في تناقض عما تبديه عبر مسؤوليها، تستمر الدوحة في عزل نفسها، من خلال حملات مغرضة تقودها منصاتها الإعلامية ضد الرباعي العربي.
خبراء عرب استنكروا تحركات الإعلام القطري بقيادة فضائية "الجزيرة"، وحملته الممنهجة المليئة بالافتراءات والإساءات ضد دول الرباعي العربي المقاطع للدوحة.
وأكدوا على أن إساءات منصات قطر الإعلامية تعكس مزاج الدوحة التخريبي، وغياب الإرادة السياسية للوصول إلى مصالحة خليجية، رغم جهود التسوية الجارية حاليا.
وحدد هؤلاء الخبراء، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، الخطوات اللازمة التي يجب اتخاذها من قبل الدوحة قبل البدء في أي مصالحة، وفي مقدمتها تنفيذ أول الشروط في القائمة التي حددتها الدول الأربع لإنهاء المقاطعة العربية.
وخلال الأيام الماضية، تعمدت قناة "الجزيرة" نشر افتراءات وأكاذيب وسقطات مهنية بالجملة، وتصاعدت وتيرة الحملة منذ إعلان الكويت 4 ديسمبر الجاري عن مباحثات "مثمرة" في إطار المصالحة الخليجية، وهو ما يعني أنها تستهدف بشكل واضح إفشال تلك الجهود وعرقلة سبل الوصول لحل للأزمة.
المحلل السياسي الإماراتي، عبدالخالق عبدالله، قال: إن "إصرار المنابر القطرية وفي مقدمتها قناة الجزيرة على التحريض ضد السعودية ومصر والإمارات والبحرين يؤكد أن الدوحة ليست في مزاج تصالحي ويشير إلى أنها مستمرة في عنادها ونهجها، غير مكترثة بالأجواء الإيجابية التي برزت مؤخرا بقرب التوصل لاتفاق نهائي لطي صفحة الخلاف معها".
وطرح عبدالله عدة تساؤلات حول ما إذا كانت قطر في مزاج تصالحي أم في مزاج تخريبي، وهل تريد الدوحة المصالحة أم لا تريدها، وهل تملك قرارها من الأساس أم أن القرار القطري أصبح لدى جماعة الإخوان الإرهابية ويُصنع في تركيا وربما في إيران.
وأضاف: الإخوان وتركيا وإيران أكثر ثلاثة أطراف استفادة من أزمة الخليج وهي الأكثر تضررا من طي صفحة الخلاف الخليجي وتتعمد وضع عراقيل كي لا يصل قطار المصالحة إلى محطته النهائية.
وشدد المحلل السياسي الإماراتي على أن "قطر بعنادها المعهود هي من يعيق تحرك قطار المصالحة الخليجية وسيره نحو محطته النهائية".
وتابع: "لقد استبشر الجميع خيراً وتفاؤلاً بالتطورات والبيانات التصالحية الصادرة من العواصم الخليجية والقاهرة، لكن أصبح من المهم عدم الإفراط في التفاؤل، فقد سبق أن تحرك قطار المصالحة أكثر من مرة وتعثر بل عاد إلى مربعه الأول".
وبرأيه فإن تفاصيل الدقائق الأخيرة لطي الخلاف الخليجي قد تكون أصعب مما هو متوقع وملزم أكثر من أي وقت آخر.
ورجح أن تكون الدوحة مترددة في الالتزام بما هو مطلوب منها لذلك توظف منابرها الإعلامية كورقة تفاوضية وابتزازية وتنطلق من حسابات ضيقة ورهانات خاطئة وستكون هي ضحية لكل ذلك.
مراوغة قطرية
متفقا مع ما ذهب إليه عبدالله بشأن الدور الذي يمارسه ثلاثي الشر الإخوان وتركيا وإيران في تقويض مصالحة الدوحة مع الرباعي، قال المحلل السياسي السعودي خالد المجرشي إن "هناك ضغوطا تركية إيرانية، وإخوانية على النظام القطري حتى لا يستمر في مساعي المصالحة حفاظا على مصالح طهران وأنقرة".
وأضاف المجرشي أن "ما تفعله المنصات الإعلامية، أمر معتاد، فهي دائماً ما تفسد كل مساعي المصالحة الخليجية التي تضع مصلحة الشعب القطري نصب أعينها في المقام الأول".
وأكد المحلل السعودي على أن "الشعوب الخليجية ضاقت ذرعا بحملات التشويه التي تقودها منصات الإعلام القطري ضد الدول الرباعي"، لافتا في الوقت نفسه إلى أن "قناة الجزيرة أصبحت ورقة مكشوفة للشعوب العربية، ولن تنجح في تشويه الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب".
بدوره، قال المحلل السياسي السعودي عبدالهادي السلمي: إن "المنصات الإعلامية التابعة لدولة قطر وتحديداً قناة الجزيرة يتم رسم سياستها ونهجها الإعلامي وفق ما يملى عليها من قبل القيادة القطرية ولايمكن أن تصدر أي مادة إعلامية خارج إرادتها السياسية وأما ما تدعيه القناة من استقلالية وتبني الرأي والرأي الآخر فهو مجرد شعار زائف".
وخلص "السلمي" إلى أن "حملات الإعلام القطري تجاه المصالحة الخليجية، بمثابة مراوغات تكشف عن عدم وجود رغبة حقيقية لدى الحكومة القطرية في تنفيذ ما يلزم من مطالب وخطوات جادة تدفع نحو إنهاء الازمة الخليجية" .
من جهته، قال المحلل السياسي البحريني، خالد خليفة آل خليفة، المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي: "في الوقت الذي تأمل فيه شعوب المنطقة المصالحة الخليجية وكذلك حكومات المنطقة لترسيخ الأمن والأمان والاتحاد ضد العداءات الكامنة لدول الخليج سواء من دول إقليمية أو منظمات إرهابية يواصل النظام القطري عداءه لدول الخليج بشكل عام والبحرين بشكل خاص".
وأضاف: "لا يبدو أن النظام القطري يحمل أي حسن نوايا تجاه دول الخليج وبعض الدول العربية.. تابعنا الحملات الإعلامية الممنهجة ضد دول الرباعي بالتوازي مع الاعتداءات القطرية على المياه الإقليمية البحرينية وحجز صيادي السمك، كل ذلك انتهاك للأعراف والقوانين الدولية ومبدأ حسن الجوار".
وعزا آل خليفة إصرار إعلام الدوحة على حملته الإعلامية المغرضة واستمرار قطر في مثل هذه الاعتداءات إلى "مساعي الدوحة لإحباط المصالحة الخليجية وإضفاء جو العداء عليها خدمة لاستراتيجيات تستهدف أمن الخليج وشعوبه".
وشدد على أن "النظام القطري نظام مشبع بتمويل الإرهاب وتوجيهه ضد الدول العربية، فرغم فشل الإرهاب القطري والإخوانجي فيما سمي بالربيع العربي ما زال النظام القطري يأمل بإحداث تخريب في المجتمعات الخليجية وأنظمتها السياسية، عبر منصاته الإعلامية".
وتابع: "وما قناة الجزيرة إلا واحدة من الأدوات التي صاغتها قطر مع حلفائها الإقليميين للنيل من الأمن الخليجي".
المحلل السياسي، أمجد طه، الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات الشرق الأوسط، أكد لـ"العين الإخبارية" أن "النظام القطري مستمر في سياساته العدائية ولا يريد المصالحة، بل يقوضها عبر منصاته الإعلامية، التي تروج الافتراءات والأكاذيب بشأن دول الرباعي".
ونوه طه إلى أن "تنظيم الحمدين يتفاوض للمصالحة وفي نفس الوقت يضربها برصاص الإعلام، من خلال حملات ممنهجة مقصودة ومخططة بشكل كبير، لتستهدف معها أمن الخليج العربي، وأي جهود للتسوية وفي مقدمتها الجهود الكويتية".
