وكالات

يصل مسبار الأمل الإماراتي إلى مدار المريخ في 9 فبراير / شباط الجاري، ليكون أول مهمة تصل إلى الكوكب الأحمر في عام 2021.

ومع اقتراب وصول المسبار إلى مدار الالتقاط حول كوكب المريخ، الثلاثاء، عند الساعة 7:42 مساء بتوقيت الإمارات، تبرز 5 حقائق يجب أن يعرفها المتابعون والمهتمون بأول مهمة عربية لاستكشاف الكواكب تقودها دولة الإمارات.

الحقيقة الأولى

لا يحمل "مسبار الأمل"، المنضوي تحت مظلة مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، على متنه رواد فضاء، بل أجهزة علمية دقيقة ومبرمجة على جمع نحو 1000 جيجابيت من المعلومات والبيانات والحقائق التي لم تتوصل إليها البشرية من قبل، وإرسالها إلى محطة التحكم الأرضية الواقعة ضمن مركز محمد بن راشد للفضاء في منطقة الخوانيج في دبي.

كما أن المسبار الذي يبلغ وزنه نحو 1350 كيلوجراما، ما يعادل سيارة صغيرة، لن يهبط على سطح المريخ، لأن مهمته العلمية ذات الأهداف غير المسبوقة تاريخياً لا تقتضي القيام بذلك، ولا يمكن إعادة المسبار مرة أخرى إلى الأرض، وبعد انتهاء مهمته المريخية بنجاح سيبقى في مداره حول كوكب المريخ.

الحقيقة الثانية

يمكن تمديد المهمة العلمية لمسبار الأمل، والتي ستنطلق مع وصوله إلى المرحلة السادسة والأخيرة في رحلته المريخية، إلى عامين إضافيين ليتمكن العلماء من استكمال دراستهم للظواهر التي يتم اكتشافها عن الكوكب أثناء المهمة العلمية الأولية، فطبيعة الاستكشاف تبدأ بسؤال يتم الإجابة عنه وكل إجابة واكتشاف يولد أسئلة أخرى.

وتم تصميم وتطوير وبرمجة مسبار الأمل بحيث تبلغ مدة مهمته العلمية في كشف أسرار الكوكب الأحمر سنة مريخية كاملة أي 687 يوماً، نحو عامين بحسابات الأرض، على أن يتم تمديد هذه المهمة، إذا اقتضت الضرورة ذلك، سنة مريخية إضافية أي عامين أرضيين إضافيين، ليكون إجمالي مدة المهمة 1374 يوماً أرضياً أي نحو 4 أعوام.

الحقيقة الثالثة

راعى فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ عند تصميم وتطوير وبناء وبرمجة مسبار الأمل وأنظمته الفرعية وأجهزته العلمية كل السيناريوهات والتحديات الرئيسية التي قد تواجه المسبار في رحلته الممتدة لنحو 7 أشهر في الفضاء، بالإضافة إلى ما قد ينبثق عن هذه السيناريوهات من احتمالات وتحديات فرعية أثناء دخول المسبار في مداره حول الكوكب.

وقد نجح المسبار بالفعل في تخطي كل التحديات التي واجهته منذ انطلاق المشروع كفكرة في الخلوة الوزارية عام 2013، وما تلا ذلك من مراحل متعددة للمشروع، بدأت في مرحلة تصميم مسبار بنصف الوقت ونصف التكلفة ورغم الإطلاق الناجح لمسبار الأمل في العشرين من يوليو/ تموز 2020، إلا أن مهمته في الوصول إلى مدار المريخ واستكشافه لا تخلو من المخاطر، حيث إن نسبة نجاح الوصول إلى مدار الكوكب الأحمر تاريخياً لا تتعدى 50%.

وتكمن صعوبة مرحلة الدخول إلى مدار الالتقاط حول المريخ في كون الاتصال بالمسبار سيكون متقطعاً، وكون عملية الدخول التي تتطلب إبطاء سرعة المسبار من 121 ألف كيلو متر في الساعة إلى 18 ألف كيلومتر فقط ستكون ذاتية يعتمد فيها المسبار على برمجته للقيام بها من دون تحكم مباشر من المحطة الأرضية، وسيكون على المسبار إتمام هذه العملية التي تستغرق 27 دقيقة منفرداً، ومن دون أن يتمكن فريق المشروع من مساعدته.

الحقيقة الرابعة

على الرغم من كون المهمة المريخية لمسبار الأمل ستجعل دولة الإمارات -حال الوصول بنجاح إلى مدار الكوكب الأحمر –خامس دولة في العالم تحقق هذا الإنجاز التاريخي، إلا أن الأهداف العلمية للمسبار تعد الأولى من نوعها على مر التاريخ، كونها تستهدف رسم صورة كاملة للتغيرات المناخية، التي يشهدها هذا الكوكب الأكثر شبهاً بالأرض في المجموعة الشمسية، على مدار فصوله الأربعة، ما يساعد العلماء حول العالم على فهم أسباب تحوله من كوكب شبيه بالأرض إلى كوكب ذي مناخ قاسي وجاف.

ويعد فبراير/ شباط الجاري، شهراً مريخياً بامتياز، إذ إن هناك 3 دول، هي الولايات المتحدة الأمريكية والصين بالإضافة إلى دولة الإمارات، تتسابق على الوصول إلى الكوكب الأحمر خلال هذا الشهر، وفي حال نجاح "مسبار الأمل" في تخطي الدقائق الـ27 والوصول إلى مدار الالتقاط في الموعد المحدد أو بتأخير قد يصل إلى ساعتين حسب السيناريوهات المحتملة، ستكون الإمارات في مقدمة هذا السباق، وستصبح خامس دولة في العالم تصل إلى مدار المريخ، كما ستكون ثالث دولة في العالم تصل إلى مدار الكوكب الأحمر من المحاولة الأولى.

الحقيقة الخامسة

حال تخطي مسبار الأمل بنجاح تحديات مرحلة الدخول إلى مدار الالتقاط حول المريخ، ثم مرحلة الانتقال إلى المدار العلمي، ولاحقاً الوصول إلى المرحلة السادسة والأخيرة في رحلته المريخية وهي المرحلة العلمية، سيكون له طوال هذه المرحلة الممتدة سنة مريخية قابلة للتمديد سنة مريخية إضافية موقع متميز فوق خط الاستواء المريخي، بإطلالة غير مسبوقة على الكوكب الأحمر، بما يُمكن الأجهزة العلمية التي يحملها المسبار على متنه من أداء مهمتها بأعلى كفاءة ممكنة.

وخلال المرحلة العلمية سيدور مسبار الأمل حول الكوكب الأحمر دورة كل 55 ساعة في مدار بيضاوي يتراوح ما بين 20 ألف كيلومتر إلى 43 ألف كيلومتر، كما سيكون تواصل فريق العمل مع المسبار عبر محطة التحكم الأرضية مرتين إلى 3 مرات أسبوعياً، ومدة كل نافذة اتصال من 6 إلى 8 ساعات، علماً بأن التأخر في الاتصال نظراً لبعد المسافة يتراوح ما بين 11 إلى 22 دقيقة، وذلك لإرسال الأوامر إلى المسبار وأجهزته العلمية.