إلى جانب كارثة بيئية تشهدها بسبب الجفاف والمناخ، تعاني أثيوبيا أيضاً مشكلات أكثر خطورة تتمثل بانتشار الأمراض والأوبئة وارتفاع معدلات زواج الأطفال بشكل كبير.

وتحذر المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل من أن العديد من الفتيات في إثيوبيا يواجهن الآن الزواج في سن مبكرة، حيث يسعى آباؤهن إلى العثور على موارد إضافية من خلال المهور من عائلة الزوج، ويأملون في إطعام بناتهم وحمايتهن من قبل العائلات الغنية.

ونقلاً عن بيانات الحكومة المحلية، تشهد بعض مناطق منطقة أوروميا الشاسعة زيادات حادة في هذه الممارسة، ففي شرق هرارج التي يسكنها نحو 2.7 مليون شخص على سبيل المثال، ارتفعت نسبة زواج الأطفال بنسبة 51%.

وتضيف راسل لصحيفة الغارديان البريطانية: «أكثر من 600 ألف طفل قد تسربوا من المدرسة نتيجة للجفاف. وتُجبر الفتيات على ترك التعليم للزواج، ما يحرمهن فرص البناء للمستقبل، وإنجابهن الأطفال بعمر مبكرة، في حين أنهن لسن في وضع يسمح لهن بتحمّل هذه المسؤولية».

أمراض وإغاثة

بدوره، يؤكد رئيس منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن المنطقة تشهد أسوأ حالة طوارئ ناجمة عن المناخ منذ 40 عاماً، وتدفع الناس إلى حافة الهاوية.

وقد تسببت 3 مواسم متتالية بتفشي الجوع وسوء التغذية ونزوح جماعي لملايين الأشخاص في القرن الأفريقي، بما في ذلك أجزاء من إثيوبيا والصومال وكينيا وجيبوتي.

كذلك، أدى الجفاف إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية والمياه الملوثة، ما سبب انتشار أمراض عدة، بما فيها الكوليرا والحصبة.

وتضيف راسل: «التركيز العالمي الضخم على أوكرانيا يجذب الانتباه والأموال الحيوية في حين تهمل الصراعات والأزمات الأخرى في جميع أنحاء العالم». وتتابع: «أعرف مدى صعوبة الأمر في تلك البلاد. لكن على المجتمع الدولي الاهتمام بمناطق أخرى أيضاً»، مشيرة إلى أن حجم التبرعات لإغاثة منطقة القرن الأفريقي ليست كافية حتى الآن.