تتحول العاصمة السعودية الرياض إلى وجهة عالمية ومركز ثقل لصناعة التأمين، حيث تستعد لاحتضان مؤتمر ومعرض التأمين العالمي (ingate)، الذي سيشهد مشاركة عربية ودولية واسعة هي الأكبر من نوعها في المنطقة. ويُعقد هذا الحدث العالمي تحت رعاية وزير المالية السعودي، الأستاذ محمد بن عبدالله الجدعان، خلال الفترة من 10 إلى 12 نوفمبر، ليرسّخ مكانة المملكة كمركز رائد ومحوري في القطاع المالي الإقليمي والعالمي، وقائداً للحوار حول مستقبل الصناعة.

ويُعد المؤتمر، الذي تنظمه هيئة التأمين السعودية، ملتقىً دولياً استثنائياً يجمع تحت سقف واحد نخبة من العقول القيادية وصناع القرار والخبراء في قطاع التأمين العالمي يمثلون أكثر من 150 جهة محلية وعالمية، تشمل كبرى شركات التأمين وإعادة التأمين العالمية من مختلف القارات، التي تبحث عن فرص واعدة، بالإضافة إلى رواد الابتكار والتقنية الذين يقودون التحول الرقمي في القطاع، وسيثري فعاليات المؤتمر أكثر من 100 متحدث من مختلف دول العالم، سيشاركون رؤاهم وخبراتهم في أكثر من 40 جلسة حوارية وورشة عمل متخصصة، لتبادل المعرفة المتقدمة.

ولتعزيز دوره في رسم خارطة طريق واضحة لمستقبل هذه الصناعة الحيوية، بما يتوافق مع أهداف رؤية السعودية 2030، ويتكامل مع الأولويات الوطنية الأخرى، يناقش المؤتمر أربعة محاور أساسية هي أولاً: إعادة تصور التنظيم الرقابي: تعزيز الثقة كقيمة مالية عالمية جديدة، ثانياً: منافذ التمويل الرأسمالي: التأمين، الوجهة الاستثمارية الواعدة، ثالثاً: التحوّل الذكي في التأمين: وإعادة ابتكار مستقبل الحماية، ورابعاً: الإنسان والكوكب: مستقبل التأمين من خلال تنمية رأس المال البشري، الشمول المالي ومبادئ الاستدامة.

ويهدف "ingate" إلى أن يكون أكثر من مجرد مؤتمر، بل منصة حيوية لتوسيع نطاق التعاون الدولي الفعال وبناء الجسور بين الأسواق، حيث يتيح هذا التجمع الواسع فرصة فريدة للمشاركين من المنطقة العربية للتواصل المباشر مع نظرائهم من الأسواق العالمية الرائدة في أوروبا وآسيا والأمريكتين، وستركز النقاشات على استشراف آفاق مستقبل التأمين، ومناقشة التحديات المشتركة كالمخاطر السيبرانية وتأثيرات تغير المناخ، واستكشاف الحلول المبتكرة التي يمكن أن تسهم في تعزيز مرونة الاقتصادات ودعم استقرارها المالي.

إن هذا التنوع الكبير في المشاركين يضمن حواراً شاملاً وعميقاً يغطي كافة جوانب الصناعة، من الأطر التنظيمية إلى التحولات التقنية وتطوير الكفاءات البشرية، وهو ما يسهم في فتح آفاق جديدة للنمو الاقتصادي المستدام.

ومن المتوقع أن يستقطب المعرض المصاحب للمؤتمر أكثر من 7,000 زائر على مدى ثلاثة أيام، وسيشكل القلب النابض لعرض الابتكار والحلول التقنية للشركات المحلية، ومنصة للشركات المحلية والعربية لعرض خدماتها ومنتجاتها المبتكرة أمام جمهور عالمي من المستثمرين والشركاء المحتملين، كما سيكون المعرض نافذة للمشاركين الدوليين للاطلاع على الفرص الاستثمارية الضخمة في السوق السعودي والأسواق الإقليمية.

إن احتضان الرياض لهذا الحدث العالمي بمثل هذه المشاركة الواسعة لا يعكس فقط الثقة الدولية المتزايدة في اقتصاد المملكة العربية السعودية وبيئتها الاستثمارية، بل يؤكد أيضاً دورها المحوري، في قيادة الحوار الاقتصادي العالمي، وفتح آفاق جديدة للنمو، وبناء مستقبل أكثر أماناً وازدهاراً للمنطقة والعالم بأسره.