صحيفة القبس الكويتية
تعتبر الأكزيما من أكثر أمراض الجلد شيوعاً وانتشاراً لدى فئات كثيرة من الناس، وقد ترافق الإنسان طيلة حياته، وسط تأكيد الخبراء بعدم وجود علاج نهائي يقضي عليه ويضمن عدم عودته.
في هذا السياق، أكد د. علي مبارك العجمي، اختصاصي أمراض جلدية ومختص بأمراض الجلد المعقدة والحكة المزمنة من جامعة جونز هوبكنز- الولايات المتحدة الأميركية، أن مرض الأكزيما هو أشهر الأمراض الجلدية، التي قد لا يخلو بيت من مصاب بهذا المرض المزمن، ووصفه بالمزمن لأنه حتى يومنا هذا لا يوجد علاج يشفي المريض تماماً أو يضمن عدم رجوعه مرة أخرى.
وقال العجمي لـ القبس: «هو مرض مزمن حاله حال مرض ارتفاع ضغط الدم المزمن، وقد نكون قادرين على إيقاف الأعراض بنسبة تصل الى %100، مما يحسن جودة حياة المريض ويمنع ظهور المضاعفات التي تحدث عند التأخر بالعلاج، ولكن وارد جداً حدوث انتكاسة ويرجع المريض الى معاناته السابقة مع الأكزيما».
من الذي يصاب بالأكزيما؟
أوضح د. علي العجمي أن هناك ثلاث فئات من مصابي الأكزيما وهم:
1 ــ الأطفال: هم أشهر فئة وأكثرهم إصابة، حيث تبدأ الأعراض خلال أول 6 أشهر من عمر الطفل، وتظهر بالوجه عند %90 منهم، وممكن أيضاً أن تظهر في أماكن أخرى من الجسم تستمر معهم لسنوات طويلة. (الرضاعة الطبيعية خلال أول أربعة أشهر من ولادة الطفل تقلل من نسبة ظهور الأكزيما عند الطفل).
وأشار الى أن بعض الدراسات الحديثة كشفت أن نقص فيتامين «د» عند الحوامل قد يزيد من فرصة إصابة المولود بمرض الأكزيما، كما أظهرت الدراسات أن %60 من هؤلاء الأطفال تختفي منهم لدى بلوغهم 12عاماً، ولا ترجع لهم إطلاقاً، فيما هناك %40 تستمر معهم الأكزيما طوال حياتهم.
2 ــ البالغون: هذه أقل فئة بنسبة ظهورها، ولكن النساء تشكل غالبيتها، حيث تظهر عليهم أعراض الأكزيما بعد سن البلوغ من دون تاريخ مرضي للأكزيما في طفولتهم.
3 ــ كبار السن: هذا النوع يعتبر نادراً، ولا تبدأ عندهم أعراض الأكزيما إلا بعد سن الـ60.
الأسباب
بيّن العجمي أن هناك جانبين رئيسيين، ويعدان السبب الأكبر في حدوث الاكزيما، الأول سبب داخلي ووراثي في الجلد والجهاز المناعي يؤدي إلى حالة يطلق عليها مجازاً الفشل الجلدي (على غرار الفشل الكلوي)، وهذا الفشل الجلدي المصاحب للأكزيما يؤدي إلى عدم قدرته على حبس الماء، فيصبح الجلد جافاً ومتشققاً، بالإضافة إلى حدوث التهابات في الجلد، وأيضاً هناك فشل جلدي في صد العوامل الخارجية، وهذا هو الجانب الثاني من أسباب الأكزيما، فالجلد هو الجدار والحصن الذي يحمينا من العوامل الخارجية، وأي تشقق في هذا الجدار يجعله عرضة للمهيجات الخارجية بجميع أنواعها.
