(بوابة العين الإخبارية): بالتزامن مع اليوم الدولي لذكرى ضحايا الإرهاب وتكريمهم، التي يحييها العالم 21 أغسطس من كل عام، تزايدت الدعوات حول العالم لمحاسبة قطر، مع مطالب بإدراجها كدولة راعية للإرهاب.
يأتي هذا مع توالي الكشف عن جرائم إرهابية تورطت فيها الدوحة خلال الفترة القليلة الماضية في أكثر من دولة من بينها إيطاليا وبريطانيا والكويت والسعودية والبحرين وليبيا واليمن وسوريا.
ويحيي العالم اليوم الذكرى الثانية لليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وتكريمهم، ويركز الاحتفال على قدرة الضحايا وعائلاتهم على الصمود والتكيف مع المجتمع والجهود التي ساعدتهم في الشفاء والانتعاش والبقاء أقوياء ومتحدين ضد الإرهاب.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت بموجب قرارها 165/72، يوم 21 أغسطس بوصفه اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وإجلالهم، من أجل تكريم ودعم ضحايا الإرهاب والناجين منه وتعزيز وحماية تمتعهم الكامل بما لهم من حقوق الإنسان وحرياتهم الأساسية، وتم إحياء هذا اليوم للمرة الأولى العام الماضي.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في رسالة نشرها على موقع الأمم المتحدة بهذه المناسبة أنه "لايزال الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يمثل تحديا عالميا"، مشيرا إلى أنه "يلحق أذى قويا بالأفراد والأسر والمجتمعات المحلية، ويخلف ندوبا عميقة قد تفتر مع مرور الوقت، ولكنها لا تختفي أبداً".
وبيَّن أن "هذا اليوم الدولي يذكّرنا بما يكابده ضحايا مثل هذه الهجمات الذين تستمر معاناتهم من تركتها الأليمة مهما مرّ من وقت على وقوعها".
وكشف أن الأمم المتحدة ستنظم في العام المقبل أول مؤتمر عالمي لها يُعنى بضحايا الإرهاب.
وبالتزامن مع إحياء العالم الذكرى الثانية لليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وتكريمهم، تتوالى الجهود حول العالم لكشف دعم قطر للإرهاب والتحذير منه والدعوة لمحاسبتها.
أبرز تلك الدعوات، صدرت قبل أيام من الباحث الأمريكي جوردان كوب، الذي دعا في مقال له في مجلة "ذا فيدراليست"، الولايات المتحدة إلى الاعتراف رسميا بأن قطر دولة راعية للإرهاب تقوم بتقديم الدعم والتمويل للجماعات الإرهابية التي تهدد المصالح الأمريكية وحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية.
وحثَّ كوب في مقاله وزارة الخارجية الأمريكية على أن تسمي الأمور بمسمياتها وتصنف قطر كدولة راعية للإرهاب، كما صنفت واشنطن دولا أخرى "قدمت مرارا وتكرارا دعما للأعمال الإرهابية الدولية".
ولفت كوب إلى حديث سابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تمويل الدوحة للإرهاب الذي أصبح "على مستوى عالٍ جداً".
وأعاد مقال نشره "جوردان" في مجلة "ذا فيدراليست" الأمريكية للأذهان تصريحات ترامب في 10 يونيو 2017 التي اتهم فيها قطر بتمويل الجماعات الإرهابية.
حينها قال ترامب، "كان علينا أن نتخذ خياراً صعباً ولكنه ضروري.. إن الوقت قد حان لدعوة قطر لإنهاء التمويل".
وضرب الكاتب أمثلة عدة على دعم قطر للإرهاب من بينها تقديم الدعم لهيئة تحرير الشام، وهي مليشيا متشددة في سوريا قاتلت في السابق إلى جانب جماعة جبهة النصرة الإرهابية التي بايعت تنظيم القاعدة.
كما بين أنه في عام 2017 قامت قطر بدفع 360 مليون دولار لتحرير رهينتين احتجزتهما كتائب حزب الله، وهي منظمة إرهابية موالية لإيران طالما نصبت كمائن عدة للقوات الأمريكية في العراق.
ويختتم جوردان كوب مقاله بالقول: "لقطر علاقات راسخة بالإرهاب، ومن خلال إيواء وتمويل الدوحة لعدد من الجماعات الإرهابية سيئة السمعة في العالم، أصبحت قطر، بأي تعريف منطقي، دولة راعية للإرهاب. لقد حان الوقت للولايات المتحدة وبقية العالم لإدراك حجم تهديد قطر للأمن العالمي وتصنيف قطر وفقاً لتلك المعطيات".
