الدكتور انطوان خليفة مدير البرامج العربية وكلاسيكيات الأفلام في مهرجان البحر الأحمر السينمائي ، اسم صنع نفسه بقوة في المهرجانات العربية والاوروبية والعالمية ، فلطالما كان مسؤولاً عن مشاركة الأفلام الأوروبية والعربية في المهرجانات السينمائية الدولية مثل (كان ، برلين ، تورنتو ، البندقية ، روتردام ، القاهرة ، دبي ، الجونه ، ومؤخرا في مهرجان البحر الاحمر ) .

كما انه شارك في العديد من المشاريع السينمائية ، ونجح في أن جمع صناع أفلام عرب مع شركات إنتاج عربية وأوروبية، مما أدى إلى اسهامات فنية ستبقى في الذاكرة الفنية .

يقول حول ذلك على سبيل المثال فيلم «سكر بنات» أو «Caramel» كان من أكثر الأفلام رواجاً في مهرجان «كان» وتم بيعه إلى 26 دولة أجنبية من بينها استراليا، البرتغال، بريطانيا، حيث وصل عددها إلى 36 مع دول الشرق الأوسط .

وانا فخور بدوري في تعريف المخرجة " نادين لبكي" على المنتجة الفرنسية" آن دومنيك ثوسان " حيث تحدثت معها وآمنت بها وبقدراتها الاخراجية وانتجت لها الفيلم ، وايضا دوري في تسويق فيلم " عمارة يعقوبيان " الفيلم الذي لاقى استحساناً وقبولاً عالمياً وصُنِف من قبل العديد من النقاد بأنه من أفضل أفلام السينما العربية ، وايضا في "فيلم الرجل الذي باع ظهره " و هو فيلم درامي من إخراج كوثر بن هنية، والذي رشح لجائزة الأوسكار لعام 2021 .

واضاف اعمل حاليا كمدير البرامج العربية وكلاسكيات الأفلام في مهرجان البحر الأحمرالسينمائي، حيث اساهم في نجاح البرنامج بهدف زيادة ظهور صانعي الأفلام العرب و دعم وتحفيز نمو إنتاج الأفلام في الشرق الأوسط.

وحول مسيرته المهنية يقول " انطوان خليفة " أسعى دائما أن اصنع علاقات متينه مع مدراء المهرجانات وصناع السينما في العالم ، واحرص في علاقاتي ان تتجاوز مهام العمل ، واعتقد اني نجحت في ان اكون علاقات انسانية وصداقة مميزة معهم ، كما احرص دائما على متابعة الموهوبين من افلامهم الأولى والتواصل معهم بهدف مساعدتهم ، مضيفا أن في السينما تتساوى الجنسيات ولا يبقى منها الا التأثير الفني والانساني على الجماهير والنقاد .

يقول بسبب بحثي الدائم عن المفاجأت الجميلة والمبهرة في النصوص والأفلام والرؤية السينمائية والأفكار الجديدة سواء كانت في الأفلام أو المواهب في التمثيل أو الكتابة أو الإخراج ، فان شعور الشغف لم يفارقني للحظه، فالسينما عشقي منذ الطفولة وحتى صارت السينما مهنتي ،واعتقد أن الإنسان في طبيعته الفضول واكتشاف الأشياء الجديدة ، وهذا الشغف في مجال العمل بالسينما يجعله ممتع .

واوصى لمستقبل السوق السعودي السينمائي التوسع في فتح دور العرض السينمائية بشكل أكبر وقال من اللازم والمهم أن تخصص بعض الصالات وتعرض بها " افلام سعودية أو عربية "غير الأفلام المعروفة تجاريا ، لتشجيع الصناعة لافلام مغايرة خلاقة وابداعية .

مؤكدا سعي " مهرجان البحر الأحمر" ليكون ”بوابة إلى سوق السينما السعودية، ومبادر لدعم العاملين في صناعة السينما في السعودية، مؤكدا أنها منصة لخلق شبكة قوية من المعارف والعلاقات والشراكات بين السعودية والعالم.

واوضح ان المهرجان يغطي مجموعة من القصص عبر الأفلام المشاركة لهذا العام من مجتمعات متنوعة مثل العراق وفلسطين والجزائر وتونس ومصر ولبنان والمغرب بالاضافة الى المملكة العربية السعودية وهي قصص تتحدث عن الجوانب الأكثر تنوعًا في مجتمعاتنا ويميز بعضها هاجس الهوية ، كما كان صوت المرأة حاضرا بقوة .

