شن وزير أمريكي سابق هجوما عنيفا على الملياردير إيلون ماسك بعد شرائه حصة في شبكة ”تويتر“ بقيمة 2.64 مليار دولار، قائلا إن أغنى شخص في العالم لا يهدف إلى تحرير الشبكة والإنترنت بل يسعى في الحقيقة إلى السلطة.

ولفت روبرت رايش في مقال نشرته صحيفة ”الجارديان“ البريطانية الثلاثاء، إلى أن ماسك رئيس شركة ”تسلا“ الأمريكية للسيارات الكهربائية، لم يكن سعيدا عندما قررت ”تويتر “ حجب الرئيس السابق دونالد ترامب لتغريداته التحريضية ومستخدمين آخرين.

وأشار إلى أن تلك القرارات كانت ضرورية لحماية الديمقراطية الأمريكية، لكن ماسك الذي له أكثر من 80 مليون متابع على تويتر لم يكن سعيدًا، مضيفا أن ”ماسك غرد قائلاً إن شركات التكنولوجيا الأمريكية لا ينبغي أن تتصرف بصفتها الحكم الفعلي لحرية التعبير“.

وقال رايش ”يواصل ماسك إخبار أتباعه بكل أنواع الأشياء... لا أتفق مع العديد من مواقفه لكن منذ أن نشرت تغريدة قبل عامين تنتقده بسبب طريقة معاملته لعماله في تسلا قام بحظري على صفحته ولم يعد بإمكاني مشاهدة أو إرسال انتقادات لمتابعيه عبر تغريداته“.

وتابع رايش ”تبدو خطوة غريبة بالنسبة لشخص يصف نفسه بأنه داعم حرية التعبير.. يؤيد ماسك حرية التعبير لكن ما يفعله في الواقع يتعلق بالسلطة فقط.. هذه السلطة هي التي دفعت ماسك إلى شراء حصة في تويتر ما جعله أكبر مساهم فردي“.

تحسينات كبيرة

وأشار رايش إلى أنه في الأسبوع الماضي، أعلن ماسك أنه سينضم إلى مجلس إدارة ”تويتر“ وأعطى وعودا بـ ”تحسينات كبيرة“ في النظام الأساسي، إلا أنه أُعلن يوم الأحد، أنه لن ينضم إلى مجلس إدارة تويتر.

وبحسب رايش، لم يتم إبداء أي سبب ولكن ربما يكون ذلك جزءًا من مساومة لأن ”ماسك لم يكن ليدفع 2.64 مليار دولار من أجل لا شيء“.

ورأى رايش أن ماسك غير رأيه لأنه لن يستطيع شراء مزيد من أسهم ”تويتر“ إذا ما انضم لمجلس الإدارة وأنه قرر عدم الانضمام بهدف السيطرة الكاملة على الشركة.

وتساءل رايش ”ما هي التحسينات التي يفكر فيها ماسك على تويتر؟.. هل سيستخدم نفوذه عبر الشبكة لمنع المستخدمين الذين لديهم عشرات الملايين من المتابعين من حظر الأشخاص الذين ينتقدونهم؟.. أنا أشك في ذلك.. هل سيستخدم ماسك نفوذه للسماح لترامب بالعودة إلى تويتر؟.. أخشى أنه سيفعل ذلك“.

حرية التعبير

وأضاف الوزير الأمريكي السابق ”يتحدث ماسك عن حرية التعبير ولكن قوته الحقيقية هي حرية الوصول.. الوصول إلى 80 مليون متابع على تويتر دون مساءلة أمام أي شخص، ومال كافٍ لشراء مقعد في مجلس إدارة تويتر تمهيدا لتوسيع سلطته.. لم يعتقد ماسك أبدًا أن القوة تأتي من المسؤولية.. لا ينزعج أبدا عندما تسببت تغريداته في معاناة حقيقية.. وخلال تاريخه الطويل والحافل مع تويتر، هدد الصحفيين ونشر تغريدات متهورة“.

واعتبر رايش أن المليارديرات مثل ماسك ”أظهروا مرارًا وتكرارًا أنهم يعتبرون أنفسهم فوق القانون وأنهم فعلا كذلك“، لافتا إلى أن ماسك يمتلك ثروة كافية بحيث لا تكون العقوبات القانونية والغرامات المالية أكثر من ”صفعات على معصمه“.

أسلوب زائف

وتابع رايش في مقالته: ”يقول ماسك إنه يريد تحرير الإنترنت.. لكن ما يهدف إليه حقًا هو جعلها أقل مساءلة مما هي عليه الآن، عندما يكون من المستحيل غالبًا اكتشاف من يتخذ القرارات ومن يملأ وسائل التواصل الاجتماعي بالأكاذيب، ومن يسمم عقولنا بأسلوب زائف ومن الذي يقرر أي نسخ من الأحداث يجب أن تنتشر بسرعة وأيها تبقى في طي الكتمان“.

وختم بالقول ”لا تخطئوا.. الأمر لا يتعلق بالحرية بل بالقوة والسلطة.. في رؤية ماسك لتويتر والإنترنت، سيكون هو الساحر وراء الستار الذي يعرض على الشاشة صورة مزيفة لعالم جديد شجاع يسهم في تمكين الجميع.. لكن الذين سيهيمنون على هذا العالم هم الأشخاص الأغنى والأقوى الذين لن يكونوا مسؤولين أمام أي أحد.. هذا هو حلم ماسك وترامب وفلاديمير بوتين.. وهذا هو حلم كل دكتاتور ورجل قوي وديماغوجي ولص عصري على الأرض.. وبالنسبة لبقيتنا، سيكون كابوسًا جديدًا شجاعًا“.