ومن الولايات المتحدة إلى بريطانيا، حيث يتواصل التحذير من دعم قطر للإرهاب، حيث كشفت صحيفة "تليجراف" يوم السبت الماضي أن هيئة الرقابة على الجمعيات الخيرية في بريطانيا أصدرت تحذيراً حول "استقلال" جمعية خيرية بريطانية ترتبط بمؤسسة قطرية أدرجت على قوائم الإرهاب في دول خليجية.
وقالت الصحيفة البريطانية، في تقرير نشرته السبت الماضي، إن الهيئة أعربت عن قلقها إزاء "استقلال" جمعية "قطر الخيرية" في المملكة المتحدة التي تقدم ملايين الجنيهات إلى المساجد وغيرها من المنظمات في جميع أنحاء بريطانيا.
وأوضحت أن اللجنة تدخلت قبل 4 أعوام بعد أن اكتشفت أن 98% من تمويل المؤسسة البريطانية يأتي من جمعية "قطر الخيرية" ومقرها الدوحة لتمويل مشاريع محددة في المملكة المتحدة.
ولفتت الصحيفة إلى أن جمعية "قطر الخيرية" كانت واحدة من 12 مؤسسة أدرجتها السعودية ومصر والإمارات والبحرين على قائمة الإرهاب عام 2017.
جاء هذا بعد يوم من مطالبة الخارجية الألمانية، الجمعة، رعاياها في قطر بتوخي الحذر وتجنب التجمعات، محذرة من وقوع هجمات محتملة لاستهداف المقيمين الأجانب، وذلك في ظل احتضان الدوحة العناصر الإرهابية.
ولم تستبعد برلين في بيان، حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، وقوع هجمات إرهابية، وقالت الخارجية الألمانية: "على الرعايا الألمان المسافرين لقطر أو المقيمين فيها توخي الحذر".
التحذير الألماني الأول من نوعه جاء في وقت تزايدت فيه الاتهامات الدولية لنظام الدوحة الذي يدعم الإرهاب في العالم ويؤوي عناصره، كما دأبت قطر خلال السنوات الماضية على بناء شبكات إرهابية وتمويلها على رأسها تنظيم الإخوان في عدد من دول أوروبا.
وتسعى الدول الأوربية على رأسها ألمانيا إلى تجفيف منابع تمويل التنظيمات الإرهابية ومن بينها الإخوان داخل أراضيها ما يجعل المواطنين الألمان والأوروبيين عرضة لمضايقات وهجمات الإرهابيين المنتشرين على الأراضي القطرية.
تأتي تلك التحذيرات المتتالية في أعقاب كشف تورط قطر في جرائم إرهابية جديدة في عدد من قارات العالم خلال الأيام القليلة الماضية.
وكشفت صحيفة "التايمز" قبل أسبوعين أن بنكا بريطانيا مملوكاً لقطر يقدم خدمات مالية لمنظمات بريطانية عديدة مرتبطة بمتطرفين، وأن حسابات بعض عملاء مصرف الريان القطري جُمدت خلال حملة أمنية.
وأوضحت الصحيفة أن 70% من أسهم بنك الريان البريطاني مملوكة لمصرف الريان، ثاني أكبر بنك قطري، وأن ذراعاً استثمارية في صندوق قطر السيادي تمتلك الحصة المتبقية البالغة 30%.
وبعدها بيومين كشفت الصحيفة نفسه أن بنكا قطريا آخر هو "بنك الدوحة" الذي يملك مكتباً في لندن يواجه اتهامات بتحويل أموال إلى جماعة إرهابية في سوريا، وفقا لدعوى قضائية تنظر أمام المحكمة العليا في لندن.
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إن شقيقين ثريين يواجهان اتهامات بأنهما استغلا حسابات في "بنك الدوحة" لتحويل مبالغ كبيرة من المال إلى "جبهة النصرة"، التابعة لتنظيم "القاعدة" الإرهابي، أثناء الحرب السورية.
فضيحة البنوك القطرية الداعمة للإرهاب جاءت بعد أيام من نشر صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في 22 يوليو الماضي، تسجيلاً مسرباً تضمن مكالمة هاتفية بين السفير القطري في الصومال حسن بن حمزة بن هاشم وضابط المخابرات القطري المتخفي بصفة رجل أعمال خليفة كايد المهندي، المقرب من أمير قطر تميم بن حمد، يؤكد فيه الأخير أن "أصدقاء قطر" يقفون وراء التفجير الذي حدث في مدينة بوصاصو مايو الماضي "لتعزيز مصالح الدوحة من خلال طرد منافسيها".
