(بوابة العين الإخبارية): انتفاضة غضب شهدها موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ضد شاعر قطري تطاول على الرسول صلى الله عليه وسلم وآل بيته، ليرثي قاسم سليماني قائد فيلق "القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني المصنف إرهابياً.

وتسابق مغردون وشعراء للرد على قصيدة رثاء نظمها الشاعر القطري محمد بن الذيب عبّر من خلالها عن حزنه لمقتل قائد "فيلق القدس"، واصفاً إياه بأنه "قاسم الكافرين وناصر الملة".

وتطاول الشاعر القطري في أحد مقاطع القصيدة على الرسول صلى الله عليه وسلم وآل بيته، قائلاً : "كأني أسمع صدى عبرة رسول الله وآل بيته على قاسم سليماني". كما امتدح المرشد الإيراني علي خامنئي واصفاً إياه بأنه "ولي الله".

وجاء موقف الشاعر القطري متناغماً مع مواقف النظام القطري الذي بادر وزير خارجيته محمد بن عبدالرحمن آل ثاني بالذهاب إلى طهران في اليوم التالي لمقتل قاسم سليماني، قبل أن يتبعه أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بزيارة دعم إلى طهران بعدها بأسبوع، التقى خلالها خامنئي والرئيس حسن روحاني.

كثير من المغردين أعربوا عن غضبهم من الشاعر القطري، الذي يرثي إرهابي تلطخت أياديه بدماء الكثير من الأبرياء حول العالم، واصفاً إياه بأنه عديم الإنسانية وقصيدته بأنها حماقات.

وأعرب الأمير السعودي د. خالد آل سعود عن غضبه من القصيدة قائلاً :"#ابن_الذيب، الله المستعان ..بات جزار النساء والعجزة والأطفال #قاسم_سیلمانی - عليه لعنة الله إلى يوم الدين - تُكتب فيه قصائد التمجيد والرثاء من عديمي " الإنسانية والضمير"!".

بدوره قال الإعلامي والشاعر السعودي مفرح الشقيقي: "تخيل أن الرجل الذي تسبب في كل هذه المذابح في العالم العربي يُعتبر في نظر محمد بن الذيب رمزاً للفخر وناصرَ الملّة وصاحب مكانة إلى الدرجة التي يبكي فيها عليه الرسول وآل بيته.. بعض القصائد ... حماقات".

في السياق نفسه غرد الشاعر د. فهد بن دواس الخالدي: "الشاعر صوت يمكن أن يعبر عن ضمير المجتمع وهمومه، لكن #محمد_بن_الذيب تقزم كعادته في حب الظهور ولو بشكلَ شاذ وأصبح جزء من المشكلة عوضاً أن يكون جزء من الحل.. ما الدافع وراء دفاعه عن #سليماني؟".

ورد عدد كبير من الشعراء بقصائد على ابن الذيب تستهجن قصيدته وترفض تطاوله على الرسول صلى الله عليه وسلم.

وفي هذا السياق رد الشاعر الإماراتي هادي المنصوري بقصيدة على الشاعر القطري، عاب فيها على خليجي أن يمدح المرشد الإيراني وسليمان، رافضا التطاول على رسول الله، قائلا في فيديو له: "كرم الله وجهك يا رسول الله وكرم الله بيتك عن الداني.. ربنا لا تزغ القلب عن ضله واحفظ أفكارنا عن شيطان ما عرفنا مكانه أوطى من الذلة وين شوفنا الخليجي يمدح إيراني مجد الخامنئي المجوسي ومجد بنظرته قاسم سليماني".

بدورها غردت الشاعرة السعودية نوره بنت محمد، قائلة :" ردي على مهزلة #ابن_الذيب

لا تطري آل البيت ولا تطري رسول الله

أكرمهم الله عنك وعن شلة سليماني

ولا تكثر من الزلة ياوجه البؤس والذلة

قد أعذرنا وقد أنذرنا إذا لك عين واذاني"

ومن البحرين، غرد" فارس المحرق" شعرا، واصفا ابن الذيب أنه ذيل إيران، قائلا:

هرجك يا بن الذيب هرج إيراني

وخذ مني الرد وماني بشاعر

هرجك ياذيل إيران حرك أشجاني

ماني بشاعر لكنها كتلة مشاعر

بدوره غرد المعلم والباحث السعودي ناصر بن عبدالله بن هيف، قائلا:

تباً لـ قاسم وخر الذيب تباً له

إيراني وفاقدٍ له جثة إيراني

ماهمنا لو تبّنا أفكار حزب الله

العام تركي وله تاريخ عثماني

كذا الصعاليك لا مذهب ولا ملة

أستغفر الله يا ربي لا تبلاني

بس يتطاول على محمد رسول الله

الله يحشره مع قاسم سليماني

كما تداول مغردون قصائد مصورة لعدد من الشعراء، ردا على ابن الذيب، تقول إحداها:

يا قبح شعر ركيك بدت تنظمه لا صورة فيه لامعنى باوزان

محمل بعظيم الوزر أحرفه ومتبع قبحه من كل بهتان

حاشا الرسول وحاشا صحبه شرفا حاشا الحسين يبكي اهل عدوان

من قتلوا انفس من دون سبب وشردوا مثلها في كل بلدان

ويمتلئ سجل سليماني بالجرائم والانتهاكات، الأمر الذي يجعل سيرته ملطخة بدماء الكثير من الأبرياء، فهو مسؤول عن العديد من العمليات الإرهابية في دول عربية وغربية، وتصفية المعارضين الإيرانيين في الداخل والخارج، وأشرف ميدانيا على مليشيات إيران في الأراضي السورية.

