بيروت - بديع قرحاني

أكد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان د. وليد بخاري على "حرص القيادة السعودية على لبنان بكافةِ طوائفه وعلى استقرار هذا البلدِ الطيبِ"، مضيفا أن معتبراً أن "السعودية بتجسيدها في تعاطيها الذي لا ينقطع مع لبنان أنموذجا فريدا ومميزا في تاريخ العلاقات العربية العربية".

وأحيا سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان احتفالا بمناسبة اليوم الوطني السعودي، أقامه بالمتحف الوطني في بيروت، وحضره وزير السّياحة أفيديس كيدانيان ممثلا عن رئيسِ الجمهوريةِ العماد ميشال عون، والنائب علي بزي ممثلا عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، والنائب بهيّة الحريري ممثلة عن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وحشد سياسي ودبلوماسي وديني وإعلامي.

وقال بخاري في كلمة له خلال الاحتفال، "بِسْم اللهِ الرّحمنِ الرّحيم، معالي وزيرِ السّياحةِ أفيديس كيدانيان ممثلا فخامةُ رئيسِ الجمهوريةِ العماد ميشال عَوْن، سعادةُ النائبِ علي بزي ممثلاً دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري، سعادة النائب بهية الحريري ممثلةً دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، أصحاب المعالي والسماحةِ والنيافةِ والفضيلةِ، ‏أصحاب السعادةِ السفراءِ المعتمدينَ في لبنان الشقيقِ، ضيوفنا الأعزاء، أيها السيداتُ والسادة، تحية معطرة بالسلامِ من وطنِ السلامِ".

وأضاف "يسعدني اليوم ويشرفني أنْ أرحبَ بكم في احتفالية ذكرى اليومِ الوطنيِّ التاسعِ والثمانين لبلادي المملكة العربية السعودية دار العروبةِ والإسلامِ والإنسانية ولكم منّي جميعا كل التحايا على مشاعركم النبيلةِ ومحبتكم الصادقة لوطني والتي تؤكدُ مرةً تلوَ الأخرى عمق ومتانة ورسوخَ العلاقةِ والروابط بين بلدينا وعنوانها الخير والسلامِ والاعتدالِ والأخوة".

وتابع "في هذا اليوم الأغرِّ وعلى عتباتِ المتحفِ الوطنيِّ رمز وحدةِ الأشقاء اللبنانيين بكافةِ أطيافهم وحارسِ تاريخِ عيشهم المشتركِ نستذكرُ معا في مناسبةٍ عظيمةٍ هي يومنا الوطنيُّ المجيد قصةَ ملحمته التاريخيةَ الخالدة في توحيد بلادي تحت رايةٍ واحدةٍ بقيادةِ فارسِ الجزيرةِ العربيّةِ الملكِ المؤسسِ المغفورِ له - بإذن اللهِ تعالى - الملك عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ الرحمنِ آل سعودِ - طيبَ اللهُ ثراه - حين استطاعَ مع قليلٍ من الرجالِ وبكثيرٍ من الإيمانِ، أنْ يجمع شتاتَ أمةٍ ويلملمَ أطرافَ وطنٍ...".

وأردف "نقفُ اليومَ أيّها السادةَ على ماضي وطنٍ مجيدٍ وحاضرٍ مُشرقٍ والذي تكاملَ عَقْدَهُ في عهدِ سيّدي خادمِ الحرمين الشريفين الملكِ سَلْمان بْنِ عبدِ العزيز آل سعود - حفظهُ الله - عبْرِ رؤيةٍ ثاقبةٍ ومواقِفَ حازمةٍ تتعاملُ مع قضايا مصيريَّةٍ على الصُّعدِ المحليَّةِ والإقليميَّةِ والعالميَّةِ والتي جعلتْ للمملكةِ مكاناً ومكانةً للرّيادةِ في محيطها العربيِّ والإسلاميِّ والدّولي...".