وفي محاولة للتنصل من الجريمة، أصدر مكتب الاتصال الحكومي القطري بيانا حاول فيه التنصل من ضابط المخابرات القطري المقرب من تميم، وأنه "لا يمثل حكومة دولة قطر"، فيما تجاهل البيان تماما الحديث عن السفير القطري المتورط معه في المؤامرة الإرهابية.
وزعم البيان القطري إجراء تحقيق مع المهندي، مشددا على أنه "سيتم إجراء تحقيق حول هذا الشخص، وسيتحمل تبعات مسؤولية تعليقاته بشكل قانوني".
واليوم، وبالتزامن مع اليوم الدولي لضحايا إرهاب، وبعد مرور شهر على الكشف عن التسريب لم تعلن قطر عن نتائج تلك التحقيقات المزعومة مع رجل تميم الذي تبرأت منه، في ظل وجود دلائل قوية تؤكد ارتباط المهندي بسلطات قطر، ولم يشكك المهندي ولا حكومة قطر في صحة التسجيل، لكنهما زعما في ردهما على "نيويورك تايمز" أنه "كان يتحدث كقطري"، الأمر الذي أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن "الدوحة ترتبط بعلاقات وثيقة مع الإرهابيين وتدعم المتطرفين الذين يشنون عمليات إرهابية في هذا البلد الأفريقي الممزق بهدف تحويل عقود عمل لصالح قطر".
وأكد مراقبون أن حديث قطر عن إجراء تحقيقات كان محاولة للتغطية على الجريمة، مراهنين على عامل الوقت من جانب وتواطؤ الحكومة الصومالية معها من جانب آخر.
وكان موقع "ميديا بارت" الفرنسي سبق أن شكك في إجراء تحقيقات قطر في تسريب نيويورك تايمز، وطالب بإجراء تحقيق أممي في دعم قطر للإرهاب، وهو المطلب الذي جدد مراقبون المطالبة به.
وقبل أسبوع من جريمة تسريب الصومال، تحديدا يوم 15 يوليو الماضي، تورطت قطر في فضيحة أخرى بعد عثور الشرطة الإيطالية على صاروخ "جو-جو" يستخدمه الجيش القطري في حوزة جماعة يمينية متطرفة يطلق عليهم "النازيون الجدد".
العثور على صاروخ يستخدمه الجيش القطري بأيدي جماعة يمينية متطرفة أثار الكثير من التساؤلات حول كيفية وصوله إليها، وأثار قلقاً عالمياً حول مصير الأسلحة الضخمة التي تشتريها الدوحة بما يفوق قدراتها واحتياجاتها مئات المرات، وانطلقت دعوات حول العالم خاصة فرنسا تطالب بحظر تصدير الأسلحة للإمارة الصغيرة.
وأمام ما أثارته الجريمة القطرية من قلق عالمي، أصاب تنظيم "الحمدين" الفزع من التداعيات المحتملة في ظل انتفاضة عالمية تستهدفها لدعمها الإرهاب.
وفي محاولة منها لتدارك الأمر، أصدرت الخارجية القطرية بيانا رسميا اعترفت فيه بأن صاروخ مارتا "جو-جو" فرنسي الصنع الذي تم ضبطه مع النازيين الجدد كانت تمتلكه القوات المسلحة القطرية.
ورغم الاعتراف حاولت قطر التنصل من المسؤولية، فزعمت أنه تم بيع الصاروخ الذي تم العثور عليه مع النازيين الجدد من قِبل دولة قطر في عام 1994، في صفقة ضمت 40 صاروخ مارتا سوبر 530 إلى "دولة صديقة" دون أن تذكر اسمها.
وقالت وزارة الخارجية في بيانها: "إن السلطات المعنية في قطر قد بدأت تحقيقاً عاجلاً بالتعاون مع الجهات المعنية"، إلا أن النتائج النهائية لهذا التحقيق العاجل لم يتم الكشف عنها رغم مرور نحو 6 أسابيع على الجريمة، ولم يتم رسمياً كشف تلك الدولة الصديقة ولا كيفية وصول الصاروخ للنازيين الجدد.
ما كشفته السلطات الإيطالية جاء بعد يومين من إحباط أجهزة الأمن في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن مخططاً إرهابياً بعد مداهمة وكر لتنظيم الإخوان الإرهابي والعثور على كميات كبيرة من الأسلحة القطرية.
