أبوظبي - (سكاي نيوز عربية): قال المدير السابق لوكالة الاستخبارات والأمن الوطني في الصومال عبد الله علي، إن المشكلات التي تعانيها بلاده حالياً سببها تحالف الرئيس محمد عبد الله فرماجو مع قطر، متهماً إياها بممارسة "تأثير خبيث" على بلاده إلى درجة تقويض مستقبلها والتنكر لوعود مساعدتها.
وأضاف علي، الذي شغل أيضا منصب السفير الصومالي في تركيا وبريطانيا، في مقال نشره بموقع "ذا ناشونال إنترست"، أن الصوماليين، سواء في الداخل أو الخارج، تفاءلوا عندما انتخب فرماجو رئيساً للصومال في فبراير 2017.
وشارك الدبلوماسيون والمجتمع الإنمائي هذا التفاؤل، معتقدين أن "فرماجو نزيه ونشيط وإصلاحي، لكن 40 شهراً من حكمه كشفت أن التفاؤل الأولي يبدو في غير محله، إن لم يكن سذاجة"، وفق مقال علي.
ورأى الدبلوماسي السابق أن الصومال باتت في حال أسوأ بكثير مما كانت عليه قبل تولي فرماجو الرئاسة، فـ"الأمن في حال تنذر بوقوع كارثة، والاقتصاد انهار. الولايات مهمشة، والسياسة الخارجية من دون تركيز. علاوة على ذلك، أصيبت المؤسسات الوطنية بالشلل بينما يجتاح فيروس كورونا (كوفيد 19) الشعب ببطء (...)".
ولم يكن من المفترض أن تسوء الأمر لهذه الدرجة في الصومال، بحسب علي، الذي أكد أن مشكلات مقديشو تنبع إلى حد كبير من "التحالف الشيطاني" الذي شكله فرماجو مع قطر، والتأثير الخبيث الذي تمارسه الدولة الخليجية في جلّ جوانب السياسة والدبلوماسية الصومالية.
وتابع، "يتحدث الصوماليون الآن عن المدى الذي تشكله رغبة قطر في شن حرب بالوكالة ضد قوى إقليمية أخرى، (وتأثير ذلك) على السياسة الخارجية للصومال (...)".
وقال: "بناء على طلب قطر، خفض فرماجو علاقات البلاد العميقة والإستراتيجية والتاريخية مع دول الخليج الأخرى ومصر. هذه الخطوة جعلت الصومال أكثر اعتماداً على قطر التي، على نحو مثير للسخرية، فشلت في تحقيق المشروعات التي وعدت بها الصومال".
وأشار مدير المخابرات الصومالية السابق إلى أن "الكارثة الأكبر بالنسبة للشعب الصومالي هي كيف أثر النفوذ القطري واعتماد فرماجو المفرط على الدوحة، على تقويض سنوات من التقدم الأمني".
وبناء على اقتراح قطر "قام فرماجو بتعيين رجله الخبيث فهد ياسين لرئاسة وكالة الاستخبارات والأمن الوطني الصومالية (نيسا)، رغم أن ياسين، صحفي الجزيرة السابق، ليس لديه خلفية أمنية أو استخباراتية".
و"قام هذا الرجل بتفكيك الركائز الأساسية للوكالة، واستبدل على نحو منهجي ومنسق بالعملاء المحترفين وذوي الخبرة هواة متملقين، وخدم على نحو فعال كمركز لتبادل المعلومات لعمليات الاستخبارات القطرية في القرن الإفريقي"، بحسب الدبلوماسي الصومال السابق.
ولم تعد عمليات "نيسا" تركز على المعركة ضد حركة "الشباب" الإرهابية، وعوضاً عن ذلك فهي تهدف لإسكات المعارضة السياسية والأصوات المنتقدة في المجتمع المدني.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد قوض فرماجو قدرة القوات المسلحة الصومالية، التي كانت قد قطعت أشواطاً بعيدة قبل عام 2017 لتصبح قوة مؤهلة وموسعة ومحترفة، للاضطلاع بدورها المقررة طبقاً للقانون للدفاع عن الشعب الصومالي، والدولة وأن تكون حصناً ضد مكائد وعنف حركة الشباب والجماعات المتطرفة المماثلة، حسب مقال علي.
و"عوضاً عن ذلك، فإن القوات الصومالية باتت تعمل الآن كقوة شبه عسكرية وامتداد لوكالة نيسا التابعة لياسين، وغالباً ما تستخدم لمضايقة وترهيب الخصوم السياسيين والأعداء المفترضين في الولايات الفيدرالية الأعضاء التي يفترض أنها غير متعاونة".
"في الواقع، يبدو أن العديد من الحوادث الإرهابية والزيادة الأخيرة في حملات الاغتيالات التي أسفرت عن مقتل حاكمين إقليميين يبدو أنها تحمل بصمات قطرية"، كما يقول رجل المخابرات الصومالي السابق.
ووفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، يؤكد تسريب صوتي لمكالمة هاتفية عام 2019 من السفير القطري في الصومال، تورطه المباشر في هجوم إرهابي وقع في مدينة بوساسو الساحلية.
وأكد عبد الله علي أن التدخل القطري في السياسة الصومالية الداخلية يستحق نفس القدر من الشجب، ويمكن أن يقوض مستقبل الصومال كدولة فاعلة وقادرة على البقاء.
وتابع: "سعى فرماجو بدعم قطري إلى تقويض الفدرالية التي تمثل محور النظام السياسي في الصومال بعد الحرب الأهلية. لقد وفرت الموارد المالية واللوجستية لفرض الموالين لفرماجو على الولايات الأعضاء المقاوِمة. ولقد نجحت الحملة حتى الآن في ولايتي ساوث ويست وغالمودوغ. لكن فرماجو كان أقل نجاحاً حتى الآن في تقويض الحكومات الإقليمية في بونتلاند وجوبالاند".
كما أشار إلى أن "فرماجو عمل مع قطر على تقويض الضوابط والتوازنات السياسية في مقديشو. لقد قاما بتهميش مجلس الشيوخ، وأفسدت الأموال القطرية التي تحول من خلال ياسين، البرلمان، فبعد إطاحة رئيس البرلمان محمد شيخ عثمان "جواري" بتمويل قطري، أصبحت الغرفة مجرد ختم مطاطي".
واعتبر الدبلوماسي السابق أن "الصومال أرض عظيمة عانت مأساة يعجز عنها الوصف. ديكتاتورية حقبة الحرب الباردة بقيادة سياد بري قوضت الاستقرار الأساسي في الصومال، وأدت إلى انهيار الصومال في نهاية المطاف. الشعب الصومالي معتدل على مر التاريخ ويريد الأفضل".
وقال إن الرئيس الحالي "يسعى إلى أن يصبح سياد بري جديداً. لن يسمح الصوماليون بذلك أبداً، لكن أموال ونفوذ قطر جعلت الاحتمال يبدو مغرياً وممكناً. عبر التاريخ، كان الصوماليون معتدلين إلى حد ما".
وتابع: "قطر في غضون ذلك، تسعى لأسباب أيديولوجية إلى تعزيز التطرف داخل المجتمع الصومالي. في حين أن الموارد القطرية ربما مكنت الصومال من إعادة البناء وأن تصبح مجدداً مركزاً إقليمياً للتجارة ومحرك للاستقرار، قررت الحكومة القطرية أن تفعل العكس. وغرور قادتها يمكن أن يودي بالقرن الإفريقي إلى الفوضى لأجيال قادمة".
وأضاف علي، الذي شغل أيضا منصب السفير الصومالي في تركيا وبريطانيا، في مقال نشره بموقع "ذا ناشونال إنترست"، أن الصوماليين، سواء في الداخل أو الخارج، تفاءلوا عندما انتخب فرماجو رئيساً للصومال في فبراير 2017.
وشارك الدبلوماسيون والمجتمع الإنمائي هذا التفاؤل، معتقدين أن "فرماجو نزيه ونشيط وإصلاحي، لكن 40 شهراً من حكمه كشفت أن التفاؤل الأولي يبدو في غير محله، إن لم يكن سذاجة"، وفق مقال علي.
ورأى الدبلوماسي السابق أن الصومال باتت في حال أسوأ بكثير مما كانت عليه قبل تولي فرماجو الرئاسة، فـ"الأمن في حال تنذر بوقوع كارثة، والاقتصاد انهار. الولايات مهمشة، والسياسة الخارجية من دون تركيز. علاوة على ذلك، أصيبت المؤسسات الوطنية بالشلل بينما يجتاح فيروس كورونا (كوفيد 19) الشعب ببطء (...)".
ولم يكن من المفترض أن تسوء الأمر لهذه الدرجة في الصومال، بحسب علي، الذي أكد أن مشكلات مقديشو تنبع إلى حد كبير من "التحالف الشيطاني" الذي شكله فرماجو مع قطر، والتأثير الخبيث الذي تمارسه الدولة الخليجية في جلّ جوانب السياسة والدبلوماسية الصومالية.
وتابع، "يتحدث الصوماليون الآن عن المدى الذي تشكله رغبة قطر في شن حرب بالوكالة ضد قوى إقليمية أخرى، (وتأثير ذلك) على السياسة الخارجية للصومال (...)".
وقال: "بناء على طلب قطر، خفض فرماجو علاقات البلاد العميقة والإستراتيجية والتاريخية مع دول الخليج الأخرى ومصر. هذه الخطوة جعلت الصومال أكثر اعتماداً على قطر التي، على نحو مثير للسخرية، فشلت في تحقيق المشروعات التي وعدت بها الصومال".
