وليد صبري

ربما لم يمر عام على الأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع، مثل عام 2024، حيث ترك بصمة حزينة وذكرى سيئة في الأذهان، لذلك فهو يصنّف على أنه عام غير عادي، خاصة وأنه كان عام الحروب، والاغتيالات، والفوضى، والأزمات الجيوسياسية، والانقلابات، والانتخابات، بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية.

وخلال العام الجاري، واصلت إسرائيل حرب الإبادة الجماعية على غزة، والتي أسفرت حتى كتابة هذه السطور عن استشهاد 45541 فلسطينياً، وإصابة 108338 آخرين، أغلبيتهم من النساء والأطفال.

ونتيجة هذا العدوان وحرب الإبادة الجماعية، لحقت أضرار جسيمة بالاقتصاد الفلسطيني، ما أدى إلى أزمة غير مسبوقة، وأسفرت عن عدد هائل من الضحايا ونزوح 1.9 مليون شخص.

وتُظهر تقديرات للبنك الدولي، أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي شهد انخفاضاً كبيراً، حيث انكمش اقتصاد الضفة الغربية بنسبة 23% في النصف الأول من عام 2024. بينما شهدت غزة تراجعاً بنسبة 86% بالناتج المحلي الإجمالي خلال نفس الفترة.

وفي إسرائيل، كانت الخسائر قوية بسبب عدوانها على قطاع، إذ تتجه البلاد لتسجيل عجز لم يسبق تسجيله منذ مطلع الألفية الحالية على الأقل، عند 7.7% من الناتج المحلي الإجمالي، بعدما كانت التقديرات السابقة تبلغ 6.6%.

وامتدت الحروب الإسرائيلية لتشمل «حزب الله» وإيران، وقد كان العام الجاري بحق عام المواجهات بين إسرائيل من جهة، وإيران وميليشياتها من جهة أخرى.

وشهدت سوريا تغييراً جذرياً مع الإطاحة بنظام بشار الأسد القائم منذ فترة طويلة.

واستمرت الحرب الأهلية في السودان مع معاناة إنسانية واسعة، تضمّنت وفاة آلاف الأشخاص ونزوح الملايين، بينما فشلت الجهود الدولية في التوصّل لحل.

وانسحب الرئيس الأمريكي جو بايدن من السباق الرئاسي، وتعرّض دونالد ترامب لمحاولة اغتيال، وأُدين بـ34 جناية، ورغم ذلك، أُعيد انتخابه، عقب فوزه على كامالا هاريس. من جهة أخرى، وبحسب تقارير بثتها وسائل إعلام عربية وغربية، تراجع التضخّم في معظم الاقتصادات في أنحاء العالم في عام 2024، لكن الناخبين كان لهم رأي آخر حيث عاقبوا الأحزاب الحاكمة.

وشهد عام 2024 موجةً من الانتخابات في نحو 80 دولة تمثل 4 مليارات شخص، فيما صعد اليمين المتطرّف إلى الساحة في معظم دول أوروبا.

وقد عاقب الناخبون حول العالم الأحزاب الحاكمة، حيث خسرت أحزاب بارزة في دول مثل الهند، واليابان، وجنوب أفريقيا مقاعدها واضطرت إلى تشكيل حكومات ائتلافية. وأوصل الناخبون في كوريا الجنوبية المعارضة إلى البرلمان الذي شُكّلت فيه أغلبية. وفي أوائل ديسمبر، فرض الرئيس الكوري الجنوبي الأحكام العرفية، وهي الخطوة التي سرعان ما أبطلها البرلمان.

وواصلت موسكو حربها ضد أوكرانيا، وحقّقت مكاسب ملحوظة على الأرض، فيما وعد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بإنهاء الحرب في يوم واحد.

وشهد العام الجاري إنجازات فضائية كبيرة مثل هبوط اليابان على القمر واكتشافات محتملة للحياة على المريخ.

وفي عالم الأعمال، كافحت الشركات في مختلف أنحاء العالم بشأن كيفية التكيّف مع الذكاء الاصطناعي.

وشهد 2024، تقدّماً كبيراً في تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى تحسين قدرات توليد الصور والنصوص والفيديوهات.

من جانبها، أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن التغيّر المناخي تسبّب في أحوال جوية قصوى وحرارة قياسية خلال عام 2024، داعيةً العالم إلى التخلّي عن «المسار نحو الهلاك».

ومن المُتوقع أن يكون 2024 العام الأكثر دفئاً على الإطلاق، حسب المنظمة التابعة للأمم المتحدة. وقد شهدت هذه السنة أيضاً نسبة قياسية من انبعاثات غازات الدفيئة.