وبالتزامن مع جريمة اليمن، تم كشف تورط قطر في دعم الخلية الإخوانية الإرهابية الهاربة من مصر التي تم ضبطها في الكويت.
وأظهرت التحقيقات الأولية مع الخلية الإخوانية الإرهابية بالكويت ارتباط نشاطها بدولتي تركيا وقطر الحاضنتين لتنظيم الإخوان الإرهابي بشكل أساسي.
وكشفت التحقيقات أن أعضاء الخلية المتهمين بارتكاب جرائم بمدن مصرية عدة عقدوا عددا من الاجتماعات مع قيادات تنظيمية في دولتي قطر وتركيا، فضلاً عن اجتماعاتهم المتواصلة بدولة الكويت.
وفي محاولة منها للتغطية على فضيحة تورطها في دعم خلية الكويت لشغل الرأي العام الخليجي والعربي عن فضيحتها، قامت قطر بالتعجيل ببث برنامج "ما خفي أعظم" بهدف تشويه صورة البحرين.
واعتمد البرنامج على 3 شهادات رئيسة لترويج أكاذيب حول أن السلطات البحرينية تعاونت مع قيادي في القاعدة عام 2003 لاغتيال نشطاء المعارضة دون كشف اسم شخص واحد تم اغتياله.
الشهادات الثلاث فنّدتها البحرين وأثبتت بالأدلة القاطعة فبركتها، وبث تلفزيون البحرين اعترافات تفصيلية للأشخاص الذين ظهروا في برنامج "الجزيرة" تؤكد أن اعترافاتهم تمت فبركتها، وتوضح أن خلية إرهابية صدر ضدها حكم عام 2004 تقف وراء فبركة تلك الشهادات.
كما تم بث تسجيل لمكالمة هاتفية لإرهابي بحريني هارب إلى تركيا مع مسؤولين قطريين، تكشف تآمر الدوحة ضد البحرين واستخدام قانون اللجوء السياسي الجديد لتجنيد الإرهابيين.
وبثت القناة تسجيلاً لمكالمة صوتية مسربة لمحيي الدين محمود خان "أحد أفراد الخلية المحكومين عام 2004 الذي يحمل نسخة من تلك الاعترافات" والهارب في تركيا حاليا.
ويكشف خان في المكالمة التواصل مع مسؤولين قطريين، وبيَّن أن أحدهم سيتواصل مع خال أمير قطر تميم بن حمد للترتيب معه الحصول على اللجوء السياسي إلى الدوحة بعد القانون الجديد والتواصل مع قناة الجزيرة، في إشارة إلى مَن يقف وراء تسليم تلك الاعترافات المفبركة للجزيرة رغم علم الطرفين أنها مزيفة.
ولم تتورع قطر مجدداً عن توظيف علاقتها بالإرهابيين خلال مؤامراتها على السعودية في موسم الحج، فبثت قناة "الجزيرة" فيديو للمسؤول الشرعي السابق في جبهة النصرة الإرهابية مصلح العلياني الذي قدمته على أنه مدون يزعم فيه أن السعودية تستقبل الحجاج القادمين إلى جدة بفعاليات غنائية وترفيهية تنظمها هيئة الترفيه التي وجه لها انتقادات حادة.
وفي المقطع المصور، ظهر العلياني، المطلوب للسلطات السعودية، بملابس الإحرام، دون أن تشير القناة لهويته الحقيقية.
ولم تكتفِ القناة بهذا فحسب بل أمعنت في الترويج للكذب، ونشرت الفيديو عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان كيف رد مدون على فعاليات هيئة الترفيه السعودية تزامنا مع موسم الحج؟ قبل أن تضطر لحذف التغريدة لاحقاً بعد تكشف فضيحتها.
المؤامرة الجديدة لقناة "الجزيرة" سرعان ما تكشفت وارتدت عليها، كاشفة ارتباط القناة الوثيق بالإرهابيين ودعمها لهم ومحاولة ترويج ونشر أفكارهم.
تلك الدلائل التي تتكشف يومياً وتثبت دعم قطر للإرهاب بالمال والسلاح والإعلام تنبئ بنهاية قريبة لتنظيم الحمدين.
كما تؤكد مجدداً صواب الموقف التي اتخذته دول الرباعي العربي "السعودية والإمارات والبحرين ومصر" بإعلان مقاطعتها قطر في 5 يونيو 2017 لدعمها الإرهاب، ولكن من الأهمية بمكان توظيف تلك الفعاليات الدولية المهمة مثل اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وتكريمهم؛ لتسليط الضوء عالميا على دعم الدوحة للإرهاب، والتحرك بشكل جدي عبر إجراء تحقيق أممي في تلك الجرائم للانتصار لضحايا الإرهاب من تنظيم "الحمدين".
