في خطوة غير مسبوقة منذ أكثر من خمسة عقود، تشن إسرائيل سلسلة من الهجمات المكثفة على المنشآت العسكرية ، مستهدفةً معظم قواعد الجو السورية باستخدام مئات الطائرات المقاتلة والطائرات المختلفة.
تأتي هذه الهجمات في إطار ما يصفه الخبراء بفرصة تاريخية إسرائيلية للقضاء على آخر معقل جوي أمامها، إذ دمرت أسرابًا كاملة من الطائرات الميغ والسوخوي، محققة ضربة قاضية لسلاح الجو السوري الذي لا يملك القدرة على مقاومة التفوق الجوي الإسرائيلي.
وقال صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، في تقرير لها، إن سلاح الجو السوري بات اليوم على وشك الدمار تماما نتيجة الضربات الإسرائيلية المكثفة، والتي استهدفت أغلب مواقع ومخابئ الطائرات الحربية.
ومنذ سقوط نظام الأسد، نفذ الجيش الإسرائيلي نحو 300 هجوم على أهداف عسكرية سورية، شملت تدمير قواعد جوية ونقاط دفاع جوي متقدمة في مختلف أنحاء سوريا.
ويُتوقع، وفقًا لمصادر استخباراتية غربية، أن سلاح الجو السوري قد يُدمَّر بشكل شبه كامل في الأيام القادمة، مما يجعل قدرة الفصائل على استخدام الطائرات أقل من القدرة الإسرائيلية، وهو ما يعزز التفوق الجوي لإسرائيل في المنطقة.
إلى جانب الهجمات الجوية، دمرت إسرائيل العديد من البطاريات المضادة للطائرات المتقدمة المنتشرة في سوريا، وهو ما يعتبر خطوة استراتيجية لخفض فعالية الدفاعات الجوية السورية التي تُعد من الأكثر كثافة في العالم.
كما تم تدمير العديد من الأنظمة المضادة للطائرات التي كانت قد تم ترميمها وتحديثها بواسطة روسيا في العقد الماضي، في وقت كانت فيه القوات الروسية قد عملت على تعزيز قدرات النظام السوري العسكرية.
وتتواصل الهجمات على مدار الساعة، حيث استهدفت الطائرات الإسرائيلية أيضًا منشآت علمية وبحثية، خاصة تلك المرتبطة بالصواريخ والأسلحة الكيميائية في دمشق وحلب.
على الأرض، تمكنت قوات الجيش الإسرائيلي من احتلال عشرات المواقع العسكرية السورية في محاولة لمنع وقوع الأسلحة الثقيلة والصواريخ في أيدي الجماعات المسلحة.
وقد ركزت الهجمات الإسرائيلية على تدمير مخازن الأسلحة والصواريخ التي قد تستخدم ضد مصالحها.
وأعلنت إسرائيل أنها تنفذ هذه الهجمات في إطار "حماية الأمن القومي" والوقاية من "السيناريوهات المتطرفة"، حيث أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الهدف هو منع وقوع الأسلحة الكيميائية والصواريخ بعيدة المدى في أيدي "المجموعات المتطرفة التي قد تهدد إسرائيل مستقبلا" على حد تعبيرهاً.