مكة المكرمة - كمال إدريس

في بادرة هي الأولى من نوعها، استقبلت جامعة أم القرى طالبات من جمهورية بوروندي – بمنطقة البحيرات الكبرى وسط إفريقيا – للدراسة بمعهد اللغة العربية لغير الناطقين بها، ليرتفع عدد بنات الجنسيات الدراسة إلى 15 جنسية من مختلف أنحاء العالم.

وانضمت الطالبات البورونديات إلى الاحتفال الذي نظمته إدارة المعهد احتفاءً باستقبال الطالبات المستجدات للفصل الدراسي لعام 1441هـ، وذلك الخميس، وقد شهدت المناسبة أيضا الاحتفال بتخريج دفعة الفصل الدراسي الثاني لعام "1439 هـ – 1440 هـ".

وتنوعت فقرات الحفل الذي أقيم بمقر الجامعة في مكة المكرمة، بحضور وكيلة الجامعة لشؤون الطالبات الدكتورة سارة الخولي، وعميدة الدراسات الجامعية الدكتورة هالة العمودي، وعدد من قيادات هيئة التدريس في شطر الطالبات، استمعن إلى نشيد من الطالبات عبر عن فرحة التخرج، ثم جرى تكريمهن بهدايا تذكارية.

من جانبها، رفعت وكيلة جامعة أم القرى لشؤون الطالبات الدكتورة سارة الخولي شكرها وتقديرها إلى حكومة المملكة الرشيدة التي تولي كل رعاية واهتمام بأبناء المسلمين في شتى بقاع الأرض.

كما رحبت بالطالبات الجدد اللاتي التحقن بمعهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، قائلة، "أهلا وسهلا بكن ضيفات عزيزات في رحاب المملكة، وفي مكة المكرمة قبلة العالم، فأبوابنا وقلوبنا مفتوحة لكن، ويسعدنا خدمتكن".

وقالت خلال كلمة ألقتها في الحفل، "معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها هو الشريان الممتد من قلب مكة إلى العالم، ويمد كل من يستفيد منه بالعلم والعقيدة الصحيحة".

ووجهت الدكتورة الخولي رسالة إلى الخريجات، بقولها، "أهمس في أذن المتخرجة، فأقول لها مبارك تخرجك، وأوصيك أن تعملي بكل ما تعلمتِه، وتعلمي الناس الذين ينتظرونك"، منوهة بالجهود التي يبذلها معهد اللغة من خلال الإدارة والعضوات إزاء دعمهم العلمي والمادي والمعنوي للطالبات.

وفي ذات الإطار، هنأت وكلية عميد معهد اللغة العربية لغير الناطقين بها الدكتورة سامية الردادي الطالبات الخريجات، ثم دعتهن إلى ضرورة الاستمرار في طريق العلم، والحرص على القيام بالدعوة إلى الله في بلدانهن، مشيرة إلى أن "الفترة الدراسية التي أمضينها ستكون ذكرى مميزة لهن، ودافعا إلى تقديم المزيد في الميادين العلمية".

وأعربت عن شكرها لأستاذات المعهد اللائي كان لهن الفضل في وصول الخريجات إلى مستويات تحصيل علمي عالية، مقدمة امتنانها إلى موظفات إدارة المعهد اللائي أنجزن كل احتياجات الخريجات أثناء دراستهن.

في المقابل، ألقت الطالبة كبرى نيازي من أفغانستان كلمة الخريجات، أشادت فيها بكل ما وجدته من رعاية واهتمام، ثم استعرضت بدايات الدفعة في الدراسة حين كان التعليم يبدأ بالحروف الأبجدية، وطريقة إخراج الحرف بالشكل الصحيح، قبل أن يتطور مستواهم إلى القدرة على دراسة النحو، والصرف، والنصوص الأدبية، ثم العقيدة الإيمانية.

وأضافت، "هكذا سرنا في روضة القرآن، والتفسير، والحديث وفصاحته، والفقه وأحكامه؛ كل ذلك ونحن في فرحة، وبهجة، وفخر، واعتزاز، إلى أن وصلنا إلى لوعة الوداع، فكيف لنا أن نترك هذا المكان دون شكر جامعة أم القرى بيتنا الثاني، والشكر لوكيلتنا الفاضلة وللمملكة العربية السعودية ولهيئة التدريس".

في حين قدمت الطالبة تحيتي شهرت زاد من طاجكستان شكرها وتقديرها للمملكة العربية السعودية التي وصفتها بدار الإسلام والسلام، مضيفة: "أرى قلبي حائرا ولساني عاجزا عن النطق بعبارات الشكر والعرفان على رد الجميل الذي لن أنساه في حياتي، وأرسل كل الشكر والثناء وصادق العرفان إلى خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، فكل ما تقدمه المملكة لا تقدمه أي شعوب أخرى".

وركزت الطالبة واجدة رحما نوفا من طاجكستان على استلهام اليوم العالمي للمعلم لتقدم شكرها لكل من يعمل في معهد اللغة العربية لغير الناطقين بها نظير ما قدموه من جهد ووقت للرقي بمسيرة المعهد.

يشار إلى أن المعهد يقدم خدماته التعليمية لأعداد كبيرة من الطالبات المنتميات لجنسيات غير عربية، من بينها بريطانيا، والصين، وروسيا، وباكستان، والسنغال، وغامبيا، وساحل العاج، وغينيا، والفلبين، وأفغانستان، والهند، وبنغلاديش، وكازخستان، وطاجكستان.