في أول لقاء رسمي منذ جائحة كورونا، استقبل خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، سلطان عمان هيثم بن طارق في نيوم.

ويعقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، جلسة مباحثات رسمية مع السلطان هيثم بن طارق، سلطان سلطنة عمان، تتناول العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل تعزيزها، والتعاون حول القضايا المشتركة.

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، استقبل بمطار خليج نيوم السلطان بن طارق الذي وصل اليوم الأحد، إلى المملكة العربية السعودية، تلبية لدعوة كريمة من الملك سلمان في أول زيارة رسمية للمملكة منذ توليه مقاليد الحكم في الحادي عشر من يناير 2020.

إلى ذلك قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، إن زيارة سلطان عمان تعكس رؤية مشتركة تجاه أمن واستقرار المنطقة.

وسيعقد الملك سلمان والسلطان هيثم قمة في نيوم.

وكان تلفزيون عمان قال إن السلطان هيثم بن طارق غادر متوجها إلى السعودية في زيارة رسمية برفقة عدد من الوزراء بينهم الداخلية والخارجية وترويج الاستثمار.

وتأتي الزيارة تأكيدًا على عمق العلاقات التاريخية بين السلطنة والمملكة العربية السعودية الشقيقة، وانطلاقًا من حرص قيادتي البلدين على توثيق الروابط المشتركة التي تجمع بينهما.

مجلس تنسيقي

إلى ذلك كشف بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية عن تشكيل مجلس تنسيقي بين السلطنة والمملكة العربية السعودية، مشيرا أن المجلس "سيوفر المظلة والمرجعية التي تؤطر المرحلة المقبلة من التعاون بين البلدين"، مؤكدا في الوقت نفسه أن الزيارة ستشمل "التوقيع على كثير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في كل المجالات الداعمة للمصالح والمنافع المشتركة".

وشهدت الأسابيع والأشهر الماضية وفودا وزارية متبادلة بين البلدين لبحث التعاون والتنسيق في المجالات الاقتصادية والسياسية والاستثمارية.

وتجمع السعودية وعُمان علاقات وطيدة، عززتها زيارة العاهل السعودي الملك سلمان إلى العاصمة العمانية مسقط في 2020 التقى خلالها السلطان هيثم لتأدية واجب العزاء في وفاة السلطان قابوس بن سعيد.

وتلعب سلطنة عمان دورا في مساعي وقف الحرب وإحلال السلام في اليمن، ما جعلها الوسيط الأبرز في محاولات إنجاح مفاوضات السلام بين الأطراف اليمنية.

وزير الخارجية العماني كان صرح قبل الزيارة أنه لا توجد مبادرة عمانية حول اليمن بل مساع للتوفيق بين جميع الأطراف.

السعودية وعمان أيضا تتلاقيان في أنهما يملكان رؤيتان تهدفان في المقام الأول إلى تنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط وإرساء قواعد استثمارية متينة للاقتصاد على المدى الطويل، وهي رؤية السعودية عشرين ثلاثين ورؤية عمان عشرين أربعين.

وتحتل السعودية المرتبة الثانية في قائمة مستوردي الصادرات العُمانية غير النفطية، وفي المرتبة الرابعة من حيث إعادة التصدير، وفي المركز الخامس في قائمة الدول التي تستورد منها السلطنة.

والسعودية تأتي رابعا على مستوى العالم في استيراد الأسماك العُمانية.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين قد بلغ حوالي نحو عشرة مليارات ريال سعودي في 2020.

ويتوقع المراقبون أن يرتفع هذا الرقم بقوة بعد افتتاح أول طريق بري يربط السعودية بالسلطنة والذي يختصر ثمانمئة كيلومترا من المسافة مقارنة بالطريق الذي يمر عبر الإمارات حاليا، وسيفتتح هذا الطريق قبل نهاية العام الجاري.