وأضاف المحلل السياسي البحريني: هناك استهداف واضح ومستمر وصريح من قطر، هي لا تريد المصالحة بأي ثمن وتفعل كل ما تستطيع لضرب المصالحة، سواء من خلال استهداف المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومصر والبحرين، عبر دعمها للإرهابيين والمتطرفين.
ودعا طه الكيانات العربية وفي مقدمتها مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، إلى إدانة الأعمال القطرية المشينة ، قائلاً: "مهم جدا أن يكون هناك إدانة لهذه الاستفزازات القطرية ومحاسبة نظام قطر على دعمه ورعايته للإرهاب، فضلا عن حالة التزييف وتمجيد الإرهابيين وتصويرهم كأنهم نشطاء حقوق إنسان التي تمارسها وسائل الإعلام القطرية".
ومؤيداً حديث طه بشأن السياسة القطرية المزدوجة، قال الكاتب والمحلل السياسي البحريني، إبراهيم النهام، إن "النظام القطري يستخدم سياسة الكيل بمكيالين، فهو يطالب بالمصالحة الخليجية والعربية من جانب، لكنه يقوض ذلك بتوجيه المنصات الإعلامية المأجورة لاستهداف الأمن السيادي للدول، والذي يعتبر في طليعة أسباب المقاطعة المشروعة ضد دويلة الإرهاب في المنطقة".
وأشار النهام إلى أن "استهداف السلطات القطرية للبحارة البحرينيين والقبض عليهم داخل المياه البحرينية، وجرجرتهم في المحاكم وفي دهاليز النيابة وغيرها، يقدم صورة للعالم عن الممارسات العدائية للنظام القطري والذي لا يريد الخير والاستقرار لأحد"
وأضاف: "منصات الإعلام القطرية المأجورة تعكس بممارساتها الفجة والبذيئة ضد جيرانها وضد أوطان العرب سياسات بيت الحكم في الدوحة والذي يمعن في توظيف أموال الغاز لتفتيت الدول والإضرار بشعوبها وزجها في دهاليز التشطير والموت والتشرذم".
وبحسب المحلل البحريني فإن "القرار السياسي بقطر مختطف من قبل جماعات الإسلام السياسي المتطرفة، وأن ما تبثه منصات الإعلام القطرية من تخوين واستهداف لأوطان العرب، ومحاولات لبث الفتن والقلاقل، ليس بالجديد أو المستغرب، ويوجز لمرأى ومسمع الجميع، عمالة النظام القطري، والذي وهب الدولة القطرية ووهب مقدراتها للأتراك والإيرانيين".
غياب الإرادة السياسية
حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قال " إن "الحملة التي تشنها منصات قطر الإعلامية تعكس عدم وجود إرادة سياسية حقيقية لدى النظام القطري في الوصول إلى مصالحة مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، حيث ترى القيادة القطرية فائدة في التعامل مع أطراف إقليمية أخرى، متذرعة بوهم أن تكون لاعبا إقليميا متميزا رغم أنها ليست لديها القدرات لكي تكون هذا الطرف الفاعل".
سلامة أضاف أن "كل ما يصدر من إشارات قطرية من رغبة في العودة للصف العربي لا يرقى للجدية، فكان من الضروري، على الأقل، تنفيذ الدوحة لأول شرط في القائمة التي طالبتها بها دول الرباعي وهو وقف حملات الإعلام المغرضة".
وتابع الخبير المصري: "الإعلام في قطر لا يتحرك من تلقاء نفسه، ولا يتمتع بالحرية سواء إبداء رأي أو انتقاد أوضاع داخلية، وبالتالي، فكل هذه الحملات تؤكد عدم وجود رغبة لدى الدوحة في المصالحة وإنما ترغب في تحقيق مصلحة القيادة القطرية باستمرار الوضع كما هو، وهو ما يقوض الأمن العربي".
وأكد على ضرورة أن "يكون هناك إجراءات ثقة ووضوح في الرؤية واتفاق في المواقف للبدء في الحديث عن المصالحة.. كل الأطراف العربية تريد المصالحة لكن يجب أن تكون على أساس مصالح عربية مشتركة وليس مصلحة إقليمية مع أطراف أخرى ترغب في تأليب التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة".
