إرم
غيب الموت اليوم السبت، السياسي الكويتي عبد المطلب الكاظمي، أول وزير نفط في دولة الكويت، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر يناهز 85 عاما.
ويعد الراحل الكاظمي، آخر من صافح الملك فيصل بن عبد العزيز قبيل اغتياله.
ونعت نخب كويتية، بينهم برلمانيون وأفراد من الأسرة الحاكمة وشخصيات معروفة، السياسي البارز الذي تولى مناصب عديدة وشغل عضوية مجلس الأمة، وعاصر خلال حياته أحداثا مهمة وبارزة شكلت عناوين من صفحات ذكرياته.
ولد عبد المطلب في تشرين الأول أكتوبر عام 1936، في عائلة مكونة من 10 إخوة وأخوات، احتل بينهم المركز الثامن، درس في مدرستي المباركية والروضة.
التحق الكاظمي بكلية التجارة في جامعة القاهرة وتخرج منها عام 1961، ثم عاد إلى الكويت وبدأ حياته المهنية في وزارة الأشغال العامة ثم انتقل إلى وزارة المالية.
وفي عام 1967، عاد الكاظمي لمقاعد الدراسة، حيث التحق بجامعة ”بولدر“ الأمريكية، ونال درجة الماجستير وعاد إلى الكويت مجددا ليبدأ رحلته في عالم السياسة.
فاز الكاظمي في انتخابات مجلس الأمة عام 1971، ثم كوَن قائمة للدورة التالية ونجح في انتخابات 1975.
عُيِّن الكاظمي وزيراً للنفط خلال الفترة الممتدة ما بين عامي 1975 و1978، ليصبح بذلك أول وزير نفط كويتي، بعد فصل وزارة النفط عن وزارة المالية، وعضو الوفد الكويتي لتأسيس منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).
شغل الراحل مناصب عديدة في مسيرته، منها عضويته في لجنة نزع الملكية للمنفعة العامة ومدير الميزانية العامة في وزارة المالية والنفط، وعضو مؤسس لشركة النقل البري الكويتية، وعضو مؤسس لشركة الكويت والخليج لصناعة السجاد، ورئيس مجلس إدارة الشركة العربية للتأمين وإعادة التأمين.
وسجلت مسيرة الكاظمي خلال توليه وزارة النفط أحداثا فارقة تاريخياً على الصعيد المحلي، وأبرزها تأسيس وزارة النفط، وقرار الكويت بتأميم نفطها عام 1975.
اغتيال الملك فيصل
وعلى الصعيد الخارجي، فقد عاصر الكاظمي حدثين بارزين، أولهما أنه كان شاهداً على عملية اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز وآخر من سلَم عليه قبيل إطلاق النار عليه بثوان في الحادثة الشهيرة التي وقعت عام 1975.
وكان الكاظمي آنذاك في زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، حيث ذكر في لقاءات صحفية سابقة أنه عند دخوله القاعة التي كان فيها الملك فيصل، أمسك بيده وانحنى لمصافحته ليسمع بنفس اللحظة صوتا لم يدرك ماهيته فورا، حتى سقط الملك فيصل وسمع أصواتا تطالب بالقبض على من أطلق الرصاص.
أما المحطة الثانية للكاظمي، فكانت اختطافه مع بقية وزراء ”أوبك“ خلال اجتماعهم في مدينة فيينا شتاء عام 1975، بعد أن هاجمتهم مجموعة يقودها إلييتشراميريز سانشيز، المعروف بـ“كارلوس الثعلب“، واستمرت عملية خطفهم قرابة يومين، حتى تم الإفراج عنهم بعد إجراء مفاوضات مع الخاطفين.