في التاريخ الحديث، وعلى الرغم من ظهور أكثر من فيروس خطير خلال الثمانية عشر عاما الماضية، فقد أصرت السعودية على تنظيم موسم الحج.

وباء "كوفيد-19" الذي يسببه فيروس كورونا المستجد، ليس الوباء الأول في التاريخ، فسجل البشرية مع الأوبئة عامر بالأحداث، التي تسبب بعضها في إلغاء موسم الحج، كما حدث في عام 1813، والتي توقف فيها الحج بسبب انتشار وباء الطاعون.

خطيب يوم عرفة.. لماذا يحظى بمكانة كبيرة في قلوب المسلمين؟

وفي التاريخ الحديث، وعلى الرغم من ظهور أكثر من فيروس خطير خلال الثمانية عشر عاما الماضية، فقد أصرت المملكة العربية السعودية على تنظيم موسم الحج، ولكن مع تطبيق إجراءات صحية استثنائية، تسببت في مرور آمن لهذه المناسبة.. وتقدم "العين الإخبارية" حصرا لأبرز مواسم الحج الاستثنائية.

2003

أقيم موسم الحج بالرغم من ظهور متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وكلفت المملكة العربية السعودية حينها مختبرين بإجراء فحوص خاصة للكشف عن الفيروس، كما تمت الاستعانة بنقاط المراقبة الصحية القائمة على الحدود (التي أنشئت لضمان تطعيم الحجاج ضد الالتهاب السحائي والحمى الصفراء) لترقب ظهور أي حالات إصابة بالفيروس.

وأعلنت السعودية وقتها، أن السلطات الصحية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، التي يرسل الكثير منها بالفعل فرقاً كبيرة لتقديم الدعم الصحي خلال موسم الحج، ستقوم برفع الوعي بالفيروس بين الحجاج، مع التركيز على تذكير الناس بما ينبغي القيام به إذا عادوا من المملكة العربية السعودية ثم شعروا بتوعك.

2005

أقيم موسم الحج في ظل انتشار عالمي لإنفلونزا الطيور، وبذلت المملكة العربية السعودية حينها جهدا لفحص أكثر من نصف مليون مسلم وصلوا لأداء فريضة الحج، وتم التأكد من خلوهم من المرض.. كما عززت المملكة عملية فحص الحجاج على جميع المنافذ الحدودية، ومنعت دخول من يشتبه إصابته بالفيروس، وأنفقت المملكة في هذا الموسم 25 مليون ريال للوقاية من إنفلونزا الطيور.

2006

تنتشر حمى الضنك عن طريق البعوض، ويؤدي هطول الأمطار إلى توفير بيئة مناسبة لتفشيها، حيث إنها تتكاثر في المياه المخزنة لأغراض الشرب أو السباحة، أو مياه الأمطار المحجوزة للزراعة، أو المتجمعة في الشوارع والطرقات أو الراكدة والمتبقية في الصفائح الفارغة، البراميل، الإطارات، عند مكيفات الهواء وحول المسابح.

وقبل موسم الحج في 2007، حيث كان هناك انتشار للوباء قامت فرق مكافحة تضم 400 عامل وهي مشتركة ما بين وزارة الصحة وأمانة العاصمة المقدسة منذ 15 ذي القعدة بعمل برنامج كبير ومدروس وبمؤازرة فرق الرش الجوي من وزارة الزراعة برش المشاعر المقدسة في عرفات ومنى وفي داخل العاصمة المقدسة للتأكد من خلوها من البعوض الناقل للمرض.

2009

اتخذت السلطات السعودية في هذا الموسم إجراءات استثنائية بسبب تفشي فيروس إنفلونزا الخنازير، حيث منعت الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 65 عاما والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عاما من أداء الفريضة.

ووضعت المملكة ضوابط أخرى من بينها ضرورة استخراج كل حاج شهادة صحية تثبت عدم إصابته بأمراض القلب أو الجهاز التنفسي أو السكري.

2014

رفضت المملكة العربية السعودية استقبال حجاج من سيراليون، وغينيا، وليبيريا كإجراء احتياطي لتهدئة المخاوف من انتشار فيروس إيبولا خلال موسم الحج في هذا العام، كما طلبت السلطات السعودية من الحجاج الحصول على بطاقات فحص طبي، موضح فيها الرحلات التي قاموا بها خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، لضمان عدم مرورهم على تلك الدول.

2017

كانت هناك مخاوف أثارتها منظمة الصحة العالمية بشأن انتشار وباء الكوليرا بين الحجاج بسبب تفشي المرض في اليمن خلال عام 2017، وعليه قامت المملكة العربية السعودية خلال موسم الحج بالتعميم على كافة المستشفيات والمراكز الصحية بالتركيز على أي حالة إسهال أو قيء أو جفاف جسدي والتأكد من أن المريض ليس لديه كوليرا.

وزادت وزارة الصحة من عدد العاملين الطبيين المشاركين في خدمة الحجاج في هذا الموسم لمواكبة الزيادة في عدد الحجاج، وشارك في هذا العمل أكثر من 30 ألف ممارس صحي بزيادة قدرها أربعة آلاف فرد مقارنة بالعام الذي يسبقه.

2020

وأقيم الحج في موسم 2020 في ظل وباء "كوفيد-19" الذي يسببه فيروس كورونا المستجد، وأعلنت المملكة العربية السعودية عن إجراءات استثنائية شملت قصر الحج على السعوديين والمقيمين داخل المملكة بأعداد لا تتجاوز 10 آلاف.

وقصرت الحج على من هم أقل من 65 عاما ولا يعانون من أمراض مزمنة، وألزمتهم بالخضوع لفحوص كورونا قبل الحج، وشددت على ضرورة مراعاة التباعد الاجتماعي أثناء أداء المناسك، وجهزت مستشفى متكامل وخصصت طواقم طبية لمرافقة الحجاج، وقامت بتطبيق حجر صحي على الحجاج لمدة 14 يوما بعد الحج.

2021

ويقام الحج في موسم 2021 ولا يزال العالم يعاني من وباء "كوفيد-19"، ولذلك لم تختلف الإجراءات كثيرا عن العام الماضي مع الاختلاف في بعض التفاصيل.

وكما العام الماضي، تقرر قصر إتاحة التسجيل للراغبين في أداء مناسك الحج على المواطنين والمقيمين داخل المملكة العربية السعودية فقط.

وتم الاشتراط على ضرورة أن تكون الحالة الصحية للراغبين في أداء مناسك الحج خالية من الأمراض المزمنة، وتقرر قصر الحج على الفئات العمرية من (18 إلى 65 عاماً) للحاصلين على اللقاح، وفق الضوابط والآليات المتبعة في المملكة لفئات التحصين (محصن، أو محصن أكمل جرعة واحدة وأمضى 14 يومًا، أو محصن متعافٍ من الإصابة).