حذّرت دولة الإمارات العربية المتحدة من أنّ أي محاولة لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة ستشكل "خطاً أحمر" بالنسبة لأبوظبي، وستعرّض اتفاقات أبراهام لخطر الانهيار.

موقف إماراتي ثابت منذ 2020

قالت لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية ومبعوث الوزير، في تصريحات لوكالة رويترز:"منذ البداية، نظرنا إلى الاتفاقات كوسيلة تمكّننا من مواصلة دعم الشعب الفلسطيني وتطلعاته المشروعة نحو دولة مستقلة. كان هذا موقفنا عام 2020، وما زال موقفنا اليوم".

روح اتفاقات أبراهام على المحك

أكدت نسيبة أنّ ضم الضفة "سيقوّض بشكل خطير رؤية وروح اتفاقات أبراهام، وينهي مساعي الاندماج الإقليمي، ويغيّر الإجماع الدولي حول مسار الصراع، القائم على حل الدولتين".وأضافت: "ندعو الحكومة الإسرائيلية إلى تعليق هذه الخطط. لا يمكن السماح للمتطرفين، من أي طرف، أن يحددوا مسار المنطقة".

تهديدات من اليمين الإسرائيلي

يأتي الموقف الإماراتي بعدما عرض وزير المالية الإسرائيلي المتشدد بتسلئيل سموتريتش خطة لضم معظم الضفة الغربية، داعياً رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى "اتخاذ قرار تاريخي بتطبيق السيادة الإسرائيلية على كل المناطق المفتوحة في «يهودا والسامرة»".كما وافقت إسرائيل مؤخراً على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في منطقة E1 قرب القدس، ما يقوّض إمكانية قيام دولة فلسطينية متصلة.

رؤية الإمارات للسلام

أوضحت نسيبة أنّ اتفاقات أبراهام، التي وُقّعت عام 2020 بوساطة أمريكية خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب، بُنيت على "رؤية للسلام قائمة على الازدهار والتعايش والتسامح".وأضافت: "بالنسبة للإمارات، عكست الاتفاقات قناعة بأن الشرق الأوسط قادر على تجاوز الصراع نحو مستقبل أكثر استقراراً وأملاً".وأشارت إلى أنّ وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد وصفها حينها بأنها "بداية اتجاه جديد نحو شرق أوسط أفضل"، وشكر نتنياهو على تجميد قرار ضم أراضٍ فلسطينية.

تحذير من "دفن حل الدولتين"

اتهمت نسيبة الحكومة الإسرائيلية بالسعي، عبر هذه الخطط، إلى "دفن فكرة الدولة الفلسطينية".وقالت: "يجب أن يتوقف العنف، وأن يُفرج عن جميع الرهائن، وأن تُجرّد حماس من السلاح ولا تعود قادرة على السيطرة على غزة أو شعبها".وأكدت أنّ المرحلة المقبلة يجب أن تغيّر مسار الصراع وتفتح أفقاً حقيقياً لحل الدولتين، من خلال استعادة النظام في غزة، وحوكمة فلسطينية موثوقة ومصلحة، وتوحيد الضفة وغزة.

مواقف إماراتية سابقة

وكانت الإمارات قد أصدرت الشهر الماضي إدانة شديدة لتوسع الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية واستمرار العمليات العسكرية في غزة، مؤكدة أن هذه الممارسات تهدد السلام والاستقرار والظروف الإنسانية في المنطقة. كما أدانت تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى".