أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ ]> بندر بن عبدالعزيز بليلة، المسلمين بتقوى الله و المبادرة بالأعمال قبل الأسقام والأوْجال، والتزود من الصالحات قبل الفوات، وإتْباع السيئات بالحسنات الماحيات والاعتصام بحبل الدعاء عند نزول البلاء، وكونوا أحلاس بيوتكم حين تدْهمكم الضراء وتفْجأكم البأْساء.

وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم: أيها المسلمون: لا تزال الخطوب والوقائع في دنيا الناس تخبرهم أنهم فقراء إلى الله فقرا لا مدفع له، وتبصرهم أنهم مهما بلغوا من آمال مجنحة، وآفاق عريضة، وسعوا في أقطار الأرض سعْي المالك للزمام، والآمر في الرغام، فإن منْ ورائهم قوة هي أعلى من قوتهم، وسطْوة هي أبلغ من سطْوتهم، وقدْرة هي أنفذ من قدرتهم، وإرادة هي أتم من إرادتهم تلك هي سنة الله في خلْقه: أنْ يردهم إليه بالخطوب، ويعالج منهم الكبْر الإنساني بالبلاء الذي يشهدهم على ضعْفهم.

وبين أن الإنسان في غفْلة، حتى يوقظ بعلة، فإذا ابتلي انتبه، وإذا انتبه، تذكر ربه الذي أعرض عنه، وغرتْه به الأماني الكاذبة، وغره الشيطان الغرور بمكره واحتياله وشره.

وقال فضيلته فإذا انتبه الإنسان من سنة الغفْلة، وأفاق من رقاد الهوى، دب فيه الشعور القوي بفقْره إلى موْلاه، ورأى أنه لا غنى له عنه طرْفة عين، ونظر؛ فوجد أنه محاط بكلاليب البلاء، مأسور بقيود البأساء والضراء، لا يرجو من نفسه خلاصا، ولا يؤمل في قوته إنجادا ولا إنقاذا، فهرع إلى منْ بيده القوة جميعا، وإليه الأمر جميعا، وعنده العزة جميعا، فلم يجدْ أحب إليه من الدعاء، ولا أكرم عليه منه، فدخل عليه منْ بابه الأعظم، ووافاه من سبيله الأكرم، وتعلق منْ فضْله بجانبه الأتم.

وأردف فضيلته يقول أيها المسلمون: فهذه دعوات الأنبياء الكرام- عليهم الصلاة والسلام- تنادي بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أن الدعاء هو مفتاح التغيير، وبوابة الانطلاق، وبادرة الخير، وبشارة النصْر، ومهاد التمكين، ومداد الرفعة، ومفْزع الخائفين، وموْئل الراجين، ومنال الطالبين وأكد الدكتور بندر بليلة أنه لا يكون للدعاء أثره المحبوب -كما كان لدعوات الأنبياء عليهم السلام والصفوة من الخلْق بعدهم- إلا بأنْ يستصحب الداعي: قوة اليقين، وكمال الضراعة، وغاية الافتقار، وإطابة المطعم، وتعظيم الرغبة، والإلحاح والدأب وترك السأم، واغتنام الأزمنة الشريفة والأحوال السنية. فعند ذلك؛ تفتح له أبواب السماء، ويرزق العبد ما يحبه ويرْجوه من الـمطْلوب، ويأمن مما يخافه ويخشاه من الـمرْهوب.

وفي المدينة المنورة أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ عبدالباري الثبيتي المسلمين بتقوى الله، مضيفا أن الله تعالى هيئ الكون بما يصلحه وفي تصريف أحواله جمالا وإبداعا، قال الله تعالى ((إنا كل شيْء خلقْناه بقدر )).

وتابع فضيلته : إن الله خلق أنواع الكائنات فيرى المؤمن في كل كائن تفردا و اختلافا عن غيره في سبب الوجود والقيمة قال تعالى ((صنْع الله الذي أتْقن كل شيْء)).

وختم فضيلته أنه في ظل الأزمة العالمية التي أفرزها هذا الوباء المستشري يشدو كل عاقل في هذه البلاد بهذا التلاحم الذي يتجسد بين قيادة تحرص على سن الأنظمة الإجراءات حماية للأرواح وحفظا للمصالح وأفراد يتسمون بالوعي ويدركون دورهم بالالتزام بالتعليمات والإرشادات حتى تنقشع الغمة ويزول البأس وتجاوز الشدة بفضل الله ورحمته ولطفه ثم بمزيد التكاتف.

وبين أنه في ظل هذه الجائحة يتوجب على أصحاب الرأي والفكر ورجال الأعمال أن يستشعروا واجبهم الديني والوطني في مثل هذه الأحداث في تخفيف آثار هذه الأزمة قال

صلى الله عليه وسلم ((من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مؤمنا ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)).