يتوافد أكثر من 140 رئيس دولة وحكومة إلى نيويورك، الأسبوع الحالي، لحضور فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تهمين عليها قضايا الصراعات، لا سيما في قطاع غزة وسط تصعيد إسرائيلي متواصل وجمود بالمفاوضات.
وستكون قضية غزة حاضرة، بشكل لافت، وسط اعترافات غربية بدولة فلسطين، في أورقة الأسبوع الأممي المهم سنوياً، وفق تقديرات خبير فلسطيني تحدث لـ«الشرق الأوسط»، وسط آمال أن تحقق اختراقاً دبلوماسياً لاحقاً، حال ضغطت واشنطن على إسرائيل وأوقفت حالة الانحياز التي تعطل مسار التهدئة منذ نحو شهرين.
ورأى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية»، السبت، أنه على العالم «ألا يخشى» ردود الفعل الإسرائيلية على الاعتراف بدولة فلسطينية، معتبراً أن إسرائيل تواصل سياسة تقضي بتدمير قطاع غزة وضمّ الضفة الغربية «سواء قمنا بما نقوم به أم لا، هذه الإجراءات ستستمر».
ويرى في تلك الخطوات الداعمة لغزة «فرصة لحشد المجتمع الدولي من أجل ممارسة الضغط لمنع حدوث ذلك التدمير أو الضم».
وستهيمن على انعقاد الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة هذه السنة «مسألة الحرب بين إسرائيل وحركة (حماس) في قطاع غزة ومستقبل الفلسطينيين، ومع انعقاد مؤتمر يوم الاثنين على هامشها برئاسة فرنسا والمملكة العربية السعودية يتوقّع أن تعلن خلاله دول عدّة على رأسها فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين»، حسب ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، السبت.
وأعلنت البرتغال، في بيان لـ«الخارجية» أنها ستعترف رسمياً، الأحد، بدولة فلسطين، وذلك عشية اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث من المقرر أن تتخذ نحو 10 دول أخرى الخطوة نفسها، منها فرنسا وبريطانيا وكندا ومالطا وأستراليا، وسط تلويح إسرائيلي بإجراءات مضادة تشمل ضماً تدريجياً بالضفة، حسب الوكالة.
ومن أصل 193 دولة عضواً في الأمم المتحدة، تعترف 149 دولة على الأقل بدولة فلسطين التي أعلنها الرئيس الراحل ياسر عرفات في الجزائر عام 1988.
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني، د. أيمن الرقب، أنه سيكون هناك حراك دبلوماسي عربي ودولي لإحداث اختراق دبلوماسي في ملف التهدئة بغزة بمحادثات الأسبوع الأممي. إلا أنه «غير متفائل بالنتائج في ظل الانحياز الأميركي لإسرائيل وتصعيدها بالقطاع ورفض الاعترافات بدولة فلسطين، بخلاف الجمود الكبير في المفاوضات بعد هجوم إسرائيل على الفريق التفاوضي الفلسطيني بالدوحة في 9 سبتمبر (أيلول) الحالي».
لكن لا تزال قضية الهدنة في غزة والرهائن حاضرة لدى الوسطاء رغم التصعيد الإسرائيلي، واستعرض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره السنغافوري ثارمان شانموجار أتنام، في القاهرة، السبت، «تطورات الجهود المصرية للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى».
وواصل الجيش الإسرائيلي هجومه على مدينة غزة والقطاع بالكامل، السبت، مدمراً «بعض الأنفاق والمباني الملغومة» في هجمات قالت سلطات الصحة في قطاع غزة إنها أودت بحياة 34 فلسطينياً، حسب ما ذكرته «رويترز».
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه هدم ما يصل إلى 20 من أبراج مدينة غزة خلال الأسبوعين الماضيين، وإنه يعتقد أن نحو 350 ألف شخص غادروا المدينة منذ بداية شهر سبتمبر الحالي، ومع ذلك لا يزال هناك 600 ألف تقريباً في المدينة.
ويدخل في هذا العدد بعض الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم «حماس»، والذي نشر جناحها العسكري صورة مجمعة للرهائن على «تلغرام» في وقت سابق، السبت، محذراً من أن حياتهم معرضة للخطر بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة.
ونفت «القناة 12» الإسرائيلية، السبت، ما أشار إليه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مؤتمر صحافي، حول أن عدد القتلى من الرهائن يقارب الأربعين، فيما شدد منسق شؤون الأسرى والمفقودين في إسرائيل، جال هيرش، أن «لا تغيير في المعلومات المعلنة حتى الآن».
وأكد الرقب أن إسرائيل غير معنية بالرهائن خلال تصعيدها، وكذلك ترمب يتحدث عن أرقام مرتفعة للغاية في رسالة أنه يجب تجاوز هؤلاء الأسرى وعدم النظر لهم بعين الاعتبار، مشيراً إلى أن الجهد المصري والقطري سيتواصل من أجل تحقيق اختراق قريب في هذا الجمود الحالي بالمفاوضات لو لم تغير واشنطن انحيازها الحالي لإسرائيل.