تواصل السعودية جهودها لإنشاء "مشروع نيوم" أحد أهم المشاريع المنوعة على مستوى العالم في بقعة جغرافية واحدة، ضمن رؤية المملكة 2030.
و"نيوم" بحسب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، "المدينة والمشروع والمجتمع المليوني، مشروع يحافظ على 95% من الطبيعة في أراضي نيوم، حيث صفر سيارات، وصفر شوارع، وصفر انبعاثات كربونية".
وتقع نيوم شمال غرب المملكة، على مساحة 26.5 ألف كيلو متر مربع، وتطل من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة الأردني بطول 468 كيلو متراً، ويحيط بها من الشرق جبال بارتفاع 2500 متر.
ومطلع العام الجاري، أعلن الأمير محمد بن سلمان، وهو كذلك رئيس مجلس إدارة شركة نيوم، إطلاق مشروع مدينة "ذا لاين" في نيوم؛ التي شكل نموذجا حضاريا لما يمكن أن تكون عليه المجتمعات الحضرية مستقبلا.
وستضم مدينة "ذا لاين" مجتمعات إدراكية مترابطة ومعززة بالذكاء الاصطناعي على امتداد 170 كم ضمن بيئة بلا ضوضاء أو تلوث، وخالية من المركبات والازدحام، واستجابةً مباشرة لتحديات التوسع الحضري.
وستعمل "ذا لاين" على تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 على صعيد التنويع الاقتصادي من خلال توفير 380 ألف فرصة عمل، والمساهمة بإضافة 180 مليار ريال سعودي (48 مليار دولار أمريكي) إلى الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030م.
وستعيد مدينة "ذا لاين" تعريف مفهوم التنمية الحضرية من خلال تطوير مجتمعات يكون فيها الإنسان محورها الرئيسي، وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من 150 عاماً، مما يعزز جودة الحياة، ويضمن الوصول إلى كافة مرافق الخدمات الأساسية.
وتمنح مدينة "ذا لاين" للحياة على الأرض معنى جديداً، وتعكس نهجاً لا مثيل له في تطوير مدن مستقبلية متناغمة مع الطبيعة، حيث ستعتمد بالكامل على الطاقة النظيفة بنسبة 100%، مع الحرص على تحقيق مستقبل إيجابي للكربون.
ويعدّ مشروع الهيدروجين الأخضر الجديد في نيوم الخطوة الأولى نحو إنشاء صناعة جديدة في نيوم والمملكة، حيث سيساهم في توفير فرص عمل وتعزيز النمو والتنوع الاقتصادي.
وفي الوقت ذاته سيرسخ مكانة نيوم كأحد المشاريع الرئيسية لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.
ويُعتبر الهيدروجين الأخضر شكلاً من أشكال الطاقة المتجددة التي يمكن استخدامها كوقود لوسائل النقل المختلفة ومحطات الطاقة وكذلك كمادة تغذية خضراء في عدد من الصناعات التحويلية مثل الفولاذ والإسمنت وإنتاج الأسمدة وغيرها.
ويَعتبر كثيرون هذا النوع من الهيدروجين أساساً للمواد الكيميائية الخضراء والوقود الأخضر واقتصاد الكربون الدائري. وتجعل هذه الاستخدامات الهيدروجين الأخضر مهماً بالنسبة إلى كبرى الشركات السعودية الرائدة مثل "أرامكو" و"سابك" و"معادن".
وتلتزم المملكة العربية السعودية بالريادة على مستوى العالم في استخدام الهيدروجين من أجل المساعدة على الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ومكافحة تغيّر المناخ.
وتستهدف نيوم لتكون رائدة في مجال الهيدروجين، إذ تعد إحدى المناطق القليلة في العالم التي يمكن فيها صُنع الهيدروجين الأخضر بشكل تنافسي وبكميات كبيرة بفضل مناخها الملائم ووفرة أشعة الشمس فيها.
حيث تجتمع فيها العوامل الطبيعية المناسبة لتوليد الطاقة النظيفة التي يمكن استخدامها في إنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره لتلبية احتياجات الأسواق المستورِدة مثل اليابان وأوروبا.
وستكون نيوم واجهة عالمية للاستخدامات المتعددة للهيدروجين الأخضر إذ تعتزم استخدامه في بناء اقتصادها الجديد القائم على التقنية وتحقيق طموحها بأن تصبح مُشغَّلَةً كليا بالطاقة المتجددة بنسبة 100%.