جاء ذلك خلال ترؤسه لوفد الزيارة الميدانية التي نظمتها مؤسسة القلب الكبير إلى مخيمات اللاجئين في كينيا بمشاركة عدد من المسؤولين ورجال الأعمال الإماراتيين، الذي ضم كلاً من سعادة اللواء سيف الزري الشامسي، القائد العام لشرطة الشارقة، وسعادة علي سالم المدفع، رئيس هيئة مطار الشارقة، وسعادة الدكتور خالد عمر المدفع، رئيس مدينة الشارقة للإعلام (شمس)، وسعادة علي محمد عبد الله الخيال، عضو مجلس الإدارة في غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وسعادة سعيد غانم السويدي، رئيس شركة الغانم للعقارات، وسعادة حسن يعقوب المنصوري، أمين عام مجلس الشارقة للإعلام، و مريم محمد الحمادي، مدير مؤسسة القلب الكبير.
وتأتي هذه الزيارة، ترجمةً لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتوجيهات قرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وتهدف إلى حشد المزيد من الدعم المجتمعي لمساندة اللاجئين والمحتاجين أينما كانوا وتوفير احتياجاتهم الأساسية ودعمهم بمشاريع مستدامة تمكنهم من العيش الكريم بأمان واستقرار، وهي الزيارة الثالثة من نوعها التي تنفذها المؤسسة لوفود من القطاعين الحكومي والخاص.
والتقى الوفد خلال زيارته ممثلين عن الحكومة الكينية والسلطات المحلية وممثلين عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، إلى جانب ممثلين عن مخيمات اللجوء، وتباحث معهم أوضاع اللاجئين واحتياجاتهم وسبل إيصال المساعدات وآليات الإشراف على تنفيذ مشاريع الخدمات الأساسية المستدامة، بالإضافة إلى كيفية مساندة الجهات التي ترعى وتنظم الحياة اليومية في المخيمات.
وأوضح الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، أن اطلاع مؤسسات الدولة على أوضاع اللاجئين عن كثب والاستماع إلى احتياجاتهم، يمكّن المؤسسات من تصميم وتنفيذ برامج إنسانية ذات نفع مباشر وكفاءة عالية، تخفف تدريجياً من معاناتهم اليومية وترسي دعائم مشاريع مستدامة خاصةً فيما يتعلق بتوفير خدمات التعليم والرعاية الصحية والأمن والغذاء.
وأضاف الشيخ سلطان بن أحمد: إن العالم اليوم بأمّس الحاجة للقيم الإنسانية السامية لمواجهة تحديات المرحلة وحماية الذين وضعتهم ظروفهم في حالة من عدم الاستقرار، ففي الوقت الذي تتزايد فيه مسببات الفقر واللجوء يجب على الخير أن يحشد قواه في المقابل، وليس هناك أكثر قوةً من المجتمعات التي تعلن بكامل مكوناتها استعدادها لمد يد عون سخية وقوية لمن أضعفتهم الظروف وحرمتهم من حقوقهم الطبيعية في الحياة.
وبحسب بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تبقى كينيا من بين أكبر الدول المستضيفة للاجئين بصفة دائمة بسبب تدفق أعداد كبيرة منهم من الدول المجاورة هرباً من الصراع، حيث بلغ عدد اللاجئين حتى أكتوبر 2019 نحو نصف مليون لاجئ أكثر من نصفهم من الصومال ونحو 25% من جنوب السودان ويتواجد معظمهم في مخيمين للاجئين، وتمثل النساء والأطفال النسبة الأكبر من الفارين من جنوب السودان نحو كينيا، كما أن 63% من لاجئي جنوب السودان تقل أعمارهم عن 18 عاماً.
ويشكل التعليم أحد أكبر التحديات التي تواجه اللاجئين في كينيا خصوصاً مع تزايد رغبة التحاق الطلاب اللاجئين من جنوب السودان بالمدارس الثانوية، حيث تشكل نسبة الطالبات 24% من إجمالي الطلاب الملتحقين، مع عجز في المقاعد الدراسية المتوفرة للفتيات اللاجئات يفوق الـ 75% إذ تقدمت في العام 2019 نحو 400 فتاة بطلب الحصول على مقعد في مدرسة البنات الثانوية الوحيدة المتواجدة في مخيم كاكوما ولم تلتحق سوى 90 فتاة بسبب محدودية عدد المقاعد الدراسية، ومن المتوقع أن ينمو معدل طلب الحصول على مقاعد دراسية في العام 2020 وما بعده.
وعلى صعيد الرعاية الصحية ووفقًا لوزارة الصحة في كينيا، أدت أزمة الجفاف إلى تفشي الأمراض بشكل مستمر، حيث بلغ عدد حالات الإصابة بالكوليرا 2,466 حالة مع 6 وفيات و477 حالة حصبة مع 3 وفيات تم الإبلاغ عنها في عام 2019.
وزار الوفد مخيم كاكوما الذي أنشئ في العام 1992، ويضم لاجئين من 22 جنسية أغلبهم من السودان والصومال وأثيوبيا ،كما اطلع على أوضاع مدرسة "أنجلينا جولي"، التي تعتبر واحدة من 26 مدرسة ابتدائية في المخيم، التي انشأتها المبعوثة الخاصة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنجلينا جولي في العام 2002، بهدف توفير بيئة تعليمية آمنة للفتيات اللاجئات، حيث وصل عدد الطالبات المنتسبات للمدرسة حتى الآن 250 طالبة من مختلف المراحل الدراسية، ابتداء من الصف الخامس وحتى الصف الثامن.
وتعرّف الوفد على الخدمات الصحية التي توفرها 8 مراكز صحية تدعمها المفوضية، بالتعاون مع وزارة الصحة في كينيا، حيث تعرفوا على ما تقدمه تلك المراكز من خدمات صحية أساسية للاجئين والمجتمع المحلي المضيف، حيث يقع المخيم على مشارف مدينة كاكوما.
وحول هذه الزيارة قالت مريم محمد الحمادي، مدير مؤسسة القلب الكبير:" تترجم زيارة القلب الكبير إلى كينيا بحضور مسؤولين الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة في الدولة، حرص المؤسسة على معرفة أوضاع اللاجئين في مخيماتهم، لتطوير المشاريع والبرامج التي تستهدف مساعدتهم وضمان استجابتها للتحديات التي يعانونها بشكل يومي، كما تجسد مساعينا نحو تعميم العمل الإنساني وترسيخ ثقافته لدى المؤسسات والأفراد في المجتمع الإماراتي".
وأضافت الحمادي: " كانت نتائج الزيارات السابقة مثمرة ونجم عنها بناء مستشفى في بنغلادش بالتعاون مع منظمة أطباء بلا حدود، ونحن على ثقة بأن الأعوام القادمة ستشهد المزيد من المشاريع الإنسانية التي تنفذها مؤسسات إماراتية لتلبية الاحتياجات الأساسية للفقراء واللاجئين في المناطق المتضررة".
وكانت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، أطلقت مؤسسة القلب الكبير رسمياً في يونيو 2015، تزامناً مع اليوم العالمي للاجئين، بعد إصدارها قراراً قضى بتحويل حملة القلب الكبير إلى مؤسسة إنسانية عالمية، بهدف مضاعفة جهود تقديم العون والمساعدة للاجئين والمحتاجين في مختلف أنحاء العالم، ما أضاف الكثير إلى رصيد دولة الإمارات الحافل بالعطاءات والمبادرات الإنسانية، وعزز من سمعتها إقليمياً ودولياً.