يأتي هذا مع توالي الكشف عن جرائم إرهابية تورطت فيها الدوحة خلال الفترة القليلة الماضية في أكثر من دولة من بينها إيطاليا وبريطانيا والكويت والسعودية والبحرين وليبيا واليمن وسوريا.
ويحيي العالم اليوم الذكرى الثانية لليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وتكريمهم، ويركز الاحتفال على قدرة الضحايا وعائلاتهم على الصمود والتكيف مع المجتمع والجهود التي ساعدتهم في الشفاء والانتعاش والبقاء أقوياء ومتحدين ضد الإرهاب.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت بموجب قرارها 165/72، يوم 21 أغسطس بوصفه اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وإجلالهم، من أجل تكريم ودعم ضحايا الإرهاب والناجين منه وتعزيز وحماية تمتعهم الكامل بما لهم من حقوق الإنسان وحرياتهم الأساسية، وتم إحياء هذا اليوم للمرة الأولى العام الماضي.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في رسالة نشرها على موقع الأمم المتحدة بهذه المناسبة أنه "لايزال الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يمثل تحديا عالميا"، مشيرا إلى أنه "يلحق أذى قويا بالأفراد والأسر والمجتمعات المحلية، ويخلف ندوبا عميقة قد تفتر مع مرور الوقت، ولكنها لا تختفي أبداً".
وبيَّن أن "هذا اليوم الدولي يذكّرنا بما يكابده ضحايا مثل هذه الهجمات الذين تستمر معاناتهم من تركتها الأليمة مهما مرّ من وقت على وقوعها".
وكشف أن الأمم المتحدة ستنظم في العام المقبل أول مؤتمر عالمي لها يُعنى بضحايا الإرهاب.
وبالتزامن مع إحياء العالم الذكرى الثانية لليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وتكريمهم، تتوالى الجهود حول العالم لكشف دعم قطر للإرهاب والتحذير منه والدعوة لمحاسبتها.
أبرز تلك الدعوات، صدرت قبل أيام من الباحث الأمريكي جوردان كوب، الذي دعا في مقال له في مجلة "ذا فيدراليست"، الولايات المتحدة إلى الاعتراف رسميا بأن قطر دولة راعية للإرهاب تقوم بتقديم الدعم والتمويل للجماعات الإرهابية التي تهدد المصالح الأمريكية وحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية.
وحثَّ كوب في مقاله وزارة الخارجية الأمريكية على أن تسمي الأمور بمسمياتها وتصنف قطر كدولة راعية للإرهاب، كما صنفت واشنطن دولا أخرى "قدمت مرارا وتكرارا دعما للأعمال الإرهابية الدولية".
ولفت كوب إلى حديث سابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تمويل الدوحة للإرهاب الذي أصبح "على مستوى عالٍ جداً".
وأعاد مقال نشره "جوردان" في مجلة "ذا فيدراليست" الأمريكية للأذهان تصريحات ترامب في 10 يونيو 2017 التي اتهم فيها قطر بتمويل الجماعات الإرهابية.
حينها قال ترامب، "كان علينا أن نتخذ خياراً صعباً ولكنه ضروري.. إن الوقت قد حان لدعوة قطر لإنهاء التمويل".
وضرب الكاتب أمثلة عدة على دعم قطر للإرهاب من بينها تقديم الدعم لهيئة تحرير الشام، وهي مليشيا متشددة في سوريا قاتلت في السابق إلى جانب جماعة جبهة النصرة الإرهابية التي بايعت تنظيم القاعدة.
كما بين أنه في عام 2017 قامت قطر بدفع 360 مليون دولار لتحرير رهينتين احتجزتهما كتائب حزب الله، وهي منظمة إرهابية موالية لإيران طالما نصبت كمائن عدة للقوات الأمريكية في العراق.
ويختتم جوردان كوب مقاله بالقول: "لقطر علاقات راسخة بالإرهاب، ومن خلال إيواء وتمويل الدوحة لعدد من الجماعات الإرهابية سيئة السمعة في العالم، أصبحت قطر، بأي تعريف منطقي، دولة راعية للإرهاب. لقد حان الوقت للولايات المتحدة وبقية العالم لإدراك حجم تهديد قطر للأمن العالمي وتصنيف قطر وفقاً لتلك المعطيات".
