل، لكنه لم يكن هناك أبداً أثناء موسم الحج، لذا ستكون هذه الرحلة خاصة بالنسبة له". وتابع "سأدعو الله أن يغفر ذنوبي، لأن كل إنسان خطاء، وسأدعو أيضاً من أجل السلام في العالم. والسلام لسكان كرايستشيرتش. والسلام لشعب نيوزيلندا. والسلام للعالم كله". وأضاف، "نسأل الله أن نجد عالماً أفضل مما نعيش فيه، بدلاً من نشر الكراهية".
وتم التكفل بتذاكر الطيران وتكاليف الإقامة مساعدة لضحايا حادثة إطلاق النار وتأكيداً على التضامن معهم.
وقد تم تقديم الدعوة بعد أن أخبر السفير السعودي لدى نيوزيلندا، عبدالرحمن السحيباني، العائلات بأن الملك سلمان كان مصدومًا بشدة من الهجمات على مسجدين في الخامس عشر من شهر مارس.
وفي كل عام، يدعو الملك السعودي المئات من الأشخاص كضيوف من أجل أداء الحج، وغالبًا ما يختار الأشخاص الأكثر تضررًا من المآسي في ذلك العام.
وقال السفير السحيباني إن هذه هي المرة الأولى التي يدعى فيها أشخاص من نيوزيلندا لأداء الحج عبر برنامجه السنوي الهادف لمساعدة الناس على أداء الحج الذين لا يتمكنون من أدائه. كما ستزور المجموعة الأماكن المُقدسة في المدينة المنورة.
ويستقطب الحج سنوياً ما يقارب مليوني مسلم من جميع أنحاء العالم إلى مكة والمواقع المحيطة بها لأداء الشعائر والمناسك والصلوات التي تهدف إلى تطهير الروح من خطايا الماضي وتقريب الناس من الله.
وقبل أسبوعين، سافر السفير إلى منطقة كرايستشيرتش لتسليم ملابس الإحرام، حيث ترمز هذه الملابس إلى تساوي الناس أمام الله.
وقال جمال فودة، وهو إمام مسجد النور الذي يُعد أحد المسجدين اللذين تعرضا للهجوم: "إنه عمل رائع، وهذه فرصةٌ ذهبية للناس، تسمح للناس بالحصول على التجلي الروحي".
وسيسافر فودة، الذي نجا أيضاً من إطلاق النار. وقال إنه في حين يرغب جميع المسلمين بالحج، إلا أن الكثير منهم يميل إلى تأجيل الرحلات بسبب التكاليف؛ خاصة من نيوزيلندا التي تعتبر بعيدة.
وأضاف فودة أن ذكريات إطلاق النار مازالت حية في أذهان الجميع، وأن مسجده لم يعد كما كان حتى الآن.
وأردف فودة قائلاً، "إن الأمر الأكثر أهمية هو أن المجتمع النيوزيلندي، بما في ذلك المسلمين، قد تكاتف ضد الكراهية. كما أننا مازلنا نقول إن الكراهية لن تقسمنا. سوف نستمر في محبة بعضنا البعض".
وبالنسبة للزميل الناجي تيميل أتاكوكوغو البالغ من العمر 44 عاماً، فإن الندوب الناتجة عن الرصاصات التسع التي أطلقت عليه في ذلك اليوم الرهيب مازالت تعيق جانبه الأيسر وكأنها حبل معقود.
ولكنه غالباً ما يجد صعوبة في التعامل مع الصور الذهنية المتكررة عن ذلك اليوم في المسجد: صور وجه الشخص المُسلح، ونفخة الدخان الخارجة من سلاحه، وتساقط المصلين وهم يصرخون أثناء هروبهم.
وبعدما كاد أن يموت قبل حوالي خمسة أشهر، يشعر السيد أتاكوكوغو، المالك الجزئي لمطعم كباب، بأنه "ولد من جديد"، وسيحج هذا الأسبوع شكراً لله.
وقال أتاكوكوغو إنه كان يشعر بالارتياح عندما دخل مسجد النور لأداء صلاة الجمعة في 15 مارس بعد أن أنهى جلسة أخيرة مع أخصائي الوخز بالإبر، الذي كان يعالجه من إصابة رياضية.
