عبر الاتحاد العربي لحقوق الإنسان عن رفضه التام لتقرير "الاستنتاجات الافتراضية" المتعلقة بجريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، مؤكداً على أن هذه التقارير الافتراضية التي تبنى لغايات الاستهداف والابتزاز السياسي مرفوضة في ظل تطور الفكر السياسي العربي، والارتقاء به نحو إدارة عربية شاملة تحقق تطلعات الدول والشعوب العربية، والتي تمثل المملكة العربية السعودية أحد أهم الفاعلين فيها، موضحاً ان هذه التقارير تنجزها اجهزة المخابرات الدولية على النحو الذي يسهم في تحقيق غاياتها ومقاصدها السياسية، والاعتماد عليها كآليات مسيئة لممارسة الضغوط على الدول، او الاساءة اليها ولدورها الكبير في تعزيز جهود الأمة العربية وتحقيق تطلعات شعوبها في الارتقاء بدولها للعالمية، والإسهام في رسم السياسات الدولية في عالم تسوده العدالة المطلقة، بعيداً عن هيمنة الدول الكبرى وسياساتها الاستبدادية.

وفي هذا الشأن عبر المستشار عيسى العربي رئيس الاتحاد العربي لحقوق الانسان، عن تأييد الاتحاد العربي لحقوق الإنسان ممثلاً "لأكبر تحالف حقوقي عربي" وبجميع اعضاءه لبيان وزارة الخارجية السعودية، مؤكداً على احترامه وتقديره للآليات الوطنية المعنية بتحقيق العدالة بالسعودية، وما ولما بذلته الاجهزة العدلية والقضائية السعودية من إجراءات لتحقيق العدالة والمساءلة المتعلقة بجريمة القتل التي تعرض لها المواطن السعودي جمال خاشقجي، والتي انتهت الى صدور الأحكام القضائية الباتة والنهائية، وما انتهت إليه القضية من من إجراءات التقاضي التي حظيت بموافقة اسرة القتيل ومحاميهم، واكدت الاحكام الصادرة بحق جميع المدانين تحقيق العدالة المرضية لهم، والرادعة عن ارتكاب مثل تلك الجرائم مستقبلا في ضوء ما اتخذته السعودية من اجراءات ضابطة لعمل مختلف الاجهزة الحكومية، حيال تلك الجريمة النكراء التي مثلت انتهاكاً صارخاً لقوانين وتشريعات المملكة، ولقيمها ومبادئها الإسلامية والعربية السامية.

وأشار رئيس الاتحاد العربي لحقوق الإنسان في هذا الصدد، إلى رفض الاتحاد العربي لحقوق الإنسان التام "لتقرير الاستنتاجات الافتراضية" التي أعدته أجهزة المخابرات الأمريكية وقامت بنشره والافصاح عنه لغايات خبيثة تستهدف امن وسلامة وسيادة المملكة العربية السعودية، وهو التقرير الذي اعد في أعقاب ارتكاب جريمة القتل، و صنفته الادارة الامريكية السابقة على أنه منخفض المصداقية ولا يعتمد على ادلة تعززت مصداقيته، وهو الانقلاب الذي يفقد هذا التقرير وغيره من التقارير الاستنتاجية الافتراضية التي عانت الامة العربية بسببها الكثير من الويلات والآلام والمآسي، مذكرا في هذا المجال بالتقارير التي تم نشرها بشأن برنامج الأسلحة النووية العراقية، وما قامت به الإدارة الديمقراطية السابقة من تحريض للشعوب وإشاعة للفوضى والتخريب والتدمير بمسميات وبواعث "الربيع العربي"، والتي انتهت بالكثير من الدول العربية إلى حروب وصراعات مسلحة، وتدمير لمقدرات وموارد وتنمية الدول والشعوب العربية، والتي تحققت طوال قرون من العمل العربي المؤسسي المشترك لتعزيز نهضة وحضارة الأمة العربية.

كما صرح المستشار العربي بأن على الادارة الامريكية ان تدرك حجم ومستوى التطور بالفكر السياسي العربي المعاصر، والوعي الذي صاحب تطور البناء المعرفي لدى الشعوب العربية، في ظل معاناتهم الطويلة من سياسات الدول الكبرى واجنداتها، حيث يأتي نشر هذا التقرير "فاقد القيمة والمصداقية" في هذا الوقت، بهدف مدارة الفشل الذي واجهته الادارة الامريكية الجديدة في التعاطي مع ايران، وتعرضها للانتقادات الداخلية والدولية بسبب عجزها عن مواجهة الغطرسة الايرانية بالمنطقة، وفشل سياساتها في احتواء ممارسات إيران واذرعها الارهابية في كلا من لبنان والعراق وسوريا واليمن، وفشل سياساتها في تحقيق الأمن والسلام بأفغانستان في ظل فشل المصالحة التي قادتها مع جماعة طالبان الارهابية بعيداً عن السلطة الشرعية، اضافة الى فشل سياساتها الداخلية في ادانة الرئيس الامريكي السابق، وبالطبع عجزها عن معالجة التحديات الصحية والاقتصادية التي تواجهها العديد من الولايات الامريكية، في ظل عجزها عن التغلب على تبعات وآثار تفشي جائحة كوفيد 19 والتي ألقت بآثارها الكارثية على القطاعات الصحية والاقتصادية والتنمية، وتسبب في الكثير من المشكلات المتعلقة بالبطالة والفقر والسكن والافلاس،والتي سوف تتعاظم في ظل تفشي السلالات الجديدة والمتحورة من فيروس كورونا بالعديد من الولايات الامريكية، وهو ما يبرر نشر هذا التقرير في هذا الوقت تحديداً.

وقد ختم الاتحاد العربي لحقوق الإنسان بيانه بالتأكيد على أهمية العمل المشترك بين مختلف دول العالم بما يحقق الأمن والسلام والتنمية بالعالم، بعيداً عن استراتيجيات الهيمنة والاستهداف التي تمارسها الدول الكبرى، والتي عمقت من معاناة الشعوب واشاعة الحروب والصراعات والفوضى بالكثير من دول العالم، داعياً الادارة الامريكية الى تركيز جهودها على العمل الإيجابي الدولي الذي يسهم في تعزيز الجهود الدولية المعنية بتخفيف المعاناة الإنسانية التي تواجهها الكثير من شعوب العالم في مواجهة جائحة كوفيد 19، لاسيما المواطنين الأمريكيين الذي يعانون من ابشع صور التمييز العنصري، في ظل استمرارية الممارسات المؤسساتية المنهجية التي تكرست بالعديد من اجهزة السلطة ويدفع الكثير من المواطنين والمقيمين ثمنها الباهض من أرواحهم ومعاناتهم، مؤكداً على ان "حياة السود مهمة" ايضاً للكثير من دول وشعوب العالم.