ومن الولايات المتحدة إلى بريطانيا، حيث يتواصل التحذير من دعم قطر للإرهاب، حيث كشفت صحيفة "تليجراف" يوم السبت الماضي أن هيئة الرقابة على الجمعيات الخيرية في بريطانيا أصدرت تحذيراً حول "استقلال" جمعية خيرية بريطانية ترتبط بمؤسسة قطرية أدرجت على قوائم الإرهاب في دول خليجية.
وقالت الصحيفة البريطانية، في تقرير نشرته السبت الماضي، إن الهيئة أعربت عن قلقها إزاء "استقلال" جمعية "قطر الخيرية" في المملكة المتحدة التي تقدم ملايين الجنيهات إلى المساجد وغيرها من المنظمات في جميع أنحاء بريطانيا.
وأوضحت أن اللجنة تدخلت قبل 4 أعوام بعد أن اكتشفت أن 98% من تمويل المؤسسة البريطانية يأتي من جمعية "قطر الخيرية" ومقرها الدوحة لتمويل مشاريع محددة في المملكة المتحدة.
ولفتت الصحيفة إلى أن جمعية "قطر الخيرية" كانت واحدة من 12 مؤسسة أدرجتها السعودية ومصر والإمارات والبحرين على قائمة الإرهاب عام 2017.
جاء هذا بعد يوم من مطالبة الخارجية الألمانية، الجمعة، رعاياها في قطر بتوخي الحذر وتجنب التجمعات، محذرة من وقوع هجمات محتملة لاستهداف المقيمين الأجانب، وذلك في ظل احتضان الدوحة العناصر الإرهابية.
ولم تستبعد برلين في بيان، حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، وقوع هجمات إرهابية، وقالت الخارجية الألمانية: "على الرعايا الألمان المسافرين لقطر أو المقيمين فيها توخي الحذر".
التحذير الألماني الأول من نوعه جاء في وقت تزايدت فيه الاتهامات الدولية لنظام الدوحة الذي يدعم الإرهاب في العالم ويؤوي عناصره، كما دأبت قطر خلال السنوات الماضية على بناء شبكات إرهابية وتمويلها على رأسها تنظيم الإخوان في عدد من دول أوروبا.
وتسعى الدول الأوربية على رأسها ألمانيا إلى تجفيف منابع تمويل التنظيمات الإرهابية ومن بينها الإخوان داخل أراضيها ما يجعل المواطنين الألمان والأوروبيين عرضة لمضايقات وهجمات الإرهابيين المنتشرين على الأراضي القطرية.
تأتي تلك التحذيرات المتتالية في أعقاب كشف تورط قطر في جرائم إرهابية جديدة في عدد من قارات العالم خلال الأيام القليلة الماضية.
وكشفت صحيفة "التايمز" قبل أسبوعين أن بنكا بريطانيا مملوكاً لقطر يقدم خدمات مالية لمنظمات بريطانية عديدة مرتبطة بمتطرفين، وأن حسابات بعض عملاء مصرف الريان القطري جُمدت خلال حملة أمنية.
وأوضحت الصحيفة أن 70% من أسهم بنك الريان البريطاني مملوكة لمصرف الريان، ثاني أكبر بنك قطري، وأن ذراعاً استثمارية في صندوق قطر السيادي تمتلك الحصة المتبقية البالغة 30%.
وبعدها بيومين كشفت الصحيفة نفسه أن بنكا قطريا آخر هو "بنك الدوحة" الذي يملك مكتباً في لندن يواجه اتهامات بتحويل أموال إلى جماعة إرهابية في سوريا، وفقا لدعوى قضائية تنظر أمام المحكمة العليا في لندن.
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إن شقيقين ثريين يواجهان اتهامات بأنهما استغلا حسابات في "بنك الدوحة" لتحويل مبالغ كبيرة من المال إلى "جبهة النصرة"، التابعة لتنظيم "القاعدة" الإرهابي، أثناء الحرب السورية.
فضيحة البنوك القطرية الداعمة للإرهاب جاءت بعد أيام من نشر صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في 22 يوليو الماضي، تسجيلاً مسرباً تضمن مكالمة هاتفية بين السفير القطري في الصومال حسن بن حمزة بن هاشم وضابط المخابرات القطري المتخفي بصفة رجل أعمال خليفة كايد المهندي، المقرب من أمير قطر تميم بن حمد، يؤكد فيه الأخير أن "أصدقاء قطر" يقفون وراء التفجير الذي حدث في مدينة بوصاصو مايو الماضي "لتعزيز مصالح الدوحة من خلال طرد منافسيها".