خبراء عرب استنكروا تحركات الإعلام القطري بقيادة فضائية "الجزيرة"، وحملته الممنهجة المليئة بالافتراءات والإساءات ضد دول الرباعي العربي المقاطع للدوحة.
وأكدوا على أن إساءات منصات قطر الإعلامية تعكس مزاج الدوحة التخريبي، وغياب الإرادة السياسية للوصول إلى مصالحة خليجية، رغم جهود التسوية الجارية حاليا.
وحدد هؤلاء الخبراء، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، الخطوات اللازمة التي يجب اتخاذها من قبل الدوحة قبل البدء في أي مصالحة، وفي مقدمتها تنفيذ أول الشروط في القائمة التي حددتها الدول الأربع لإنهاء المقاطعة العربية.
وخلال الأيام الماضية، تعمدت قناة "الجزيرة" نشر افتراءات وأكاذيب وسقطات مهنية بالجملة، وتصاعدت وتيرة الحملة منذ إعلان الكويت 4 ديسمبر الجاري عن مباحثات "مثمرة" في إطار المصالحة الخليجية، وهو ما يعني أنها تستهدف بشكل واضح إفشال تلك الجهود وعرقلة سبل الوصول لحل للأزمة.
المحلل السياسي الإماراتي، عبدالخالق عبدالله، قال: إن "إصرار المنابر القطرية وفي مقدمتها قناة الجزيرة على التحريض ضد السعودية ومصر والإمارات والبحرين يؤكد أن الدوحة ليست في مزاج تصالحي ويشير إلى أنها مستمرة في عنادها ونهجها، غير مكترثة بالأجواء الإيجابية التي برزت مؤخرا بقرب التوصل لاتفاق نهائي لطي صفحة الخلاف معها".
وطرح عبدالله عدة تساؤلات حول ما إذا كانت قطر في مزاج تصالحي أم في مزاج تخريبي، وهل تريد الدوحة المصالحة أم لا تريدها، وهل تملك قرارها من الأساس أم أن القرار القطري أصبح لدى جماعة الإخوان الإرهابية ويُصنع في تركيا وربما في إيران.
وأضاف: الإخوان وتركيا وإيران أكثر ثلاثة أطراف استفادة من أزمة الخليج وهي الأكثر تضررا من طي صفحة الخلاف الخليجي وتتعمد وضع عراقيل كي لا يصل قطار المصالحة إلى محطته النهائية.
وشدد المحلل السياسي الإماراتي على أن "قطر بعنادها المعهود هي من يعيق تحرك قطار المصالحة الخليجية وسيره نحو محطته النهائية".
وتابع: "لقد استبشر الجميع خيراً وتفاؤلاً بالتطورات والبيانات التصالحية الصادرة من العواصم الخليجية والقاهرة، لكن أصبح من المهم عدم الإفراط في التفاؤل، فقد سبق أن تحرك قطار المصالحة أكثر من مرة وتعثر بل عاد إلى مربعه الأول".
وبرأيه فإن تفاصيل الدقائق الأخيرة لطي الخلاف الخليجي قد تكون أصعب مما هو متوقع وملزم أكثر من أي وقت آخر.
ورجح أن تكون الدوحة مترددة في الالتزام بما هو مطلوب منها لذلك توظف منابرها الإعلامية كورقة تفاوضية وابتزازية وتنطلق من حسابات ضيقة ورهانات خاطئة وستكون هي ضحية لكل ذلك.
مراوغة قطرية
متفقا مع ما ذهب إليه عبدالله بشأن الدور الذي يمارسه ثلاثي الشر الإخوان وتركيا وإيران في تقويض مصالحة الدوحة مع الرباعي، قال المحلل السياسي السعودي خالد المجرشي إن "هناك ضغوطا تركية إيرانية، وإخوانية على النظام القطري حتى لا يستمر في مساعي المصالحة حفاظا على مصالح طهران وأنقرة".