وأشار مدير المخابرات الصومالية السابق إلى أن "الكارثة الأكبر بالنسبة للشعب الصومالي هي كيف أثر النفوذ القطري واعتماد فرماجو المفرط على الدوحة، على تقويض سنوات من التقدم الأمني".
وبناء على اقتراح قطر "قام فرماجو بتعيين رجله الخبيث فهد ياسين لرئاسة وكالة الاستخبارات والأمن الوطني الصومالية (نيسا)، رغم أن ياسين، صحفي الجزيرة السابق، ليس لديه خلفية أمنية أو استخباراتية".
و"قام هذا الرجل بتفكيك الركائز الأساسية للوكالة، واستبدل على نحو منهجي ومنسق بالعملاء المحترفين وذوي الخبرة هواة متملقين، وخدم على نحو فعال كمركز لتبادل المعلومات لعمليات الاستخبارات القطرية في القرن الإفريقي"، بحسب الدبلوماسي الصومال السابق.
ولم تعد عمليات "نيسا" تركز على المعركة ضد حركة "الشباب" الإرهابية، وعوضاً عن ذلك فهي تهدف لإسكات المعارضة السياسية والأصوات المنتقدة في المجتمع المدني.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد قوض فرماجو قدرة القوات المسلحة الصومالية، التي كانت قد قطعت أشواطاً بعيدة قبل عام 2017 لتصبح قوة مؤهلة وموسعة ومحترفة، للاضطلاع بدورها المقررة طبقاً للقانون للدفاع عن الشعب الصومالي، والدولة وأن تكون حصناً ضد مكائد وعنف حركة الشباب والجماعات المتطرفة المماثلة، حسب مقال علي.
و"عوضاً عن ذلك، فإن القوات الصومالية باتت تعمل الآن كقوة شبه عسكرية وامتداد لوكالة نيسا التابعة لياسين، وغالباً ما تستخدم لمضايقة وترهيب الخصوم السياسيين والأعداء المفترضين في الولايات الفيدرالية الأعضاء التي يفترض أنها غير متعاونة".
"في الواقع، يبدو أن العديد من الحوادث الإرهابية والزيادة الأخيرة في حملات الاغتيالات التي أسفرت عن مقتل حاكمين إقليميين يبدو أنها تحمل بصمات قطرية"، كما يقول رجل المخابرات الصومالي السابق.
ووفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، يؤكد تسريب صوتي لمكالمة هاتفية عام 2019 من السفير القطري في الصومال، تورطه المباشر في هجوم إرهابي وقع في مدينة بوساسو الساحلية.
وأكد عبد الله علي أن التدخل القطري في السياسة الصومالية الداخلية يستحق نفس القدر من الشجب، ويمكن أن يقوض مستقبل الصومال كدولة فاعلة وقادرة على البقاء.
وتابع: "سعى فرماجو بدعم قطري إلى تقويض الفدرالية التي تمثل محور النظام السياسي في الصومال بعد الحرب الأهلية. لقد وفرت الموارد المالية واللوجستية لفرض الموالين لفرماجو على الولايات الأعضاء المقاوِمة. ولقد نجحت الحملة حتى الآن في ولايتي ساوث ويست وغالمودوغ. لكن فرماجو كان أقل نجاحاً حتى الآن في تقويض الحكومات الإقليمية في بونتلاند وجوبالاند".
كما أشار إلى أن "فرماجو عمل مع قطر على تقويض الضوابط والتوازنات السياسية في مقديشو. لقد قاما بتهميش مجلس الشيوخ، وأفسدت الأموال القطرية التي تحول من خلال ياسين، البرلمان، فبعد إطاحة رئيس البرلمان محمد شيخ عثمان "جواري" بتمويل قطري، أصبحت الغرفة مجرد ختم مطاطي".
واعتبر الدبلوماسي السابق أن "الصومال أرض عظيمة عانت مأساة يعجز عنها الوصف. ديكتاتورية حقبة الحرب الباردة بقيادة سياد بري قوضت الاستقرار الأساسي في الصومال، وأدت إلى انهيار الصومال في نهاية المطاف. الشعب الصومالي معتدل على مر التاريخ ويريد الأفضل".
وقال إن الرئيس الحالي "يسعى إلى أن يصبح سياد بري جديداً. لن يسمح الصوماليون بذلك أبداً، لكن أموال ونفوذ قطر جعلت الاحتمال يبدو مغرياً وممكناً. عبر التاريخ، كان الصوماليون معتدلين إلى حد ما".
وتابع: "قطر في غضون ذلك، تسعى لأسباب أيديولوجية إلى تعزيز التطرف داخل المجتمع الصومالي. في حين أن الموارد القطرية ربما مكنت الصومال من إعادة البناء وأن تصبح مجدداً مركزاً إقليمياً للتجارة ومحرك للاستقرار، قررت الحكومة القطرية أن تفعل العكس. وغرور قادتها يمكن أن يودي بالقرن الإفريقي إلى الفوضى لأجيال قادمة".