وقُتل قاسم سليماني قائد فيلق "القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني في غارة أمريكية استهدفت سيارة كانت تقله على طريق مطار بغداد الدولي يوم 3 يناير الجاري.

ويعد سليماني، المدرج على قوائم الإرهاب دوليا منذ عام 2011، ذراع النظام الإيراني لنشر الفوضى والتخريب في المنطقة، والعقل المدبر للإرهاب الإيراني، والمسؤول عن قمع المتظاهرين في سوريا والعراق ودعم الميليشيات في المنطقة.

ويقود سليماني منذ 22 عاما فيلق القدس، المسؤول عن المخططات التخريبية والعمليات السرية ونشر الإرهاب والعنف خارج الحدود الإقليمية لإيران.

كما أصدر أوامره لمليشيات إيران بالعراق لتنفيذ عمليات قتل بين صفوف المتظاهرين خلال الاحتجاجات المناهضة لإيران التي تشهدها العراق منذ أكتوبر الماضي.

وفي عام 1998، تولى سليماني قيادة فيلق القدس، الذي نفذ حيز كبير من السياسة الإيرانية سواء بالداخل أو الخارج، ويحظى بميزانية سرية لا تخضع لإشراف حكومي أو برلماني نهائيا، فضلا عن خضوعها رأسا لأوامر المرشد الإيراني علي خامنئي.

ويُعد فيلق القدس أداة الإرهاب الإيراني بالخارج، ومن أهم وظائفه غير المعلنة استئصال من تعتبرهم إيران أعداء لها، وتقديم الدعم والتدريب للكتائب والفرق المسلحة ذات الولاء المطلق لإيران، وهي مليشيات طائفية.

وتولى أيضاً، بأمر من خامنئي، مسؤولية السياسة الخارجية الإيرانية في عدة دول منها: لبنان والعراق، التي يجري اختيار الكثير من كوادر سفارات إيران فيها من بين ضباط الحرس الثوري الإيراني.

وبعد عام من توليه قيادة "فيلق القدس"، ساهم بشكل كبير في قمع حركة الطلاب المناهضة لنظام إيران والمطالبة بالإصلاح عام 1999.

ووفقا لتحقيق نشرته صحيفة "نيويوركر" الأمريكية، فإن سليماني سعى منذ تسلمه قيادة فيلق القدس "إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط ليكون لصالح إيران، وعمل كصانع قرار سياسي وقوة عسكرية: يغتال الخصوم، ويسلّح الحلفاء".

ومع الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، نشط سليماني في التدخل في العراق وزعزعة الأمن فيه ودعم الجماعات الطائفية التي تدين بالولاء لبلاده وإنشاء ميلشيات موالية لها.

واتهمت الولايات المتحدة سليماني في 2008 بتدريب المليشيات الشيعية لمحاربة قوات التحالف الدولي في العراق.

كما اعترف سليماني بأن طهران هي التي أسست مليشيات "الحشد الشعبي" التي تقاتل في العراق، وأكد الطبيعة الطائفية لتلك المليشيات وولاءها التام لإيران.

وخلال الاحتجاجات الأخيرة التي يشهدها عدد من مدن العراق منذ أكتوبر الماضي، للمطالبة بخروج إيران من العراق، كشف سياسيون عراقيون عن أن قاسم سليماني، يشرف من سفارة بلاده في بغداد على عمليات قمع المتظاهرين.

وفي الشأن السوري، شارك سليماني منذ عام 2012 في إدارة تدخل الحرس الثوري وحزب الله اللبناني ومليشيات عراقية في معارك سوريا، وأشرف عليها بنفسه.

ونتيجةً لدوره في نشر العنف والإرهاب بكلٍ من العراق وسوريا على الخصوص، تم وضع سليماني، مع مجموعة من قادة الحرس الثوري الإيراني، على قائمة الأشخاص المحظور التعامل معهم، وتم فرض عقوبات عليهم.

كما صنَّفته أمريكا واحدًا من أهم داعمي الإرهاب على مستوى العالم، وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليه عام 2011.

وبرز اسم سليماني كعقل مدبر للعمليات الإرهابية الخارجية التي ينفذها فيلق القدس الذراع العسكرية والأمنية للحرس الثوري الإيراني في المنطقة والعالم بقيادته.

وظهر اسمه في مؤامرة إيرانية عام 2011 لاغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة آنذاك عادل الجبير. ويعتقد مسؤولون أمريكيون أن سليماني كان على علم بالمؤامرة.

ولسليماني العديد من الألقاب، منها ألقاب أطلقتها وسائل الإعلام عليه مثل "جنرال الدم" والجنرال الغامض"، وألقاب أطلقها سياسيون عليه، حيث سبق أن صفع وزير الخارجية الكندي السابق، جون بيرد، بأنه "وكيل الإرهاب في المنطقة المتخفي في زي بطل".

ووثقت قطر علاقاتها بإيران في السنوات الأخيرة ورفعت من مستوى التنسيق السياسي مع طهران التي وضعت نفسها خصما لدول الخليج.

وفي أبريل 2018 نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مراسلات تشير إلى أن قطر دفعت لميليشيات تمولها إيران في العراق ما يصل إلى مليار دولار للإفراج عن قطريين اختطفوا في العراق.

وأشارت إلى سليماني لوحده حصل على 50 مليون دولار في تلك الصفقة.