* السعودية: نجاح خطة تصعيد ضيوف الرحمن إلى مشعر منى

* إصدار أكثر من 1.8 مليون تأشيرة إلكترونياً دون مراجعة القنصليات

* الحجاج بدؤوا أول مناسك الحج بقضاء يوم التروية في منى

مكة المكرمة - (وكالات): يقف نحو 2.3 مليون حاج على صعيد عرفات السبت، لأداء، الركن الأعظم من مناسك الحج، حيث يبدأ توافد الحجيج على مشعر عرفات مع بزوغ شمس السبت بعد قضاء يوم التروية الجمعة في مشعر منى.

وبدأ حجاج بیت الله الحرام، الجمعة، 8 ذي الحجة، أول مناسك الحج لھذا العام، حيث قضوا يوم التروية بمشعر منى، استعداداً للصعود إلى مشعر عرفات السبت لتأدية الركن الأعظم من أركان الحج، لقول النبي الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم، "الحج عرفة"، فيما أعلنت السلطات السعودية نجاح عملية تصعيد ضيوف الرحمن إلى مشعر منى.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي، أنه "تم بتوفيق الله الجمعة اكتمال المرحلة الأولى لوصول حجاج بيت الله تعالى إلى مشعر منى والمتمثلة في نقل حجاج التروية إلى مشعر منى ووصول طلائع الحجاج إلى مشعر عرفات"، مضيفا أن "عمليات النقل ستتواصل على مدار الجمعة"، وكل هذا استعداد لعملية التصعيد وعمليات النقل للتصعيد إلى مشعر عرفات التي تبدأ مع فجر السبت بحول الله تعالى، ويعقبها مرحلة النفرة من مشعر عرفات إلى مشعر مزدلفة للمبيت بها والعودة مرة أخرى إلى مشعر منى".

وبين اللواء التركي خلال المؤتمر الصحفي للجهات المشاركة في حج هذا العام 1440 هـ، أن عمليات النقل تمت بتوفيق الله تعالى بانسيابية عليها وتميزت إجراءات تنظيم الحركة المرورية بمرونة غير مسبوقة على كافة الطرق المؤدية إلى المشاعر المقدسة وأيضا في مشعر منى"، سائلا الله تعالى أن "يمد الجميع بعونه للاستمرار في هذا الأداء الذي يحقق أحد أهم أهداف الحج وهو تيسير عمليات نقل الحجاج لأداء نسكهم".

من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الحج والعمرة حاتم قاضي، "نجاح عمليات تصعيد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى، حيث وصلت الغالبية الأعظمى لمشعر منى ولم يتبقى سواء 10% منهم في طريقهم للوصل إليها لقضاء يوم التروية"، مبيناً أنه "وبفضل الله عز وجل كان معدل التعطل في الحافلات كان متدني جداً بنسبة حتى لا تصل نصف في المية بعد أن كانت في السنوات الماضية من 5 إلى 6 % وهذا تم بفضل الله ثم بفضل الاستعدادات المتطورة التي وفرتها وزارة الحج والعمرة للحافلات التي تقل حجاج بيت الله الحرام التي تبلغ أكثر من 20000 حاج، ومعظم هذه الحافلات لم يتجاوز سبع سنوات".

وبين أنه "تم توفير غرف عمليات ذات بنية رقمية عالية لمتابعة هذه الحافلات ما أدى لرفع كفاءة النقل عن السنوات الماضية وغرفة عمليات لمتابعة كل ما يجري من خدمات داخل المخيمات في المشاعر المقدسة التي يبلغ عددها في مشعري منى وعرفات أكثر من 350000 خيمة كلها في تمام الجاهزية وترحب بضيوف الرحمن، وهوما لسمه الجميع من مشاعر الفرح والسرور في وجوه حجاج بيت الله الحرام في هذا الجو العظيم الذي تسوده الطمأنينة والوئام والمحبة".

وأشار إلى أن "عملية التصعيد ستستكمل إلى مشعر عرفات مباشرة بالنسبة للحجاج المتبقين في مكة المكرمة"، مفيداً أن "أكثر من 150000 حاج توجهوا مباشرة إلى مشعر عرفات مباشرة يرغبون الذهاب مباشرة إلى مشعر عرفات وستتواصل العمليات إلى صباح السبت وسيكون هناك مسح شامل من جانب وزارة الحج والعمرة وفرقها للمتابعة والمراقبة لكافة المساكن التي تبلغ نحو 4000 مسكن سيتم سمحها للتأكد من خلوها من الحجاج الذين قدموا من خارج المملكة العربية السعودية وهي إجراءات معتاد عليها في كل عام بما يضمن لجميع الحجاج القادمين من الخارج الوقوف بمشعر عرفات، كما سيتم بالتنسيق منع وزارة الصحة بنقل الحجاج المرضى إلى مشعر عرفات بعد أن من الله عليهم بالشفاء وهم يحتاجون لعناية صحية خاصة ونقلهم للمشاعر المقدسة".

