في تطورات حديثة تشير إلى احتمال قرب انتهاء الحرب في قطاع غزة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نتائج اجتماع طويل ومثمر عقده ممثلوه مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن الوضع في غزة. وفي منشور له، أكد ترامب أن إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لتثبيت وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا، بهدف العمل مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب نهائيًا. وأشار إلى الدور الكبير الذي لعبته قطر ومصر في هذه الجهود، حيث ستقومان بتسليم الاقتراح النهائي للأطراف المعنية. وحث ترامب حركة حماس على قبول هذا الاتفاق، محذرًا من أن الوضع قد يزداد سوءًا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.
في الوقت نفسه، أفادت تقارير إعلامية بأن الجيش الإسرائيلي أزال، لأول مرة منذ بداية الحرب، جميع مستوطنات قطاع غزة من تصنيف "المنطقة العسكرية المغلقة". ويأتي هذا القرار عقب قرار الحكومة الإسرائيلية بإزالة العوائق الأمنية التي كانت تحول دون عودة السكان إلى هذه المستوطنات.
أهداف إسرائيل المعلنة لإنهاء الحرب ومدى تحقيقها
أعلنت إسرائيل عن عدة أهداف رئيسية للحرب في قطاع غزة. فيما يلي الأهداف المعلنة ومدى تحقيقها بناءً على التطورات الحالية:
عودة سكان غلاف غزة إلى ديارهم بأمان:
وفقاً للإعلان الأخير تم تحقيق هذا الهدف بشكل كبير. إزالة تصنيف "المنطقة العسكرية المغلقة" عن جميع مستوطنات القطاع، وإلغاء العوائق الأمنية التي كانت تمنع عودة السكان، يشير إلى أن إسرائيل قد اتخذت خطوات ملموسة لتسهيل عودة سكان غلاف غزة إلى منازلهم.
استعادة جميع الرهائن:
لم يتحقق هذا الهدف بالكامل. على الرغم من التقدم في المفاوضات، بما في ذلك الإعلان عن وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا قد يشمل إطلاق سراح بعض الرهائن، إلا أن هناك ما يقرب من 50 رهينة، منهم 20 على الأقل يُعتقد أنهم على قيد الحياة، لا يزالون محتجزين لدى حماس. إسرائيل اقترحت توزيع إطلاق سراح الرهائن على مراحل خلال الهدنة المؤقتة، لكن الاتفاق النهائي لم يُبرم بعد.
القضاء على حكم حماس عسكريًا وسياسيًا:
لم يتحقق هذا الهدف بالكامل. على الرغم من الضربات العسكرية الإسرائيلية التي أضعفت قدرات حماس، إلا أن الحركة لا تزال تملك نفوذًا عسكريًا وسياسيًا في القطاع. التطورات الأخيرة، مثل المفاوضات حول وقف إطلاق النار، تشير إلى أن إسرائيل قد تحول تركيزها نحو حلول دبلوماسية بدلاً من القضاء التام على حماس.
ضمان عدم تشكيل غزة تهديدًا أمنيًا مستقبليًا:
تحقق هذا الهدف جزئيًا. إزالة تصنيف المنطقة العسكرية المغلقة عن المستوطنات تشير إلى تقليل القيود الأمنية في بعض المناطق، لكن استمرار النشاط العسكري في بعض طرق القطاع يعكس أن إسرائيل لا تزال تحتفظ بإجراءات أمنية لمنع أي تهديدات محتملة.
دلالات هذه التطورات
تُعتبر هذه التطورات مؤشرات قوية على اقتراب نهاية الحرب في غزة. فإزالة تصنيف "المنطقة العسكرية المغلقة" عن مستوطنات القطاع تُعد خطوة رئيسية نحو تحقيق هدف عودة السكان، وهو أحد الأهداف المعلنة لإسرائيل. هذا القرار يعكس تحولًا في السياسة الإسرائيلية، قد يكون مدفوعًا بالضغوط الدولية، بما في ذلك الجهود الأمريكية بقيادة ترامب، للوصول إلى حل دبلوماسي ينهي الصراع.
إضافة إلى ذلك، يُظهر الإعلان عن وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، بدعم من قطر ومصر، جدية الأطراف في السعي نحو تهدئة شاملة. هذا الاتفاق، إذا تم قبوله من قبل حماس، قد يفتح الباب أمام مفاوضات أوسع لتحقيق سلام دائم في المنطقة، وربما يساهم في استعادة المزيد من الرهائن.
التحديات المتبقية
على الرغم من هذه المؤشرات الإيجابية، لا تزال هناك تحديات كبيرة. قبول حماس للاتفاق المقترح ليس مضمونًا، خاصة في ظل الخلافات حول تفاصيل إطلاق سراح الرهائن وشروط الهدنة. كما أن استمرار النشاط العسكري الإسرائيلي في بعض طرق القطاع يشير إلى أن الوضع لم يستقر بالكامل بعد. علاوة على ذلك، فإن الضغوط السياسية الداخلية في إسرائيل، خاصة من جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قد تؤثر على تنفيذ هذه الخطوات.
الخلاصة
تشير التطورات الأخيرة، بما في ذلك إعلان ترامب عن وقف إطلاق النار المقترح وإزالة تصنيف المنطقة العسكرية المغلقة عن مستوطنات غزة، إلى تقدم ملحوظ نحو إنهاء الحرب. وقد تحقق هدف عودة سكان غلاف غزة بشكل كبير، بينما لا تزال أهداف استعادة جميع الرهائن والقضاء على حكم حماس وتأمين غزة كمنطقة غير مهددة قيد التحقيق الجزئي. يبقى نجاح هذه الجهود مرهونًا بالتزام جميع الأطراف بالاتفاقيات المقترحة والعمل المشترك لتحقيق السلام.