وعندما رأى المسلح يدخل إلى المسجد، اعتقد في البداية أنه ضابط شرطة بسبب ملابسه شبه العسكرية. ثم بدأ الرجل في إطلاق النار ووجد السيد أتاكوكوغو نفسه ينظر إليه مباشرة وهو يطلق رصاصة اخترقت فمه، مما أدى إلى تحطم فكه.
وقال أتاكوكوغو، "فقلت يا إلهي، سأموت. عندما رأيته يطلق النار، وعندما رأيت الدخان، قلت نعم، أنا أموت. "هذا ما خطر على بالي للوهلة الأولى."
بعد سقوطه على الأرض، حمت ذراعه اليسرى بالصدفة أعضاءه الحيوية بينما كان المسلح يُطلق الرصاص عليه.
وخلال فترة نقاهته في مستشفى كرايستشيرش بعد إطلاق النار، لم يتمكن السيد أتاكوكوغو من تناول الطعام لمدة أسبوع ولم يتمكن من المشي لمدة ثلاثة أسابيع. لكن بعد عدة عمليات جراحية، أصبح الآن قادراً على المشي دون مساعدة واستعمال يده اليسرى بشكل بسيط.
ولديه المزيد من العمليات الجراحية في المستقبل، ويساعده ابن أخيه البالغ من العمر 21 عاماً، والذي يسافر معه للملكة العربية السعودية.
وقد تدخلت نيوزيلندا على الفور لإصلاح قوانينها المتعلقة بالأسلحة النارية في أعقاب المأساة، ومنحت الناجين وأسر الضحايا الإقامة الدائمة، حيث كان العديد منهم في البلد بتأشيرات مؤقتة أو تصاريح دراسة.
وممن يؤدون رحلة الحج أيضاً، آية العمري، ذات الـ 33 عاماً، وهي شقيقة حسين العمري، ذي الـ 35 عاماً، الذي توفي في مسجد النور.
وقالت "كانت لدينا علاقة أخوية اعتيادية جداً، وتتكون من أخٍ كبير مزعج، وشقيقة صغيرة مزعجة. ولكن في النهاية يحب الأخ أخته والأخت تحب أخاها على الرغم من أنهما لا يكشفان عن ذلك لكنهما يعلمان ذلك".
وقالت إن الشهود والفيديو الذي التقطه المسلح يشيرون إلى أن شقيقها قد واجه المهاجم، مما سمح للآخرين بالهروب.
وتابعت "لذلك فقد قاتل حتى اللحظة الأخيرة. هذه هي طبيعة حسين، إنه دائماً الشخص الذي يشعر بالخطر، ويواجهه ولا يهرب منه".
وقالت العمري إنها عند زيارتها لمكة المكرمة، ستدعو لوالديها ولنفسها بالصبر والرحمة على فقدان حسين. كما تخطط للدعاء عند الكعبة للعائلات الأخرى التي فقدت أحباءها، وتشعر أن شقيقها سيكون معها في المملكة العربية السعودية.
وأضافت العمري "سأحمل وجوده معي طوال الوقت عندما أكون في مكة. إنه معنا كل يوم. لكن في هذه الرحلة، سأشعر أنه يرافقني".
وذكرت أنها "تريد العودة إلى الحج في عامٍ آخر". وأضافت "سأبذل قصارى جهدي للتأكد من القيام بواجبي أولاً، ومن ثم سأحج نيابة عن حسين في المرة القادمة".
وقال فودة انه "زار مكة المكرمة من قبل، لكنه لم يكن هناك أبداً أثناء موسم الحج، لذا ستكون هذه الرحلة خاصة بالنسبة له". وتابع "سأدعو الله أن يغفر ذنوبي، لأن كل إنسان خطاء، وسأدعو أيضاً من أجل السلام في العالم. والسلام لسكان كرايستشيرتش. والسلام لشعب نيوزيلندا. والسلام للعالم كله". وأضاف، "نسأل الله أن نجد عالماً أفضل مما نعيش فيه، بدلاً من نشر الكراهية".