وأفاد بأن "من الأمور التي تقوم به وزارة الحج لأول مرة في هذا العام تجهيز موقع لـ "42000" حاج بما أسهم في توفير مزيدا من الراحة لضيوف الرحمن سيتمتعون بهذه الخدمة في مشعر منى"، مؤكدا "أهمية التزام حجاج بيت الله الحرام بجداول تفويج الحجاج من مخيماتهم إلى جسر الجمرات حسب مواعيد الخروج المبلغة لكل مخيم لتفويج الحجيج من منى إلى جسر الجمرات ومكة المكرمة بطريقة أمنة بما يضمن منع أي تزاحم أو تدافع في الطرق المؤدية إلى الجمرات والحرم المكي وعدم حمل الأمتعة واستخدام المضلات بما يقيهم ضربات الشمس"، مبينا أنه "تم توزيع أكثر من 15 مليون عبوة ماء زمزم في المساكن التي يقيم فيها حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة، كما سيستفيد 600000 حاج من برنامج الاعاشة"، مفيدا أن "السبت سيشهد تصعيد من بقي من الحجاج في مكة المكرمة إلى عرفات وهناك برنامج التكييف الذي يغطي 280000 حاج".

بدوره، تطرق المتحدث الرسمي لقيادة قوات أمن الحج العميد سامي بن محمد الشويرخ للخطط الأمنية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والجهود المبذولة في تنظيم المشاة أثناء دخولهم لمشعر منى، مبيناً أن "المرحلة الثانية من خطط وتنظيم إدارة الحشود والخطط المرورية المرتبطة بها بدأت منذ الساعات الأولى لهذا اليوم، وبدأ منذ ساعات مبكرة توافد الحجاج إلى مشعر منى، مؤكداً أن "جميع خطط إدارة وتنظيم الحشود والخطط المرورية المرتبطة بها تسير وفقط ما خطط له مسبقاً".

وعززت السعودية الإجراءات الأمنية في مكة وتم تحديد الزائرين، بالإضافة إلى حشد عشرات الآلاف من رجال الأمن وكاميرات لمراقبة كل منطقة في مكة.

وأفادت الصحافة السعودية بأن العدد الإجمالي للحجاج الذين من المتوقع أن يشاركوا السنة قد يتجاوز 2.5 مليون، من ضمنهم الحجاج المقيمون في المملكة.

وقال المتحدث باسم رئاسة أمن الدولة بسام عطية للصحافيين "إنه لشرف لنا أن نخدم ضيوف الرحمن".

من جهته، أعلن المتحدث باسم وزارة الحج حاتم بن حسن قاضي عن "نجاح إصدار أكثر من مليون و800 ألف تأشيرة إلكترونيا بدون مراجعة القنصليات"، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تمثل "قفزة نوعية".

ويتدفق حجاج من جميع أنحاء العالم إلى مكة المكرمة في غرب السعودية من أجل أداء الحج.

وقال محمد جعفر "40 عاما" القادم من مصر "أنت في أطهر مكان في العالم ، وتقوم بإكمال دينك وأداء الركن الخامس في الإسلام. هذا عظيم".

وقالت حاجة جزائرية في الخمسينات من العمر تؤدي الحج لأول مرة بتأثر "هذا شعور لا يوصف، يجب أن تعيشه حتى تستطيع فهمه". من جهتها قالت سيدة أخرى ترافقها "هذه فرصة ذهبية".

وأدى الحجاج صلاة الجمعة في الحرم المكي. ويؤدي الحجاج الطواف حول الكعبة مع بداية الشعائر، ثم يقومون بالسعي بين الصفا والمروى قبل ان يتوجهوا الى منى في يوم التروية، ومنها الى عرفات على بعد عشرة كيلومترات.

ويطلق مسمى "يوم التروية" على اليوم الذي يسبق الوقوف في جبل عرفات لان الحجيج كانوا يتوقفون تاريخيا في منى للتزود بالمياه ولتشرب الحيوانات التي كانوا يركبونها.

وتوجهت وفود الحجاج المؤلفة من رجال ونساء إلى منى إما سيرا على الأقدام أو في حافلات مخصصة لهم.

وتصبح منطقة منى في كل موسم حج موقعا لخيم مخصصة لاستقبال الحجاج. وأكد مسؤول سعودي أنه "تم نصب 350 ألف خيمة مع أجهزة تكييف".

وفجر السبت، يتوجه الحجاج إلى جبل عرفات الذي يعرف أيضا باسم جبل الرحمة. ويعد الوقوف في عرفات ذروة مناسك الحج.

وألقى النبي محمد خطبة الوداع قبل وفاته منذ نحو 1400 عام من جبل الرحمة.

وبعد الوقوف في عرفات، ينزل الحجاج الى منطقة مزدلفة في ما يعرف بالنفرة، ويجمعون الحصى فيها لاستخدامها في شعيرة رمي الجمرات. وفي اليوم الاول من عيد الاضحى، يقوم الحجاج بالتضحية بكبش ويبدأون شعيرة رمي الجمرات في منى.

ويأتي الكثير من الحجاج قبل بدء مناسك الحج، ويتوافدون لزيارة المسجد الحرام والكعبة والصلاة هناك.