منى - (واس): هكذا بدا مشعر منى قبل مغرب مساء الخميس، وقد تكاملت استعدادات الجهات المعنية بخدمة الحجاج، متوكلين على الله مستمدين منه العون والتوفيق، تشحذ هممهم عظمة المكان والزمان، وشرف خدمة ضيوف الرحمن، مع بدء العد التنازلي لتوافد طلائهم صباح غدٍ الجمعة.

وعلى امتداد المشعر تصطف مجمل الخدمات، وفي مقدمتها جهود الأجهزة الأمنية بهدف تسهيل انسيابية تصعيد الحجاج إلى مشعر منى وحتى استقرارهم بمشيئة الله وهم ينعمون بمظلة من الأمان والطمأنينة،وجندت لذلك قوات أمن الحج طاقاتها البشرية والآلية لضمان سلامة وراحة ضيوف الرحمن.

وتحيط جموع الحجاج المليونية رعاية صحية وعلاجية من خلال 25 مستشفى و156 مركزاً صحياً، يباشرها أكثر من 30 ألف ممارس صحي، بطاقة 5000 سرير، فيما جهزت 18 نقطة طبية في قطار المشاعر، و180 سيارة إسعاف منها 80 مركبة متقدمة ومجهزة بمستويات تقدم العناية الحرجة والمركزة.

كما هيأت "الصحة" 17 مركز طوارئ على جسر الجمرات، و7 عيادات متنقلة تتمركز في مسار انتقال حجاج بيت الله الحرام، إضافة إلى التوسع في الملف الصحي الإلكتروني ليشمل جمع مراكز منى و20 مركزاً بعرفات .

وأتمت الوزارة تجهيز 6 مهابط للطائرات العمودية في المستشفيات التابعة لها في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، فضلاً عن توفير الكميات اللازمة من الأدوية وتعزيز قدرات بنوك الدم.

وأطلقت "الصحة" هذا العام ولأول مرة في موسم الحج تقنية جديدة باستخدام جهاز "الروبوت" الآلي للاستشارات الطبية بين الأطباء في المستشفيات والمراكز الصحية في منى والقوافل المتحركة.

وحرصاً على تقديم خدمة إسعافية وعلاجية لضيوف الرحمن جهزت هيئة الهلال الأحمر السعودي 370 سيارة إسعاف منها 80 سيارة تدخل الخدمة لأول مرة، وكلفت أكثر من 2500 كادر ما بين تخصصات صحية وأخرى فنية، إلى جانب المتطوعين المشاركين.

كما يتولى العاملون في غرفة العمليات المركزية بالعاصمة المقدسة وعلى مدار الساعة إدارة البلاغات وتوجيه الخدمة الإسعافية بـ 6 لغات.

وتردف جهود الكشافة أعمال القطاعات الحكومية إلى جانب خدمات التوجيه والإرشاد والمساعدة لضيوف الرحمن، موزعين على 14 مركزاً في مشعري منى وعرفات.

وتحقيقاً للحماية المدينة خلال الموسم باشرت المديرية العامة للدفاع المدني أعمالها بجهود أكثر من 17 ألف رجل دفاع مدني، تدعمهم أكثر من 3 آلاف آلية إضافة إلى مشاركة 1500 متطوع.

وجندت وزارة الشؤون البلدية والقروية "23100" فرداً لخدمة حجاج بيت الله الحرام، فيما أعدت أمانة العاصمة المقدسة خطة عمل لنطاق كل بلدية فرعية يباشرها "13235" كادرا فنيا وصحيا وإداريا وعاملا، للقيام بأعمال النظافة والإشراف عليها، منهم "7222" عامل نظافة بالمشاعر المقدسة، و"6013" عامل نظافة بأحياء مكة المكرمة، تدعمهم "672" معدة ما بين ثقيلة ومتوسطة ووسائل نقل.

وفي قطاع الكهرباء، توقعت الشركة السعودية للكهرباء أن يصل حجم الأحمال الكهربائية في القطاع الغربي خلال الموسم إلى 16824 ميجاوات، من إجمالي حجم التوليد المتاح 21000 ميجاوات، بفائض 5075 ميجاوات من قدرات الطاقة الكهربائية الزائد عن الأحمال المتوقعة.

كما توقعت تسجيل 4383 ميجاوات كأقصى حمل ذروي خلال شهر ذو الحجة مقارنة بـ 4301 ميجاوات العام الماضي، بزيادة قدرها 2% تقريباً.

بدورها أعلنت شركة المياه الوطنية جاهزيتها بضخ نحو 41 مليون متر مكعب من المياه وتوزيعها خلال هذا الموسم، في حين أن كميات الخزن الاستراتيجي لمكة والمشاعر المقدسة هذا العام تبلغ أكثر من "2" مليون متر مكعب، كما ستبلغ كمية الخزن التشغيلي في مكة والمشاعر المقدسة قرابة المليون متر مكعب.

فيما تضمنت خطة "شركة المياه" التشغيلية لمشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم، توزيع أكثر من "3.5" ملايين عبوة سعة 5 لترات عبر وحدات التوزيع بمقر المشروع والمطارات.

وبجهود تنظيمية وإشرافية تواصل وزارة الحج والعمرة خدمة ضيوف الرحمن، عبر خطط تطويرية لكل ما من شأنه إحداث نقلة نوعية في الخدمات المقدمة للحجاج ابتداءً من مرحلة ما قبل القدوم وحتى عودة الحاج لبلاده بعد أداء المناسك، بما يحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وفي هذا الموسم دشنت الوزارة حزمة من المشاريع والبرامج من أهمها "منصة الحج الذكي"، بحث توفر لضيوف الرحمن عدداً من الخدمات الإلكترونية المتطورة، مما سيحدث نقلةً نوعيةً في الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن والقطاعات العاملة في موسم الحج .

وتستعد مدينة الخيام بالمشعر لاستقبال حجاج بيت الله الحرام لقضاء يوم التروية بمنى استعدادا للصعود إلى مشعر عرفات فجر يوم التاسع والعودة بعد ذلك لقضاء أيام التشريق بها.

يستهدف قطار المشاعر نقل 360 ألف حاج عبر أكثر من 2000 رحلة خلال سبعة أيام، بواقع أكثر من 72 ألف حاج في الساعة، فيما يصل عدد القطارات إلى 17 قطاراً، تضم 204 عربات مكيفة بطول 300 متر، وتستوعب كل عربة 300 حاج، إضافة إلى عربتين أمامية وخلفية.