وفي محاولة للتنصل من الجريمة، أصدر مكتب الاتصال الحكومي القطري بيانا حاول فيه التنصل من ضابط المخابرات القطري المقرب من تميم، وأنه "لا يمثل حكومة دولة قطر"، فيما تجاهل البيان تماما الحديث عن السفير القطري المتورط معه في المؤامرة الإرهابية.
وزعم البيان القطري إجراء تحقيق مع المهندي، مشددا على أنه "سيتم إجراء تحقيق حول هذا الشخص، وسيتحمل تبعات مسؤولية تعليقاته بشكل قانوني".
واليوم، وبالتزامن مع اليوم الدولي لضحايا إرهاب، وبعد مرور شهر على الكشف عن التسريب لم تعلن قطر عن نتائج تلك التحقيقات المزعومة مع رجل تميم الذي تبرأت منه، في ظل وجود دلائل قوية تؤكد ارتباط المهندي بسلطات قطر، ولم يشكك المهندي ولا حكومة قطر في صحة التسجيل، لكنهما زعما في ردهما على "نيويورك تايمز" أنه "كان يتحدث كقطري"، الأمر الذي أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن "الدوحة ترتبط بعلاقات وثيقة مع الإرهابيين وتدعم المتطرفين الذين يشنون عمليات إرهابية في هذا البلد الأفريقي الممزق بهدف تحويل عقود عمل لصالح قطر".
وأكد مراقبون أن حديث قطر عن إجراء تحقيقات كان محاولة للتغطية على الجريمة، مراهنين على عامل الوقت من جانب وتواطؤ الحكومة الصومالية معها من جانب آخر.
وكان موقع "ميديا بارت" الفرنسي سبق أن شكك في إجراء تحقيقات قطر في تسريب نيويورك تايمز، وطالب بإجراء تحقيق أممي في دعم قطر للإرهاب، وهو المطلب الذي جدد مراقبون المطالبة به.
وقبل أسبوع من جريمة تسريب الصومال، تحديدا يوم 15 يوليو الماضي، تورطت قطر في فضيحة أخرى بعد عثور الشرطة الإيطالية على صاروخ "جو-جو" يستخدمه الجيش القطري في حوزة جماعة يمينية متطرفة يطلق عليهم "النازيون الجدد".
العثور على صاروخ يستخدمه الجيش القطري بأيدي جماعة يمينية متطرفة أثار الكثير من التساؤلات حول كيفية وصوله إليها، وأثار قلقاً عالمياً حول مصير الأسلحة الضخمة التي تشتريها الدوحة بما يفوق قدراتها واحتياجاتها مئات المرات، وانطلقت دعوات حول العالم خاصة فرنسا تطالب بحظر تصدير الأسلحة للإمارة الصغيرة.
وأمام ما أثارته الجريمة القطرية من قلق عالمي، أصاب تنظيم "الحمدين" الفزع من التداعيات المحتملة في ظل انتفاضة عالمية تستهدفها لدعمها الإرهاب.
وفي محاولة منها لتدارك الأمر، أصدرت الخارجية القطرية بيانا رسميا اعترفت فيه بأن صاروخ مارتا "جو-جو" فرنسي الصنع الذي تم ضبطه مع النازيين الجدد كانت تمتلكه القوات المسلحة القطرية.
ورغم الاعتراف حاولت قطر التنصل من المسؤولية، فزعمت أنه تم بيع الصاروخ الذي تم العثور عليه مع النازيين الجدد من قِبل دولة قطر في عام 1994، في صفقة ضمت 40 صاروخ مارتا سوبر 530 إلى "دولة صديقة" دون أن تذكر اسمها.
وقالت وزارة الخارجية في بيانها: "إن السلطات المعنية في قطر قد بدأت تحقيقاً عاجلاً بالتعاون مع الجهات المعنية"، إلا أن النتائج النهائية لهذا التحقيق العاجل لم يتم الكشف عنها رغم مرور نحو 6 أسابيع على الجريمة، ولم يتم رسمياً كشف تلك الدولة الصديقة ولا كيفية وصول الصاروخ للنازيين الجدد.
ما كشفته السلطات الإيطالية جاء بعد يومين من إحباط أجهزة الأمن في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن مخططاً إرهابياً بعد مداهمة وكر لتنظيم الإخوان الإرهابي والعثور على كميات كبيرة من الأسلحة القطرية.
وبالتزامن مع جريمة اليمن، تم كشف تورط قطر في دعم الخلية الإخوانية الإرهابية الهاربة من مصر التي تم ضبطها في الكويت.