وأضاف "أيُّهَا الإِخْوَةُ والأخواتِ، يطيبُ لِي أنْ أرفعَ أسمَى آياتِ التهنئةِ والتبريكِ إلى مقامِ خادمِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ الملكِ سَلْمَانِ بْنِ عبد العزيزِ آل سعودِ - حَفِظَهُ اللهُ ورَعَاهُ-، وإلى صاحبِ السُّمُوِّ المَلَكِيِّ الأميرُ محمَّدٌ بْنُ سَلْمانِ بْنُ عبدِ العزيزِ آلِ سعودِ وَلِيُّ عَهْدِهِ الأمينِ ، وإلى الأُسْرَةِ المالكةِ الكريمةِ، وإلى الشعبِ السعوديِّ الأبيُّ الوفيّ، سائلاً المولى عزَّ وجلّ أن يحفظ بلادي، ويُديمَ عليها نِعمةَ الأمنِ والأمانِ والاستقرار، وأن تبقى منيعةَ الجانبِ رافِلةً بالعزِّ مرفوعةَ الرايةِ ...".

وقال: "أيُّهَا الأحبَّةَ الأجلّاءِ الأوفياء، يأتي اليومُ الوطنيُّ للمملكةِ العربيةِ السعوديّةِ في ظلِّ تَطَوُّراتٍ استثنائيَّةٍ تشهدُها المنطقة، وفي ظلِّ تحدّياتٍ تواجهُ البُلدانَ العربية ككل..والمملكةُ تقع على رأسِ البلدانِ المستهدفةِ تعرَّضَتْ وتتعرّضُ لِمُسلسلٍ عْدوانيٍّ واضحَ الأهدافِ والنوايا...كما أودُّ أن أؤكِّدَ لكم بأنّ الهجومَ الجبانَ الذي استهدفَ المنشآتِ النفطيَّةَ الحَيَوِيَّةَ ليس اعتداءاً على المملكةِ فَحَسْب بل يُعتبرُ اعتداءً على العالمِ أجمع وذلك من خلالِ استهداف إمداداتِ الطاقةِ للأسواقِ الدوليةِ...".

ولفت إلى أنه "تميزتِ العلاقاتُ السعوديةُ - اللّبنانيةُ على الدّوامِ بمحطّاتٍ مُضيئةٍ ومواقفَ أخوِيّةٍ تُعبر عن المكانةِ المُميَّزةِ التي يحتلُّها لبنانَ الشقيقِ لدى قلبِ ووِجدانِ المملكة العربيةِ السعودية، الحريصةِ كلِّ الحرصِ على إحاطةِ جميعِ الإخوةِ اللبنانيين بأواصرَ المحبَّةِ وحثِّهم على التكاتفِ وتغليبِ المصلحةِ اللبنانية العليا والعيشِ المشتركِ على ما عداه من مصالحَ...".

وأضاف "لقد جسَّدتِ المملكةُ في تعاطيها الذي لا ينقطِعُ مع لبنانَ الحبيبِ منذ نشأتِه والذي شكَّلَ أنموذجًا فريدًا ومميَّزًا في تاريخِ العلاقاتِ العربيّة - العربية...".

وأشار إلى أن "هذا الإرثُ العريقُ منَ العلاقاتِ المميّزةِ يحملُنِي على تأكيدِ حِرصِ قيادةِ المملكةِ على لُبنَانْ وشعبهِ بكافةِ فئاتهِ وطوائفهِ ومناطقهِ وعلى أمنِ واستقرارِ هذا البلدِ الطيبِ، وأهميةَ أنْ يستعيدَ تألقَهُ ودوْرَهُ الفاعِلِ بين دولِ المنطقة".

وختم "لا بدَّ لي أن أستذكرَ معكُم قَوْلَ الملكِ المؤسِّسِ المغفورِ له عبدُ العزيزِ بْنُ عبدِ الرحمنِ آل سعود طيَّبَ الله ثراهُ حينَ أرْسَى أبرزَ مرتكزاتِ العلاقاتِ الثنائيَّةِ بينَ المملكةِ العربيّةِ السعوديةِ ولبنانَ بقولهِ : " لبنانُ قِطعةٌ مِنّا وأنا احمي اسْتقلالَه بنفسي ولن أسمحَ لأيَّةِ يدٍ أن تمتدَّ إليهِ بسوءٍ...وكلُّ عامٍ وأنتم بألف خير".