أعلن التحالف العربي الثلاثاء، بدء ضربات جوية متفرقة لمعاقل ومعسكرات جماعة الحوثي بالعاصمة اليمنية صنعاء، فيما أبدت دول عربية وغربية ومنظمات دولية دعمها ووقوفها إلى جانب الإمارات، بعد الهجوم الذي استهدف منشآت مدنية في أبوظبي.

وكان التحالف أعلن شن غارات جوية في صنعاء "استجابة للتهديد والضرورة العسكرية"، موضحا أنه استهدف "قيادات إرهابية" شمالي العاصمة اليمنية.

وأضاف أن "طائرات إف 15 الهجومية، دمرت منصتين لإطلاق الصواريخ الباليستية استخدمت في هجوم الاثنين"، مؤكداً على "محاسبة مرتكبي الهجمات العدائية على المدنيين في السعودية والإمارات".

وقال التحالف في بيان، إن قواته الجوية تنفذ عمليات جوية على مدار 24 ساعة فوق صنعاء، وطالب المدنيين بالابتعاد عن معسكرات وتجمعات الميليشيا الحوثية حرصا على سلامتهم.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية، عن المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، العميد الركن تركي المالكي، قوله الاثنين، إن الهجمات العدائية لجماعة الحوثي بتعمد استهداف المدنيين والأعيان المدنية والمنشآت الاقتصادية في كل من السعودية والإمارات تمثل "جرائم حرب يتوجب محاسبة مرتكبيها، كما أنها تدق ناقوس خطر وتهديد هذه المليشيا الإرهابية للأمن الإقليمي والدولي".

وأضاف المالكي أن قيادة القوات المشتركة للتحالف ستتخذ الإجراءات العملياتية اللازمة والضرورية لردع هذه السلوكيات العدائية ضد المدنيين والأعيان المدنية والمنشآت الاقتصادية بالمملكة والإمارات استجابة للتهديد، وتحقيقاً لمبدأ الضرورة العسكرية لحماية المدنيين والأعيان المدنية، ضمن دور ومهام قيادة القوات المشتركة للتحالف.

إدانات دولية

أبدت دول عربية وغربية ومنظمات دولية دعمها ووقوفها إلى جانب الإمارات، بعد اعتداء شنته جماعة الحوثي الاثنين، استهدف منشآت مدنية وحساسة في أبوظبي، في وقت أعلن فيه التحالف العربي في اليمن، بدء تنفيذ ضربات جوية لمعاقل ومعسكرات الجماعة في صنعاء.

وشنت الجماعة المتحالفة مع إيران هجوماً، قالت إنها استخدمت فيه صواريخ وطائرات مسيرة، ما أحدث انفجارات في شاحنات وقود وأودى بحياة 3 أشخاص وإصابة 6 آخرين وأشعل حريقاً قرب مطار أبوظبي، فيما قالت الإمارات إنها "تحتفظ بحق الرد" على تلك الهجمات واصفة إياها بأنها "جريمة نكراء أقدمت عليها ميليشيا الحوثي خارج القوانين الدولية والإنسانية".

وفي هذا الصدد قالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في بيان لها إن "ميليشيا الحوثي الإرهابية تواصل جرائمها دون رادع في مسعى منها لنشر الارهاب والفوضى في المنطقة في سبيل تحقيق غاياتها وأهدافها غير المشروعة"، داعية المجتمع الدولي إلى "إدانة" هذه الأعمال التي تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية ورفضها رفضاً تاماً، وفق ما أوردته وكالة أنباء الإمارات "وام".

السعودية والإمارات: "سنرد بحزم"

وفي هذا السياق، أكدت السعودية والإمارات أنهما ستردان "بكل حزم وقوة على جميع الممارسات والأعمال الإرهابية الجبانة التي تتعرضان لها من قبل مليشيا الحوثي، والتي تستهدف الأبرياء والأعيان المدنية والمنشآت الحيوية وتهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي"، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السعودية.

وشدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على أن "الأعمال الإرهابية" التي استهدفت بلديهما، "ستزيد من عزم البلدين وتصميمهما على الاستمرار في التصدي لها".

وجاء ذلك في اتصال أجراه ولي العهد السعودي الاثنين، بالشيخ محمد بن زايد، وبحثا خلاله شؤون المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأكد القائدان، أن "هذه الأعمال الإرهابية ستزيد من عزم البلدين وتصميمهما على الاستمرار في التصدي لتلك الأعمال الإرهابية العدوانية التي تنفذها قوى الشر والإرهاب التي عاثت في اليمن فساداً فقتلت أبناء الشعب اليمني واستمرت في نشر أعمالها الإرهابية بهدف زعزعة أمن المنطقة واستقرارها".

من جانبها، أوضحت وزارة الخارجية السعودية، أن المملكة "تعرضت للعديد من الهجمات الإرهابية من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية، ومنها ماتعرضت له اليوم (الثلاثاء) بمجموع 8 طائرات مسيّرة مفخخة استهدفت المدنيين بطريقةٍ متعمدة وممنهجة، وقد نجحت قوات التحالف بالتصدي لها، والهجوم العدائي الآثم على دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة (...) والذي تبنته المليشيا الحوثية".

وشددت المملكة على "موقفها الرافض وإدانتها لكل الهجمات الإرهابية العدوانية على المملكة والإمارات، التي تنفذها قوى الشر والإرهاب التي عاثت في اليمن الشقيق فساداً فقتلت أبناء الشعب اليمني العزيز واستمرت في نشر أعمالها الإرهابية بهدف زعزعة أمن المنطقة واستقرارها".

وأشارت إلى أنها قدمت العديد من المبادرات السياسية للوصول إلى حل سياسي شامل يجمع الأطراف اليمنية كافة، إلا أن "مليشيا الحوثي واصلت تعنتها بتنفيذ الهجمات الجبانة على أراضي المملكة والإمارات، واستهداف خطوط الملاحة الدولية وتعطيل المساعدات الإنسانية، مواصلةً بذلك انتهاكها الصارخ لجميع القوانين والأعراف الدولية".

إدانات غربية

أدانت الولايات المتحدة بشدة الهجوم الحوثي، إذ أعرب وزير خارجيتها أنتوني بلينكن في اتصال مع نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، عن "إدانة واستنكار بلاده" للهجوم الحوثي، معرباً عن "تعازيه لدولة الإمارات في ضحايا هذا العمل الإرهابي وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين".

وأفاد بيان صادر عن البيت الأبيض، بأن الولايات المتحدة تدين بقوة الهجوم الإرهابي في أبوظبي، كما شدد مستشار الأمن القومي جيك سوليفان في بيان على أن "التزام واشنطن بأمن الإمارات هو التزام راسخ"، مؤكداً "دعم الشركاء الإماراتيين في وجه كافة التهديدات التي تتعرض لها أراضيهم".

من جهتها، أدانت وزيرة الخارجية البريطانية إليزابيث تراس، الهجمات التي شنها الحوثيون على الإمارات، وقالت في تغريدة على حسابها في "تويتر" إنها تدين "بأشد العبارات" الهجمات التي وصفتها بأنها "إرهابية"، بعد مقتل 3 وإصابة ستة آخرين في هجوم على منشآت مدنية في أبوظبي.

وأفاد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، بأن بلاده تدين الهجوم على الإمارات، وتعتبره "تهديداً لاستقرار" المنطقة، في حين قال الاتحاد الأوروبي إن استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية أمر "غير مقبول"، وأضاف في بيان، أن الهجوم الذي استهدف منشآت تخزين نفط بالقرب من مطار أبوظبي وأسفر عن سقوط ضحايا وجرحى "يزيد من خطر تصعيد الصراع في اليمن ويقوض الجهود الرامية لإنهاء الحرب".

كما أعرب وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، خلال اتصال هاتفي بنظيره الإماراتي، عن تضامن بلاده الكامل مع الإمارات.

إدانات خليجية وعربية

من جهتها، أعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لهجوم الحوثيين، إذ اعتبرت وزارة الخارجية القطرية في بيان على "تويتر"، أن "استهداف المنشآت المدنية والمرافق الحيوية يعد عملاً إرهابياً ينافي كل الأعراف والقوانين الدولية".

وجددت دولة الكويت "استهداف المناطق المدنية في الإمارات، بطائرات مسيرة أطلقتها مليشيا الحوثي".

وقالت الخارجية الكويتية إن "استمرار استهداف مليشيا الحوثي المدنيين والمناطق المدنية، وإصرارهم على انتهاك قواعد القانون الدولي الإنساني، وتعمدهم الإضرار بأمن دول المنطقة واستقرارها، يؤكد خطورة سلوك هذه الميلشيات وضرورة تحرك المجتمع الدولي، لا سيما مجلس الأمن، لوضع حد لهذا السلوك العدواني وصيانة الأمن والسلم الدوليين".

وعبّرت وزارة الخارجية العُمانية عن "استنكارها وإدانتها"، مؤكدة على موقف السلطنة الثابت في "رفض العنف واستهداف المدنيين". ونقلت وكالة الأنباء العمانية عن الوزارة إعرابها عن "تضامن السلطنة مع الإمارات وتأييدها في ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها".

في حين، أدان نايف فلاح مبارك الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، في بيان، ما وصفه بـ "الهجوم الإرهابي الجبان"، قائلاً إن "الهجوم الذي شنته مليشيا الحوثي هو اعتداء إرهابي جبان، وجريمة حرب تعرض حياة المدنيين للخطر، وهو ما يتطلب محاسبة الإرهابيين بما يتوافق مع القانون الدولي والإنساني".

وأدان أحمد أبو الغيط، الأمين العام الجامعة الدول العربية، بـ"أشد العبارات الهجوم الذي دبرته ميلشيا الحوثي بالطائرات المسيرة على عدد من صهاريج المحروقات في مطار أبوظبي"، مؤكداً ضرورة "وقوف المجتمع الدولي صفاً واحداً في مواجهة هذا العمل الإرهابي الذي يُهدد السلم والاستقرار".

كما عبر وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإماراتي، عن تضامن بلاده مع الإمارات، مؤكداً بحسب البيان، "على متابعة ما نُقل عن ميليشيا الحوثي غير الشرعية بشأن تنفيذ عملية نوعية في العمق الإماراتي"، وأكد "على إدانة مصر لأي عمل إرهابي تقترفه ميليشيا الحوثي لاستهداف أمن واستقرار وسلامة الإمارات ومواطنيها".

وأكد وزير الخارجية المصري دعم بلاده "لكل ما تتخذه الإمارات من إجراءات للتعامل مع أي عمل إرهابي يستهدفها"، مشدداً على "موقف مصر الراسخ من دعم أمن واستقرار الإمارات العربية المتحدة، والارتباط الوثيق بين الأمن القومي المصري وأمن الإمارات الشقيقة، والعلاقات الأخوية الحميمة التي تربط بين شعبيّ البلدين".

وفي السياق، دان الملك الأردني عبد الله الثاني، خلال اتصال هاتفي مع ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، "الاعتداء الإرهابي الجبان على منشآت مدنية"، كما استنكرت وزارة الخارجية ورئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، "الاعتداء الإرهابي".

وقالت الخارجية الجزائرية في بيان إنها تدين "بأشد العبارات الهجمات التي استهدفت منطقة مصفح ومطار أبوظبي الدولي، مخلفة ثلاثة قتلى والعديد من الجرحى، وتتقدم بأخلص التعازي لعائلات الضحايا وتتمنى الشفاء العاجل للمصابين". وجددت الجزائر دعوتها لـ"تجنب التصعيد وتغليب لغة الحكمة والحوار لضمان مستقبل أفضل لشعوب المنطقة".

وفي الإطار، عبرت وزارة الخارجية العراقية عن "إدانتها الشديدة"، مؤكدة على موقف بغداد "بالوقوف ضد أي اعتداء ورفض التصعيد في المنطقة"، كما نقلت وكالة الأنباء العراقية "واع" عن وزارة الخارجية تجديدها للدعوة إلى حل الأزمات بالطرق السلمية.

من جانبه، أدان ملك المغرب محمد السادس، خلال اتصال مع الشيخ محمد بن زايد، بشدة "الهجوم المشين الذي استهدف أبرياء ومنشآت مدنية"، مقدماً خالص تعازيه للسلطات والشعب الإماراتيين إثر الخسائر البشرية، وتمنياته بالشفاء العاجل للجرحى.

وفي إطار التضامن الثابت بين البلدين، أكد ملك المغرب وقوف المملكة الدائم إلى جانب دولة الإمارات، و"تقديمها لجميع أشكال الدعم لهذا البلد الشقيق من أجل الدفاع عن أمنه القومي وحماية مواطنيه".

وأدانت وزارة الخارجية التونسية في بيان، الهجوم، قائلة في بيان إن "تونس تعرب عن تعاطفها وتضامنها التام مع دولة الإمارات ورفضها المطلق لكل الاعتداءات التي تستهدف أمن وسيادة هذا البلد الشقيق"، معربة عن رفضها للأعمال التي تقوض استقرار كامل المنطقة وتشكل خرقاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية.

كما أدانت وزارة خارجية جمهورية السودان بأشد العبارات "الاعتداء الإرهابي"، مؤكدة في بيانها، تضامن الخرطوم ووقوفه الكامل مع الإمارات، وأضافت الوزارة أن "مواصلة هذه الأعمال الإرهابية الآثمة على المدنيين في الدول الشقيقة يؤكد جلياً الخطر الذي تمثله هذه الميليشيا على الأمن والاستقرار في المنطقة وفي كل العالم". وكانت منظمات عدة بينها "المنظمة العربية لحقوق الإنسان" ومنظمة التعاون الإسلامي دانت الهجوم أيضاً.