وأظهرت التحقيقات الأولية مع الخلية الإخوانية الإرهابية بالكويت ارتباط نشاطها بدولتي تركيا وقطر الحاضنتين لتنظيم الإخوان الإرهابي بشكل أساسي.
وكشفت التحقيقات أن أعضاء الخلية المتهمين بارتكاب جرائم بمدن مصرية عدة عقدوا عددا من الاجتماعات مع قيادات تنظيمية في دولتي قطر وتركيا، فضلاً عن اجتماعاتهم المتواصلة بدولة الكويت.
وفي محاولة منها للتغطية على فضيحة تورطها في دعم خلية الكويت لشغل الرأي العام الخليجي والعربي عن فضيحتها، قامت قطر بالتعجيل ببث برنامج "ما خفي أعظم" بهدف تشويه صورة البحرين.
واعتمد البرنامج على 3 شهادات رئيسة لترويج أكاذيب حول أن السلطات البحرينية تعاونت مع قيادي في القاعدة عام 2003 لاغتيال نشطاء المعارضة دون كشف اسم شخص واحد تم اغتياله.
الشهادات الثلاث فنّدتها البحرين وأثبتت بالأدلة القاطعة فبركتها، وبث تلفزيون البحرين اعترافات تفصيلية للأشخاص الذين ظهروا في برنامج "الجزيرة" تؤكد أن اعترافاتهم تمت فبركتها، وتوضح أن خلية إرهابية صدر ضدها حكم عام 2004 تقف وراء فبركة تلك الشهادات.
كما تم بث تسجيل لمكالمة هاتفية لإرهابي بحريني هارب إلى تركيا مع مسؤولين قطريين، تكشف تآمر الدوحة ضد البحرين واستخدام قانون اللجوء السياسي الجديد لتجنيد الإرهابيين.
وبثت القناة تسجيلاً لمكالمة صوتية مسربة لمحيي الدين محمود خان "أحد أفراد الخلية المحكومين عام 2004 الذي يحمل نسخة من تلك الاعترافات" والهارب في تركيا حاليا.
ويكشف خان في المكالمة التواصل مع مسؤولين قطريين، وبيَّن أن أحدهم سيتواصل مع خال أمير قطر تميم بن حمد للترتيب معه الحصول على اللجوء السياسي إلى الدوحة بعد القانون الجديد والتواصل مع قناة الجزيرة، في إشارة إلى مَن يقف وراء تسليم تلك الاعترافات المفبركة للجزيرة رغم علم الطرفين أنها مزيفة.
ولم تتورع قطر مجدداً عن توظيف علاقتها بالإرهابيين خلال مؤامراتها على السعودية في موسم الحج، فبثت قناة "الجزيرة" فيديو للمسؤول الشرعي السابق في جبهة النصرة الإرهابية مصلح العلياني الذي قدمته على أنه مدون يزعم فيه أن السعودية تستقبل الحجاج القادمين إلى جدة بفعاليات غنائية وترفيهية تنظمها هيئة الترفيه التي وجه لها انتقادات حادة.
وفي المقطع المصور، ظهر العلياني، المطلوب للسلطات السعودية، بملابس الإحرام، دون أن تشير القناة لهويته الحقيقية.
ولم تكتفِ القناة بهذا فحسب بل أمعنت في الترويج للكذب، ونشرت الفيديو عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان كيف رد مدون على فعاليات هيئة الترفيه السعودية تزامنا مع موسم الحج؟ قبل أن تضطر لحذف التغريدة لاحقاً بعد تكشف فضيحتها.
المؤامرة الجديدة لقناة "الجزيرة" سرعان ما تكشفت وارتدت عليها، كاشفة ارتباط القناة الوثيق بالإرهابيين ودعمها لهم ومحاولة ترويج ونشر أفكارهم.
تلك الدلائل التي تتكشف يومياً وتثبت دعم قطر للإرهاب بالمال والسلاح والإعلام تنبئ بنهاية قريبة لتنظيم الحمدين.
كما تؤكد مجدداً صواب الموقف التي اتخذته دول الرباعي العربي "السعودية والإمارات والبحرين ومصر" بإعلان مقاطعتها قطر في 5 يونيو 2017 لدعمها الإرهاب، ولكن من الأهمية بمكان توظيف تلك الفعاليات الدولية المهمة مثل اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وتكريمهم؛ لتسليط الضوء عالميا على دعم الدوحة للإرهاب، والتحرك بشكل جدي عبر إجراء تحقيق أممي في تلك الجرائم للانتصار لضحايا الإرهاب من تنظيم "الحمدين".