وحول سؤاله بعيدا عن دوره المهني ، ودبلوماسية الإجابة المهنية ، حول ذائقته الفنية ، و نوعية الأفلام التى تؤثر فيه وتجعله اسيرا لها أجاب بأنها الأفلام التي تتقاطع ذاتيا مع صناعها ، مثل افلام فيديريكو فيلليني – المخرج الإيطالي الإنساني – فهو من أكثر السينمائيين اهتماماً بعرض سيرتهم الذاتية على الشاشة، والذي قال " إن كنت سأصنع فيلماً حول حياة شخص ما، فهي بالمحصلة ستكون حياتي" وهذا الاندماج يأخذني بعيدا ، فأنا مسحور بهذه النوعية من الأفلام ، كما ضرب مثل اخر بافلام المخرج السوري محمد الملص الذي يؤكد على التقاطع بين سيناريوهات أفلامه مع أجزاء وجوانب من سيرته الذاتية، وهكذا، كما في أدب السيرة الذاتية تصبح الحكاية الشخصية مدخلاً لاكتشاف الحدث التاريخي والسياسي في الفيلم .

وعلى صفات " الناقد السينمائي المتمكن" يقول انطوان أن يكون لديه شغف دائم ، وان يكون ذو خلفية ثقافية في المجالات الإنسانية كعلم الاجتماع أو التاريخ وليس بالضرورة أن يكون متخصص في السينما ، لكن عليه أن يكون متواضع ليكتشف عوالم السينما وليبرز العمل الفني وصناع العمل ، لا استعراض ذاته وثقافته .

وأضاف أن أفضل النقاد في العالم هم من تحولو لمخرجين ، وذكر بواسطة مقالات النقاد في الموجه السينمائية الجديدة في فرنسا حيث قام هؤلاء بوضع القاعدة لعدد من المفاهيم والتي تم دمجها لاحقا في " نظرية المؤلف" ، مثل فرنسوا تروفو، جان-لوك غودار، إريك رومير، كلود شابرول وجاك ريفيت حيث بدأوا نقادا في المجلة السينمائية الشهيرة دفاتر السينما (Cahiers du cinéma). وكان أندريه بازين أحد مؤسسي المجلة والمنظر السينمائي مصدر تأثير على تلك الحركة. حيث قاموا بتطبيق توجه أسلوبي مستحدث. حيث كانت ميزانيات الأفلام المتواضعة عاملا مساعدا للسينمائيين أن يستكشفوا الشكل الفني الجوهري ويجدوا، ما اعتبروه، طريقة أصدق وأسهل للإنتاج .

يذكر أن برنامج مهرجان البحر الأحمر يضم 138 فيلماً طويلاً وقصيراً من 67 بلداً بـ34 لغة، لمخرجين معروفين وأصوات جديدة واعدة تُكتشف لأول مرة، منها 25 فيلماً في عرض عالمي أول، و48 فيلماً في أول عرض عربي، و17 فيلماً في عرضها الأول في منطقة الخليج. كما سيشهد المهرجان حضور العديد من المواهب والنجوم المشاركة في هذه الأفلام.

ويقدّم المهرجان فرصة حقيقية لاكتشاف الجيل الجديد من المواهب السينمائية السعودية حيث يعرض 27 فيلماً طويلاً وقصيراً، تعكس تنوع وحيوية المجتمع السعودي، إضافة إلى تقديم قوالب وحكايات قد يكتشفها المجتمع الدولي للمرة الأولى، مما يفتح نافذة على مشهد سينمائي سعودي جديد وأعمال محلية قادرة على جذب الجماهير والمنافسة عالمياً.

وبالتزامن مع فعاليات المهرجان، يستضيف سوق البحر الأحمر من 8 إلى 11 ديسمبر برنامجاً غنياً يهدف إلى تعزيز التبادل المعرفي، وتحفيز الإنتاج المشترك، إضافة إلى دعم التوزيع الدولي، وخلق فرص جديدة للتعاون والتوزيع والإنتاج. منها سوق المشاريع الذي يضم 23 مشروعاً قيد التطوير، وورشة المشاريع قيد الإنجاز وهي أفلام في المراحل الأخيرة من إنتاجها. كما تتنافس المشاريع المشاركة في سوق البحر الأحمر على جوائز تتجاوز قيمتها 800 ألف دولار.