وأضاف المجرشي أن "ما تفعله المنصات الإعلامية، أمر معتاد، فهي دائماً ما تفسد كل مساعي المصالحة الخليجية التي تضع مصلحة الشعب القطري نصب أعينها في المقام الأول".
وأكد المحلل السعودي على أن "الشعوب الخليجية ضاقت ذرعا بحملات التشويه التي تقودها منصات الإعلام القطري ضد الدول الرباعي"، لافتا في الوقت نفسه إلى أن "قناة الجزيرة أصبحت ورقة مكشوفة للشعوب العربية، ولن تنجح في تشويه الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب".
بدوره، قال المحلل السياسي السعودي عبدالهادي السلمي: إن "المنصات الإعلامية التابعة لدولة قطر وتحديداً قناة الجزيرة يتم رسم سياستها ونهجها الإعلامي وفق ما يملى عليها من قبل القيادة القطرية ولايمكن أن تصدر أي مادة إعلامية خارج إرادتها السياسية وأما ما تدعيه القناة من استقلالية وتبني الرأي والرأي الآخر فهو مجرد شعار زائف".
وخلص "السلمي" إلى أن "حملات الإعلام القطري تجاه المصالحة الخليجية، بمثابة مراوغات تكشف عن عدم وجود رغبة حقيقية لدى الحكومة القطرية في تنفيذ ما يلزم من مطالب وخطوات جادة تدفع نحو إنهاء الازمة الخليجية" .
من جهته، قال المحلل السياسي البحريني، خالد خليفة آل خليفة، المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي: "في الوقت الذي تأمل فيه شعوب المنطقة المصالحة الخليجية وكذلك حكومات المنطقة لترسيخ الأمن والأمان والاتحاد ضد العداءات الكامنة لدول الخليج سواء من دول إقليمية أو منظمات إرهابية يواصل النظام القطري عداءه لدول الخليج بشكل عام والبحرين بشكل خاص".
وأضاف: "لا يبدو أن النظام القطري يحمل أي حسن نوايا تجاه دول الخليج وبعض الدول العربية.. تابعنا الحملات الإعلامية الممنهجة ضد دول الرباعي بالتوازي مع الاعتداءات القطرية على المياه الإقليمية البحرينية وحجز صيادي السمك، كل ذلك انتهاك للأعراف والقوانين الدولية ومبدأ حسن الجوار".
وعزا آل خليفة إصرار إعلام الدوحة على حملته الإعلامية المغرضة واستمرار قطر في مثل هذه الاعتداءات إلى "مساعي الدوحة لإحباط المصالحة الخليجية وإضفاء جو العداء عليها خدمة لاستراتيجيات تستهدف أمن الخليج وشعوبه".
وشدد على أن "النظام القطري نظام مشبع بتمويل الإرهاب وتوجيهه ضد الدول العربية، فرغم فشل الإرهاب القطري والإخوانجي فيما سمي بالربيع العربي ما زال النظام القطري يأمل بإحداث تخريب في المجتمعات الخليجية وأنظمتها السياسية، عبر منصاته الإعلامية".
وتابع: "وما قناة الجزيرة إلا واحدة من الأدوات التي صاغتها قطر مع حلفائها الإقليميين للنيل من الأمن الخليجي".
المحلل السياسي، أمجد طه، الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات الشرق الأوسط، أكد لـ"العين الإخبارية" أن "النظام القطري مستمر في سياساته العدائية ولا يريد المصالحة، بل يقوضها عبر منصاته الإعلامية، التي تروج الافتراءات والأكاذيب بشأن دول الرباعي".
ونوه طه إلى أن "تنظيم الحمدين يتفاوض للمصالحة وفي نفس الوقت يضربها برصاص الإعلام، من خلال حملات ممنهجة مقصودة ومخططة بشكل كبير، لتستهدف معها أمن الخليج العربي، وأي جهود للتسوية وفي مقدمتها الجهود الكويتية".
وأضاف المحلل السياسي البحريني: هناك استهداف واضح ومستمر وصريح من قطر، هي لا تريد المصالحة بأي ثمن وتفعل كل ما تستطيع لضرب المصالحة، سواء من خلال استهداف المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومصر والبحرين، عبر دعمها للإرهابيين والمتطرفين.
