مريم بوجيري
تعيش الكويت خلال شهر رمضان المبارك أجواء خاصة وتشهد حراكاً اجتماعياً ملحوظاً فتطغى مشاعر المحبة والود والإخاء والتراحم في شهر رمضان على جميع أهل البلاد.
وقالت مناير المشاري مبتدئة حديثها: «للشهر طقوس مختلفة، فهو فرصه لإحياء العادات والتقاليد الأصيلة واستعادة القيم التي تعزز التجانس بين أفراد المجتمع، حيث تصر الدولة رغم كل مظاهر الحداثة على أن تكون امتداداً ومعقلاً لطقوس وعادات متفردة وعريقة، فتعبق في كل شوارع المدن الكويتية وقراها، كما تمتزج حكايا الماضي بنكهة الحاضر خلال الشهر الفضيل، بأجواء احتفالية مميزة وفرح يسود البلاد، فتتحول البلاد إلى دارعبادة وواحة من البهجة والسرور».
وعن استقبال الكويتيين للشهر، حكت بأن «أهل الكويت يستقبلون وصول الشهر الكريم باستعداد منذ أواخر شعبان، بزيارة سوق المباركية التراثي المسقوف والذي يشكل واحداً من أماكن الجذب السياحي وتحفة تراثية تتمركز وسط المدينة، حيث يعتبر السوق بأزقته الحافلة بالذكريات مقصداً مفضلاً للكويتيين في شهر رمضان من مختلف طبقاتهم، والذي تعبق به رائحة الهال والعطور والبخور والتي تشكل جزءاً من مشتريات الكويتيين للشهر الكريم».
وأضافت: «كما تستعد النساء لاستقبال الشهر بشراء الأواني المنزلية الجديدة التي يتباهين بها في موائد الإفطار، ويزداد الطلب على السلع والمنتجات الرمضانية، وكل مايلزم البيوت التي تتحضر بحملات التنظيف والتزيين التي تليق بالشهر، فيما تمتد التحضيرات لبيوت العبادة بدءاً بالأضواء والأنوار وصولاً إلى أعمال الصيانة من تجديد الفرش ونسخ المصاحف بما يتيح للزوار أداء العبادة براحة ويسر في الشهر الفضيل، وتشتهر الكويت بـ«المسجد الكبير» كأكبر مسجد في العاصمة يتسابق فيه الكويتيون لإحياء الصلوات في الشهر الكريم والذي يستضيف العديد من المشايخ وقراء القرآن المشهورين في العالم الإسلامي على مدى أيام رمضان».
وتحدتث المشاري عن جلسة «القريش»، وقالت: «هو الموروث الكويتي الأول الذي يمارسه أهل البلاد لاستقبال الشهر الفضيل، وهي عادة شعبية قديمة يحييها الكويتيون في اليوم الأخير من شعبان وتتجلى باجتماع العائلة والأهل والأصدقاء في بيت العائلة، مصطحبين معهم طبقاً تعده كل أسرة في جلسة لوداع اليوم الأخير من الإفطار مرتقبين هلال شهر رمضان ويتبادلون التهاني والتبريكات بوصول الضيف الكريم، فلا تنقطع تلك اللمات مع حلول الأيام الفضيلة بل تزداد اللقاءات الأسرية ولقاءات الأقارب والأصدقاء والجيران، وتحفل المائدة الكويتية بما لذ وطاب من الأكلات الشعبية على مائدة الإفطار كالهريس والجريش كطبقين أساسيين يقدمان إلى جانب الأرز والمجبوس وطبق السمك وأنواع الشوربة، إلى جانب طبق التشريب وهو أحد الأطباق الكويتية المميزة المصنوعة بخبز التنور أو الرقاق يقطع قطعاً صغيرة ويسكب عليه من مرق اللحم مضافاً إليه الخضروات، كما تتزين موائد الإفطار بأنواع مختلفة من الحلويات الغربية والشرقية كاللقيمات وحلوى الرهش وقرص العقيلي».
كما تحدثت أيضاً عن أبرز الطقوس الكويتية وهي الديوانية، وقالت: «هي مجالس يتجمع فيها الأقارب والأصدقاء وتقام في غرف منعزلة داخل المنزل حيث يجتمعون مع الزوار فيها بعد صلاة التراويح كعادة عريقة مرتبطة بليالي شهر رمضان ويجري فيها تبادل الأحاديث والنقاشات يحضرها الشباب وكبار السن والأطفال ليتعلموا فيها الأسس الحقيقية للحياة الاجتماعة والانتفاع بآداب الحديث وتتزين بالمشروبات الرمضانية الكويتية كشراب قمر الدين و الليمون بالزعفران والشاي والقهوة العربية».
ويحيي الكويتيون «القرقيعان» في الليلة 15 من رمضان، يدق فيها الأطفال البيوت مرتدين فيها ثياباً تقليدية يرددون أناشيد وأهازيج خاصة بانتظار الحلوى والمكسرات التي توزع عليهم من البيوت ليجمعوها داخل أكياس خاصة لهذا الغرض، والتي باتت احتفالية يشارك فيها الكبار فتكون الأنشودة بمثابة دعاء لأصحاب البيت واستبشاراً بالبركة.
ويقبل الكويتيون على المساجد خلال الشهر الفضيل، ويستمرون بقراءة القرآن ويتمسكون ببركة هذه الأيام الفضيلة، كما يحرصون على إحياء الليالي الأخيرة من الشهر بكثير من التقى والخشوع فتكثر خطب الأئمة والقراء وتعمر المساجد بالأدعية والابتهالات في صلاة التهجد أو قيام الليل.
