تعرض متطوعان يدرسان في كلية الطب بجامعة الملك خالد في منطقة عسير، جنوب غربي السعودية ، خلال قيامهما بدورهما التطوعي في توصيل الأدوية إلى المرضى والمستفيدين في المنطقة، إلى حادث مروري أدى إلى انقلاب السيارة التي تقلهما وتلفها دون تعرضهما لأذى.

المتطوعان سعود آل حسين وعبدالعزيز آل معيض، هما طالبان في كلية الطب، حصلا على شهادة التطوع الصحي التابعة لوزارة الصحة، وتم تكليفهما بإيصال أدوية إلى مرضى بعد استلامها من مستشفى عسير المركزي.

وفي الوقت الذي تكفلت وزارة الصحة بإصلاح تلفيات السيارة، فاجأ أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال الاثنان بالتواصل معهما للاطمئنان عليهما، وإهداء كل واحد منهم "سيارة"، تقديراً لجهودهما في خدمة الوطن في ظل الأزمة، وتعويضاً عن تلفياتهما في السيارة بعد الحادث.

من جانبه، روى سعود لـ "العربية.نت" تفاصيل القصة وقال: "منذ بداية الأزمة، قررت أنا وصديقي تقديم المساعدات مع مئات المتطوعين والمتطوعات من أبناء عسير، وحين خضوعنا للدورات التدريبية المتخصصة من قبل وزارة الصحة، خضنا العمل التطوعي لنعيش في سعادة غامرة ونحن نخدم الوطن والمواطن، وخلال أيام العيد، وحين توجهنا إلى مركز طبي تابع لمنطقة عسير، تعرضنا لحادث انقلاب بسيارة صديقي عبدالعزيز، وهي من نوع ميتسوبيشي، بسبب سوء الأحوال الجوية ووجود أمطار وسيول، والحمدالله خرجنا من الحادث بصحة وعافية دون أذى".

كما أضاف: "وبعد مرور يومين، تلقينا اتصالاً من الأمير تركي بن طلال، والذي أهدى كل واحد منا سيارة عوضاً عن السيارة المتضررة، ونحن بكل فخر واعتزاز نثمن هذه اللفتة الكريمة من أمير عسير، وأياديه البيضاء والحانية على أبناء المنطقة، وهذا الأمر ليس بمستغرب عليه".

وأوضح سعود "تمكنا من إيصال أكثر من 50 طلباً للأدوية، تم استلامها مغلفة من مستشفى عسير وإيصالها للمستفيدين غير القادرين على الوصول للمستشفى، حينها لم نشعر بالتعب على الرغم من بُعد المسافات وسوء التضاريس، لأننا نعيش هدفاً واضحاً في المساعدة والمساهمة في خدمة المجتمع والمرضى، وهذه من أهم أولويات المهنة الطبية".

بدوره، سرد عبد العزيز، قصة الحادث، وقال: "كنت أقود السيارة خلال عملي التطوعي مع صديقي سعود، إلا أن القدر شاء حين داهمتنا الأجواء وسوء الطريق لتنقلب السيارة بنا، ونحمد الله أن نجانا من الحادث وخرجنا سالمين".

كما تابع: "بعد خوضنا العمل التطوعي في المجال الصحي، لقينا الدعم من الأهل والمجتمع"، مشدداً على أنهما يقومان بعزل أنفسهما في غرفة خاصة في المنزل بعيدا عن الأهل، وذلك تطبيقاً للاحترازات والخوف من انتقال العدوى.

هذا وأوضح المتطوعان أن الحادث المروري لم يمنعهما من إكمال المهمة وتوصيل الأدوية إلى الوجهة المقصودة، فقد تمكنا من التواصل مع المستفيد بعد الحادث وتسليم الأدوية له، يُذكر أن صحة عسير استقبلت المتطوعين في مقر الصحة، للاطمئنان على صحتهما وتكريمهما لجهودهما.