(بوابة العين الإخبارية): فاض موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بابتهالات ودعوات وتضرع إلى الله، أن يشفي السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، وأن يحفظه ويعيده لبلاده سالما معافى، عقب إعلان سفره في رحلة علاجية.

وكان ديوان البلاط السلطاني أعلن، في بيان، أن السلطان قابوس غادر البلاد السبت إلى بلجيكا "لإجراء بعض الفحوص الطبية"، وبيّن أنها "ستستغرق فترة محدودة".

وأطلق العمانيون والخليجيون هاشتاقات عدة تعبيرا عن حبهم وامتنانهم وتقديرهم للسلطان قابوس باني نهضة عمان الحديثة، وأحد زعماء الخليج الذين قاموا بتأسيس مجلس التعاون الخليجي خلال قمتهم الأولى في أبوظبي مايو عام 1981.

وتصدرت ذلك، تغريدة لوزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، قال فيها "اللهم احفظ جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، وشافه وعافه وأعده إلى بلده وشعبه الشقيق وهو يرفل في ثوب الصحة والعافية".

بدوره أشاد الدبلوماسي الكويتي الدكتور فهد السبوق بحكمة السلطان قابوس، داعيا الله أن يشفيه، قائلا "اللهم إني أسألك من عظيم لطفك، وكرمك، وسترك الجميل، أن تشفي السلطان قابوس وتمده بالصحة والعافية. فنحن بالخليج في أمس الحاجة إليه ولحكمته فهو مفتاح للخير مغلاق للشر".

وعلى الصعيد الوطني أطلق العمانيون عدة هاشتاقات تعبيرا عن حبهم للسلطان قابوس، تصدرت "تويتر" عمان، من أبرزها #قابوس_ترجع_لنا_بالسلامة، و#قابوس_السلام، و#ربنا_احفظ_لنا_جلالة_السلطان، و#قابوس_بن_سعيد.

ومن أبرز التغرديات، ما كتبه خالد المصلحي السفير بوزارة الخارجية العمانية، وسفير السلطنة السابق لدى اليابان وأستراليا ونيوزيلندا، الذي قال:

مولايَ لا تطل الغياب فإنّنا

بالشّوق لا نصبر لبُعد حبيبنا

فالقلب يلهج بالدعاء وإنّه

لله يرجو أن يعافيكم لنا

مولايَ إنّ عمان أنتم قلبها

والقلب لن ينبض بدونكموا هنا

بدوره، قال الدكتور علي الهنائي "اللهم احفظ جلالة السلطان قابوس في حلّه وترحاله كما حفظت الذكر الحكيم، وأسبغ عليه بالشفاء العاجل غير الآجل، وأسدل عليه دوام الصحة والعافية، واحفظه بعين رعايتك وعنايتك، وأدم عليه نعمة الصحة والسعادة والعمر المديد، ورده إلى وطنه وشعبه سالماً غانماً إنك سميعٌ مجيب الدعاء".

الكثير من العمانيين انتهزوا فرصة الأجواء الماطرة التي تشهدها البلاد ودعوا للسلطان قابوس، منهم الدكتورة بدرية النبهاني ‏‏‏‏‏‏الباحثة العمانية في التاريخ، التي غردت "اللهم بكل قطرة مطر.. اغسل جسده من كل بأس.. اللهم بكل قطرة مطر.. طوق جسده بالصحة والعافية".

فيما قالت العمانية مريم الغيلاني "مع هذا الجو الماطر اللهم اشف ذخر عمان وأمانها قابوس.. اللهم اشف جلالة السلطان قابوس شفاء لا يغادر سقما واحفظه بعينك التي لا تنام.. اللهم اشف سلطاننا المفدى شفاء لا يغادر سقما واحفظه لوطنه وشعبه وألبسه لباس الصحة والعافية.. اللهم آمين يا رب العالمين".

ورفع العديد من المغردين كذلك أكف الضراعة، مبتهلين لله أن يشفي سلطان البلاد، من بينهم ماجد الفطيسي، الذي قال: ردك الله سالماً يا قلب عُمان وفؤادها، وحفظك المولى عز وجل في الحلِ والترحال مولاي المعظم، عُمان ترفعُ أكفها بالدعاء بتمام الصحة والعافية والعُمرِ المديد لقائدها وسيدها".

من جهتها قالت المعلمة مكية بنت حسن الكمزارية "كلنا معك.. في قلبك.. وفي قلوبنا الكثير لك.. ستعود بمشيئة الله معافى طيبا".

وتأتي مغادرة السلطان قابوس إلى بلجيكا، بعد نشاط مكثف ولافت خلال الفترة الماضية.

فقبيل 3 أيام من سفره، استقبل السلطان قابوس بن سعيد ببيت البركة الأمير وليام دوق كامبريدج، حيث جرى خلال المقابلة استعراض علاقات التعاون المتينة التي تربط السلطنة والمملكة المتحدة وشعبيهما الصديقين.

وفي 18 نوفمبر الماضي، حضر عرضا عسكريا نظمته السلطنة، احتفالا بالعيد الوطني الـ49.

وقبل ذلك بأسبوع، استقبل السلطان قابوس 11 نوفمبر الماضي، الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية، ببيت البركة.

وتم خلال اللقاء التأكيد على العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين والمواقف الثابتة المشتركة بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.

وتعد هذه الرحلة العلاجية الثالثة للسلطان قابوس منذ عام 2014، حيث سبق أن غادر بلاده إلى ألمانيا 9 يوليو 2014 لإجراء بعض الفحوص الطبية، وقضى بها نحو 8 شهور قبل أن يعود للسلطنة في 23 مارس 2015.

وفي 14 فبراير 2016، غادر إلى ألمانيا مجددا "لمتابعة الفحوص الطبية الدورية"، في رحلة استغرقت نحو شهرين، وعاد في 12 أبريل من العام نفسه.

ويستغل العمانيون أي مناسبة للتعبير عن مشاعر الفخر والتقدير والامتنان للسلطان قابوس بن سعيد باني نهضة عُمان الحديثة، الذي استطاع منذ توليه مقاليد الحكم قبل 49 عاما إقامة دولة عصرية تستلهم قيم الماضي وتنهض بالحاضر وتسير بخطى ثابتة واثقة نحو مستقبل زاهر.

ويعد السلطان قابوس، الذي تولى مقاليد الحكم في السلطنة في 23 يوليو 1970، صاحب أطول فترة حكم من بين الحكام العرب والثالث في العالم.

كما أنه أحد زعماء الخليج الذين قاموا بتأسيس مجلس التعاون الخليجي خلال قمتهم الأولى في أبوظبي مايو عام 1981.

وطوال فترة حكمه التي استمرت قرابة نصف قرن، نجح السلطان قابوس في بناء دولة عصرية، حيث نقل البلاد من الحكم القبلي التقليدي إلى دولة المؤسسات والقانون، فأسس السلطة التنفيذية للدولة، وأصدر النظام الأساسي للحكم "الدستور"، واهتم بالحياة البرلمانية وتطوير مؤسساتها وتوسيع صلاحياتها.

وقد جعل السلطان قابوس نهضة عُمان وبناء وطنه وتحقيق رفاهية وسعادة شعبه أهم مرتكزات حكمه، فشهدت البلاد في عهده نقلة نوعية في التعليم والثقافة والصحة والاقتصاد والسياحة.

كما اتسمت السياسة الخارجية لبلاده بإقامة علاقات صداقة مع العالم وتعزيز العلاقات الحسنة والمتكافئة، واعتماد سياسة حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير واحترام القوانين والمواثيق والأعراف الدولية.