ودعا طه الكيانات العربية وفي مقدمتها مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، إلى إدانة الأعمال القطرية المشينة ، قائلاً: "مهم جدا أن يكون هناك إدانة لهذه الاستفزازات القطرية ومحاسبة نظام قطر على دعمه ورعايته للإرهاب، فضلا عن حالة التزييف وتمجيد الإرهابيين وتصويرهم كأنهم نشطاء حقوق إنسان التي تمارسها وسائل الإعلام القطرية".
ومؤيداً حديث طه بشأن السياسة القطرية المزدوجة، قال الكاتب والمحلل السياسي البحريني، إبراهيم النهام، إن "النظام القطري يستخدم سياسة الكيل بمكيالين، فهو يطالب بالمصالحة الخليجية والعربية من جانب، لكنه يقوض ذلك بتوجيه المنصات الإعلامية المأجورة لاستهداف الأمن السيادي للدول، والذي يعتبر في طليعة أسباب المقاطعة المشروعة ضد دويلة الإرهاب في المنطقة".
وأشار النهام إلى أن "استهداف السلطات القطرية للبحارة البحرينيين والقبض عليهم داخل المياه البحرينية، وجرجرتهم في المحاكم وفي دهاليز النيابة وغيرها، يقدم صورة للعالم عن الممارسات العدائية للنظام القطري والذي لا يريد الخير والاستقرار لأحد"
وأضاف: "منصات الإعلام القطرية المأجورة تعكس بممارساتها الفجة والبذيئة ضد جيرانها وضد أوطان العرب سياسات بيت الحكم في الدوحة والذي يمعن في توظيف أموال الغاز لتفتيت الدول والإضرار بشعوبها وزجها في دهاليز التشطير والموت والتشرذم".
وبحسب المحلل البحريني فإن "القرار السياسي بقطر مختطف من قبل جماعات الإسلام السياسي المتطرفة، وأن ما تبثه منصات الإعلام القطرية من تخوين واستهداف لأوطان العرب، ومحاولات لبث الفتن والقلاقل، ليس بالجديد أو المستغرب، ويوجز لمرأى ومسمع الجميع، عمالة النظام القطري، والذي وهب الدولة القطرية ووهب مقدراتها للأتراك والإيرانيين".
غياب الإرادة السياسية
حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قال " إن "الحملة التي تشنها منصات قطر الإعلامية تعكس عدم وجود إرادة سياسية حقيقية لدى النظام القطري في الوصول إلى مصالحة مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، حيث ترى القيادة القطرية فائدة في التعامل مع أطراف إقليمية أخرى، متذرعة بوهم أن تكون لاعبا إقليميا متميزا رغم أنها ليست لديها القدرات لكي تكون هذا الطرف الفاعل".
سلامة أضاف أن "كل ما يصدر من إشارات قطرية من رغبة في العودة للصف العربي لا يرقى للجدية، فكان من الضروري، على الأقل، تنفيذ الدوحة لأول شرط في القائمة التي طالبتها بها دول الرباعي وهو وقف حملات الإعلام المغرضة".
وتابع الخبير المصري: "الإعلام في قطر لا يتحرك من تلقاء نفسه، ولا يتمتع بالحرية سواء إبداء رأي أو انتقاد أوضاع داخلية، وبالتالي، فكل هذه الحملات تؤكد عدم وجود رغبة لدى الدوحة في المصالحة وإنما ترغب في تحقيق مصلحة القيادة القطرية باستمرار الوضع كما هو، وهو ما يقوض الأمن العربي".
وأكد على ضرورة أن "يكون هناك إجراءات ثقة ووضوح في الرؤية واتفاق في المواقف للبدء في الحديث عن المصالحة.. كل الأطراف العربية تريد المصالحة لكن يجب أن تكون على أساس مصالح عربية مشتركة وليس مصلحة إقليمية مع أطراف أخرى ترغب في تأليب التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة".