مروان الجميلي


شهدت سوريا مؤخراً عودة لافتة وقوية للفصائل المسلحة، حيث تصاعدت نشاطاتها في شمال غربي البلاد مع شن هجمات منسقة تشير إلى تحولات جديدة في المشهد الميداني، ويبرز دور هيئة تحرير الشام بوصفها اللاعب الرئيسي في هذه التحولات.

سوريا إلى دائرة الضوء مجدداً

عاد الصراع في سوريا إلى دائرة الضوء بعد أن شن تحالف جديد من فصائل مسلحة هجومًا مفاجئًا، اجتاح مدينة حلب ثاني أكبر مدن البلاد، وهي المرة الأولى التي تستولي فيها الفصائل على أراضٍ في حلب منذ عام 2016، مما أدى إلى عودة الاقتتال في حرب لم تنته رسميًا بعد.

شرارة حلب

الصراع المتجدد، الذي قتل أكثر من 300 ألف شخص وأرسل ما يقرب من 6 ملايين لاجئ خارج البلاد، له أيضًا تداعيات واسعة النطاق في جميع أنحاء المنطقة وخارجها ما يجري في شمال سوريا منذ أيام أعاد للأذهان صور الحرب التي اشتعلت في البلاد بين 2012 و2020.

لماذا اشتعل الصراع الآن؟

بدأ الهجوم الموسع، يوم الأربعاء الماضي، بعد أن شكلت الفصائل السورية تحالفًا جديدًا يسمى «قيادة العمليات العسكرية» وسيطروا بسرعة على مناطق بمدينة حلب، ويقول السكان إنهم يسيطرون على جزء كبير من المدينة، ولم يواجهوا مقاومة تذكر على طول الطريق

ويقول المقاتلون إنهم يسعون إلى تحرير الأراضي وكانوا يردون على الهجمات المتزايدة من قبل القوات السورية الحكومية والجماعات المسلحة الموالية لإيران.

من يقود الهجوم؟

يقود الهجوم في حلب وريفي إدلب وحلب فصائل مسلحة تتصدرها «هيئة تحرير الشام»، وأعلن هذا التجمع الأحد، أنه واصل التقدم بمحيط حلب وسيطر على المدينة الصناعية في الشيخ نجار ، وبلدة خناصر والطريق الدولي المار منها باتجاه حلب شمالا وباقي المحافظات جنوباً.

عملية مفاجئة

سيطرت (هيئة تحرير الشام) وفصائل متحالفة معها على مدينة حلب بالكامل، باستثناء الأحياء الخاضعة لسيطرة «القوات الكردية»، حيث أصبحت المدينة لأول مرة خارج سيطرة الحكومة السورية منذ اندلاع النزاع لمسلح قبل سنوات، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

هجوم خاطف وإعادة تموضع

عزّز الجيش السوري انتشاره في محيط مدينة حماة، وسط سوريا، وفق ما أورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بعد تقدم فصائل مسلحة في شمال البلاد، في إطار هجوم مباغت، تعهد الرئيس بشار الأسد بـ«دحره» وأسفر الهجوم عن مقتل أكثر من 330 شخصاً منذ بدء الاشتباكات.

أين تقف تركيا؟

تركيا تقول إنها تراقب عن كثب ما يحدث في سوريا، وتؤكد أنه ليس لها علاقة مباشرة بما يجري، ولكن في الوقت ذاته، ووفقا للبيانات الرسمية في أنقرة، تحمل تركيا النظام السوري مسؤولية الوضع، حيث اتهمته بعدم الالتزام باتفاق «أستانا»، ومواصلة قصف مواقع المعارضة السورية في محافظة إدلب.

رأس حربة إيران في حلب

عادت مليشيات النجباء العراقية إلى الواجهة مجددًا في سوريا، إثر التطورات التي تشهدها مدينتا حلب وإدلب، وسقط نحو 30 عنصرًا من الميليشيا خلال الاشتباكات، وتم نقل بعضهم إلى العراق، في حين طلبت الحركة تعزيزات جديدة من معسكرات التدريب في محافظة ديالى ومعسكر جرف الصخر في بابل.