باريس - لوركا خيزران

"لابد من الحزم بمواجهة الدعم القطري للإرهاب" هذا ما خلصت إليه صحيفة فرنسية بعد أن سردت أدلة على أن "قطر في الظاهر، تروج لفكرة قدرتها على الاستثمار الرياضي والصناعي، أما في الخفاء، فلا تكف عن تمويل الجهات الإرهابية"، وهو ما جاء متسقاً مع ما ذهب إليه المحلل السياسي الفرنسي فرانك سيرغالا بتصريح لـ"الوطن" بأن "تورّط قطر في تمويل التطرف في أوروبا لم يعد خافياً لكن ما تتكشف عنه الوثائق والأدلة الجديدة يشكل قنبلة ستنفجر بوجه حكام قطر قريباً".

وفي مقال بصحيفة "لو تريبيون" الفرنسية قال الباحث بمركز دراسات الشرق الأوسط جيرار فيسبيير إن "فضائح قطر خلال عملية تشييدها لملاعب مونديال 2022 باتت معروفة، ولكن هناك مواضيع "مقلقة" أخرى يجب الحديث عنها.

وبحسب الصحيفة فإن "الدعم القطري المستمر، للجماعات الإرهابية في أوروبا، هي الأمور التي يجب الحديث عنها، والتي ليس لها مكان بين الدول المتحضرة الديمقراطية".

وقال فيسبيير، "لقد علمنا قبل بضعة أسابيع، أن هجوماً في الصومال، تم بواسطة إرهابيين مدعومين من قطر، وهو ما نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية في تقرير معمق في 5 أغسطس الماضي".

و"الدعم الإرهابي القطري لهجوم الصومال لم يكن الأول من نوعه"، في حين تكشف صحيفة "التايمز" البريطانية أن "مصرف الريان القطري يمول منظمات إرهابية في بريطانيا".

وأكدت الصحيفة أن حسابات "مريبة" عديدة تم إغلاقها في بنوك عالمية، إلا أن المصرف القطري سمح لأصحاب هذه الحسابات بالتعامل المصرفي، الذي اتضح لاحقا أنه على صلة بتمويل منظمات إرهابية.

ومن أبرز الحسابات التي تعاملت مع بنك الريان، صندوق المنتدى الإسلامي، الذي يدعو لفرض الحكم الإرهابي المتطرف في أوروبا، ومسجد شرق لندن، الذي يستضيف متطرفين.

أما صحيفة "تليغراف" البريطانية، فقد كشفت في تقرير أن مؤسسة قطر الخيرية في لندن، المصنفة كمنظمة إرهابية في عدد من الدول، تقوم بتوزيع الملايين سنويا على عدد من مساجد بريطانيا، التي تروج للفكر الإرهابي المتشدد.

ورغم أن المنظمة غيرت اسمها عام 2017، إلا أنها لم تتوقف عن الحصول على التمويل من قطر.

وامتدت ظاهرة دعم الإرهاب إلى خارج بريطانيا، بحسب الكاتب، وأصبحت تؤثر على أوروبا أكملها، و"حان الوقت الآن للانتباه وتسليط الضوء على ظاهرة تمويل قطر المباشر، وغير المباشر، للمنظمات الإرهابية في أوروبا".

وفي ختام المقال، أكد فيسبيير أن "الوقت قد حان لفرض تشديدات صارمة، على الصعيدين الدولي والأوروبي، للحد من دعم قطر للإرهاب".

وتركز الصحافة الفرنسية مؤخراً على دعم قطر للإرهاب و فساد المال القطري عموماً، وخاصة في النادي الفرنسي العريق لكرة القدم باريس سان جيرمان، وآخر هذه الصحف "لوموند" الفرنسية التي نشرت تقريراً مطولاً أفردته للأوقات الصعبة للخليفي بظل تورطه بقضايا فساد تخص المال القطري بالنادي.

وكانت هيئة رقابية حكومية فرنسية تابعة لوزارة الاقتصاد والمالية كشفت أن المفكر الإسلامي السويسري مصري الأصل طارق رمضان كان يحصل على مبلغ 35 ألف يورو شهرياً من قطر طيلة سنوات، لنشر أفكار مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، الأمر الذي رأى فيه الخبير الاقتصادي الفرنسي إيتان جوداغ في تصريح لـ"الوطن" "جريمة بحسب القانون الفرنسي قد تدفع باريس لفرض عقوبات على قطر".

ووفقاً للمحلل السياسي الفرنسي فرانك سيرغالا فإن "قطر باتت مصنفة كمصدر خطر لدينا"، داعيا إلى "إجراءات صارمة حيال قطر التي استخدمت أموالها لدعم الإرهاب ولهدم قيم رئيسية في أوروبا والمجتمع الفرنسي".

وسبق للمجلس السمعي البصري الفرنسي أن وجه تهما لقناة "الجزيرة" القطرية بـ "ممارسات غير مهنية، وفبركة أخبار عمداً، وإثارة الفزع بين الفرنسيين، ونشر عبارات عنصرية، والترويج لأعمال فاشية"، قبل أن يطالب بسحب ترخيص مزاولة المهنة وبطاقات الاعتماد الصحافي من مكتب قناة "الجزيرة" في باريس.

ووفقا للمحلل السياسي سيرغالا، "لم يعد خافياً على أحد تورط قطر في تمويل التطرف في أوروبا، لكن الجديد في هذا الخصوص الوثائق والأدلة التي تؤكد التدخل القطري المشبوه في شؤون المسلمين المقيمين بفرنسا"، مذكراً بـ"كتاب أوراق قطر الذي كشف كيف تمول الإمارة الإرهاب في فرنسا وأوروبا، وهو عبارة عن انفجار قنبلة في وجه حكام قطر".