حلل استشاري طب الأسرة د.فرحان العنزي، قرارات تخفيف القيود الصادرة والإجراءات الاحترازية لعودة الحياة إلى طبيعتها تدريجياً، قائلاً: إن "السعودية قامت بحملة توعوية ضخمة على مدى حوالى 70 يوماً مضت للحد من انتشار فيروس كورونا".
وقال العنزي في تغريدة حول التساؤلات عن ماذا يعني تخفيف الإجراءات الاحترازية، ولماذا تم فرض المنع عند 30 حالة والآن يتم تخفيف الحظر ونحن نسجل يوميًّا 2000 حالة؟ مجيبًا على تساؤلات: هل وُجد حل للفيروس؟ وهل سيطبق ما يسمى بمناعة القطيع؟ وهل للوفد الصيني الذي جاء للرياض دور في تحسين معدل العدوى؟ وهل ستعود الحياة طبيعية؟
ولفت إلى أن تخفيف الإجراءات الاحترازية كفتح بعض الأنشطة التجارية والمساجد؛ يعني أن الدولة قامت بحملة توعوية ضخمة على مدى حوالى 70 يومًا مضت، وهي تراهن الآن على وعي الفرد الذي يجب أن يكون المسؤول الأول عن سلامته وسلامة المجتمع السعودي أجمع؛ لأن إصابتك بكورونا لن تنتهي عندك وستنقلها.
وأضاف "العنزي": تم فرض منع التجول عند 30 حالة؛ لأننا ذلك الوقت كنا نجهل الكثير عن الفيروس؛ كطرق انتقاله، وتعريف التعافي، والحالات ذات الخطورة العالية، ومن يحتاج للتنويم ومن يحتاج فقط للعزل في الملحق؛ أما الآن فقد وصلنا لحوالى 2000 حالة؛ لكننا نعرف الكثير من المعلومات للتعايش مع الجائحة بأمان نسبيًّا، فعندما تجهل عدوك لا تملك إلا أن تتجنب ملاقاته حتى تجمع أكبر قدر من المعلومات عنه ومن ثم تُقرر متى تستطيع الخروج لذلك العدو.
وعن وجود حل للفيروس أو ما إذا تم التوصل لدواء أو لقاح قال: بالطبع لا.. لم يتم التوصل حسب معلوماتي إلى أي لقاح أو دواء فعال لعلاج المصابين بـه، ولم يثبت أن الشفرة الجينية للفيروس تَغَيّرت أو تم إضعافه كما يُشاع؛ فما زال كوفيد-19 هو كوفيد-19.
وقال العنزي: وزارة الصحة لم تغير سياساتها من استراتيجية "الوقاية" إلى استراتيجية كسب المناعة عن طريق الإصابة بالفيروس المعروفة بـمناعة القطيع، والدليل أن الوزير كرر في خطابه أنه يراهن على وعي الفرد السعودي هذا يعني؛ أن الاستراتيجية لا تزال "وقائية"، ولا مكان لاستراتيجية القطيع.
وحول دور الوفد الصيني في تحسن معدل العدوى، قال العنزي: لا ننكر أن التجربة الصينية كانت هي الأكثر ثراءً بالمعلومات والبيانات عن هذا الفيروس بحكم أنهم مصدره وسبقونا في التعامل معه؛ لكن حسب رأيي أن الوفد الصيني لم يكن المؤثر الرئيسي، المؤثران الأهم هما وعي الفرد وجاهزية القطاع الصحي السعودي.
وحول عودة الحياة الطبيعية قال: في نظري هذا هو السؤال الأكثر أهمية والإجابة عليه ستكون بمثابة خارطة الطريق والإجابة هي (لا)، لن تعود الحياة طبيعية الآن فلا نزال نحتاج بعض الوقت وفرض بعض القيود على أنفسنا لنرسو على بر الأمان، وهذا يعني أننا يجب أن نستمر بلبس الكمامة ونلتزم بغسل اليدين أو تعقيمها بالمعقم بالطريقة الصحيحة الموصى بها من وزارة الصحة، نستمر بالتباعد الاجتماعي، لا تصافح وتجنب الأماكن المكتظة واعزل نفسك عند ظهور أي من أعراض كوفيد 19 التي تم نشرها؛ فالفرد الواعي لا يحتاج لقوة جبرية تبقيه في منزله، لن توصد الدولة أبواب المنازل بالقوة، لن يلاحقك رجال الأمن؛ فقرابة الـ٧٠ يومًا كانت مليئة بالمعلومات الكافية لكي تقي نفسك ومجتمعك وأحبابك -بإذن الله- من هذه الجائحة.
وتابع: "لن تتوقف الحياة أكثر من ذلك، ويجب أن يعود البلد لحالته تدريجيًّا، وتستمر التنمية في وطننا، وتستمر سواعدنا بالبناء لا الهدم؛ فالصحة أولًا ولكن الحياة ليست صحة فقط، الحياة ترتكز على عدة عناصر منها الصحة والاقتصاد والسياسة وأشياء أخرى".