{{ article.visit_count }}
تعيش الكويت خلال شهر رمضان المبارك أجواء خاصة وتشهد حراكاً اجتماعياً ملحوظاً فتطغى مشاعر المحبة والود والإخاء والتراحم في شهر رمضان على جميع أهل البلاد.
وقالت مناير المشاري مبتدئة حديثها: «للشهر طقوس مختلفة، فهو فرصه لإحياء العادات والتقاليد الأصيلة واستعادة القيم التي تعزز التجانس بين أفراد المجتمع، حيث تصر الدولة رغم كل مظاهر الحداثة على أن تكون امتداداً ومعقلاً لطقوس وعادات متفردة وعريقة، فتعبق في كل شوارع المدن الكويتية وقراها، كما تمتزج حكايا الماضي بنكهة الحاضر خلال الشهر الفضيل، بأجواء احتفالية مميزة وفرح يسود البلاد، فتتحول البلاد إلى دارعبادة وواحة من البهجة والسرور».
وعن استقبال الكويتيين للشهر، حكت بأن «أهل الكويت يستقبلون وصول الشهر الكريم باستعداد منذ أواخر شعبان، بزيارة سوق المباركية التراثي المسقوف والذي يشكل واحداً من أماكن الجذب السياحي وتحفة تراثية تتمركز وسط المدينة، حيث يعتبر السوق بأزقته الحافلة بالذكريات مقصداً مفضلاً للكويتيين في شهر رمضان من مختلف طبقاتهم، والذي تعبق به رائحة الهال والعطور والبخور والتي تشكل جزءاً من مشتريات الكويتيين للشهر الكريم».
وأضافت: «كما تستعد النساء لاستقبال الشهر بشراء الأواني المنزلية الجديدة التي يتباهين بها في موائد الإفطار، ويزداد الطلب على السلع والمنتجات الرمضانية، وكل مايلزم البيوت التي تتحضر بحملات التنظيف والتزيين التي تليق بالشهر، فيما تمتد التحضيرات لبيوت العبادة بدءاً بالأضواء والأنوار وصولاً إلى أعمال الصيانة من تجديد الفرش ونسخ المصاحف بما يتيح للزوار أداء العبادة براحة ويسر في الشهر الفضيل، وتشتهر الكويت بـ«المسجد الكبير» كأكبر مسجد في العاصمة يتسابق فيه الكويتيون لإحياء الصلوات في الشهر الكريم والذي يستضيف العديد من المشايخ وقراء القرآن المشهورين في العالم الإسلامي على مدى أيام رمضان».
وتحدتث المشاري عن جلسة «القريش»، وقالت: «هو الموروث الكويتي الأول الذي يمارسه أهل البلاد لاستقبال الشهر الفضيل، وهي عادة شعبية قديمة يحييها الكويتيون في اليوم الأخير من شعبان وتتجلى باجتماع العائلة والأهل والأصدقاء في بيت العائلة، مصطحبين معهم طبقاً تعده كل أسرة في جلسة لوداع اليوم الأخير من الإفطار مرتقبين هلال شهر رمضان ويتبادلون التهاني والتبريكات بوصول الضيف الكريم، فلا تنقطع تلك اللمات مع حلول الأيام الفضيلة بل تزداد اللقاءات الأسرية ولقاءات الأقارب والأصدقاء والجيران، وتحفل المائدة الكويتية بما لذ وطاب من الأكلات الشعبية على مائدة الإفطار كالهريس والجريش كطبقين أساسيين يقدمان إلى جانب الأرز والمجبوس وطبق السمك وأنواع الشوربة، إلى جانب طبق التشريب وهو أحد الأطباق الكويتية المميزة المصنوعة بخبز التنور أو الرقاق يقطع قطعاً صغيرة ويسكب عليه من مرق اللحم مضافاً إليه الخضروات، كما تتزين موائد الإفطار بأنواع مختلفة من الحلويات الغربية والشرقية كاللقيمات وحلوى الرهش وقرص العقيلي».
كما تحدثت أيضاً عن أبرز الطقوس الكويتية وهي الديوانية، وقالت: «هي مجالس يتجمع فيها الأقارب والأصدقاء وتقام في غرف منعزلة داخل المنزل حيث يجتمعون مع الزوار فيها بعد صلاة التراويح كعادة عريقة مرتبطة بليالي شهر رمضان ويجري فيها تبادل الأحاديث والنقاشات يحضرها الشباب وكبار السن والأطفال ليتعلموا فيها الأسس الحقيقية للحياة الاجتماعة والانتفاع بآداب الحديث وتتزين بالمشروبات الرمضانية الكويتية كشراب قمر الدين و الليمون بالزعفران والشاي والقهوة العربية».
ويحيي الكويتيون «القرقيعان» في الليلة 15 من رمضان، يدق فيها الأطفال البيوت مرتدين فيها ثياباً تقليدية يرددون أناشيد وأهازيج خاصة بانتظار الحلوى والمكسرات التي توزع عليهم من البيوت ليجمعوها داخل أكياس خاصة لهذا الغرض، والتي باتت احتفالية يشارك فيها الكبار فتكون الأنشودة بمثابة دعاء لأصحاب البيت واستبشاراً بالبركة.
ويقبل الكويتيون على المساجد خلال الشهر الفضيل، ويستمرون بقراءة القرآن ويتمسكون ببركة هذه الأيام الفضيلة، كما يحرصون على إحياء الليالي الأخيرة من الشهر بكثير من التقى والخشوع فتكثر خطب الأئمة والقراء وتعمر المساجد بالأدعية والابتهالات في صلاة التهجد أو قيام الليل.