أكمل حجاج بيت الله الحرام نفرتهم إلى مشعر مزدلفة بعد أن أتموا وقوفهم على صعيد عرفات، وذلك للمبيت بالمشعر، استعداداً لأعمال يوم النحر غداً الثلاثاء.
وكشف الأمين العام لنقابة السيارات عبدالرحمن المعيوف لـ"اتحاد وكالات أنباء منظمة التعاون الإسلامي (يونا)، أنه مع حلول العاشرة مساءً بتوقيت مكة المكرمة يكتمل نقل جميع الحجاج البالغ عددهم 60 ألفاً إلى مزدلفة، باستخدام أكثر من 1600 حافلة مجهزة بجميع متطلبات السلامة.
وأكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة السعودية الدكتور محمد العبدالعالي أن الحالة الصحية للحجاج مطمئنة، وأنه لم تسجل أي إصابة كوفيد-19 مرتبطة بالحج، وكذلك لم تسجل أي أمراض مؤثرة على الصحة العامة، لافتاً خلال المؤتمر الصحفي للحج اليوم الاثنين، إلى إشادة منظمة الصحة العالمية الخاصة بما يتعلق بمستوى جاهزية المملكة وقدراتها على إدارة حج هذا العام.
وأوضح أنه لم تسجل أي حالات وفاة بين الحجاج، مشيراً إلى أن الإجراءات الصحية التي اتخذت للحالات العادية تمت بشكل جيد وناجح.
وكشف المتحدث الرسمي لوزارة الحج والعمرة المهندس هشام سعيد أنه تم إنزال الحجاج في مناطق محددة على امتداد مخيمات كل منطقة بحسب الألوان، للمبيت بمشعر مزدلفة، تمهيداً للإفاضة إلى مشعر منى بعد منتصف الليل حسب الخطط الزمنية الموضوعة.
وتعتبر "مزدلفة" ثالث المشاعر المقدسة التي يمر بها الحجيج في رحلة مناسك الحج، حيث تقع بين مشعري منى وعرفات.
ويؤدي ضيوف الرحمن عقب وصولهم إلى مزدلفة صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير اقتداءً بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، والسنة أن يبيت الحجاج ليلتهم بمزدلفة حتى يصلوا بها الفجر، ورُخّص للنساء والضعفاء والأطفال الذهاب إلى منى آخر الليل، فإذا صلى الحاج الفجر يستحب له أن يقف عند المشعر الحرام، وهو جبل في مزدلفة، أو في أي مكان بمزدلفة ويستقبل القبلة ويكثر من ذكر الله تعالى والتكبير والدعاء بما يتيسر له، ثم ينصرف إلى التقاط حصوات الرمي، لرمي جمرة العقبة الكبرى والباقي يلتقطها من منى.
وأكملت الجهات الحكومية استعداداتها لتمكين الحجاج من أداء مناسكهم بيسر وسهولة، وسط إجراءات احترازية مكثفة.
وحرصت الجهات الأمنية على متابعة حركة الحجيج ونفرتهم إلى مشعر مزدلفة، والإشراف على أمنهم وسلامتهم، خلال إقامتهم بالمشعر.
وكثفت هيئة الهلال الأحمر السعودي استعداداتها بكامل طاقتها التشغيلية لخدمة الحجاج من خلال تجهيز 12 مركزا إسعافياً مدعومة بـ 98 من الكوادر الطبية العاملة في جميع التخصصات الإسعافية، وذلك لتقديم أرقى الخدمات الإسعافية خلال موسم الحج.
ويدعم الفرق الإسعافية في مزدلفة أسطول من سيارات الإسعاف المتطورة تضم أكثر من 40 سيارة إسعاف مزودة بأحدث الأدوات والأجهزة والتقنيات الطبية.
وهيأت وزارة الشؤون الإسلامية مسجد المشعر الحرام بكافة الاحتياجات من تطبيق للإجراءات الاحترازية، وتوفير عبوات ماء باردة والكمامات.
كما انتشرت مراكز الدفاع المدني في مشعر مزدلفة لضمان سلامة الحجاج، والتدخل عند أي طارئ مدعومة بفرق ميدانية متخصصة للإنقاذ والتدخل السريع.
وشدد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية العقيد طلال الشلهوب على أن نفرة الحجاج تمت وفقاً للتنظيمات المعتمدة، مشيراً إلى أن الجهات المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن استكملت استعداداتها لاستقبال الحجاج بعد عودتهم إلى منى فجر يوم غد الثلاثاء لرمي جمرة العقبة والإقامة في منى يوم عيد الأضحى وأيام التشريق.