أعراض ومضاعفات
بالنسبة لأعراض الأكزيما فهي تظهر على الشكل التالي:
1 - طفح جلدي واحمرار
2 - وجود حكة مصاحبة لهذا الطفح الجلدي
3 - جفاف وتشقق
4 - زيادة سماكة الجلد
5 - تغير في اللون (يصيب اليدين والقدمين والذراعين والجزء الخلفي من الركبتين وثنيات المرفقين والوجه وفي أحيان أخرى تصيب كامل الجسم).
ومن مضاعفات مرض الاكزيما، ذكر العجمي أنه عند التأخر بالعلاج قد تحدث مشاكل في العين والجفن وأيضاً قد تصل إلى عدوى بكتيرية أو فيروسية، والتي تعرض حياة المريض للخطر، وفي بعض الأحيان يضطر إلى دخول فوري للمستشفى، بالإضافة إلى المضاعفات النفسية التي ترهق المريض وتؤثر في علاقاته الشخصية والمهنية.
أحدث توصيات العلاج
أوضح العجمي أنه مع مرض الاكزيما لا بد من الانتظام بالعلاج وأخذه بجدية، حيث إن الترطيب اليومي المستمر يشكل ركناً أساسياً للسيطرة على الاكزيما ويمنع ظهورها ويقلل أيضاً من الحاجة إلى كريمات الكورتيزون، وقال: «لكن إذا استدعت الحالة استخدام كريمات الكورتيزون عند حدوث الالتهابات، فلا يجب التردد باستخدامها وعدم المبالغة بالخوف (فوبيا الكورتيزون) من الأعراض الجانبية لكريمات الكورتيزون، خصوصاً الخفيفة والمتوسطة القوة، بل سيستفيد المريض وتقلل من ظهور المضاعفات وتحسن من جودة حياته اليومية».
وحذر العجمي من أن البعض عند استخدامهم كريمات الكورتيزون، بمجرد تحسن الجلد يتوقف عن استخدامها بشكل مفاجئ، وهذا أمر خاطئ، وقال: «هذا التصرف قد يؤدي إلى عودة الاكزيما بشكل سريع، وقد تكون أشد من السابق».
ونصح المريض بالاستمرار على كريمات الكورتيزون حتى لو تحسن الجلد لمدة أسبوعين أو ثلاثة بشكل يومي ثم يبدأ بالتدرج بتخفيف استخدامه من يومين إلى ثلاثة أيام في الأسبوع أو حسب ما يقرر طبيب الجلدية.
وأشار إلى أن الدراسات أثبتت أن استخدام كريمات الكورتيزون المتوسطة القوة مرتين في الأسبوع لمدة 10 أشهر لا يؤدي ذلك إلى ترقق الجلد (أحد مضاعفات الكورتيزون المعروفة)، بل على العكس يمنع ظهور الاكزيما ويحسن من جودة حياة المريض.
وقال: «مع التطور الطبي أصبحنا نعالج هذه المضاعفات من خلال حبوب تؤخذ بالفم أو حقن تحت الجلد، وبدأنا باستخدام العلاجات البيولوجية الحديثة».
وبيّن أن هذه العلاجات البيولوجية تخفض من نشاط الجهاز المناعي، الذي هو سبب رئيسي لمرض الاكزيما، بشكل بسيط ولا تعرض المريض للخطر كما كانت تفعل العلاجات القديمة المخفضة للمناعة بشكل كبير.
6 نصائح للمريض
1- البعد عن المهيجات من مواد التنظيف وتجنب استخدام الشامبو الذي يحتوي على معطرات والتقليل من استخدام الصابون بشكل عام.
2- تجنب التعرض للتغير الشديد في درجات الحرارة والأجواء الجافة سواء باردة جداً أو حارة، وكذلك تجنب الملابس الخشنة أو الصوف.
3- كإجراء أولي، ينصح باستخدام الفازلين الطبي أو كريم cerave الذي يحتوي على مادة السيراميد.
4- الالتزام بوضع الكريمات بشكل منتظم وعدم تركها حتى بعد التشافي بمده لا تقل عن شهر.
5- المحافظة على ترطيب الجسد بشرب الماء الكافي وترطيب الجلد بالكريمات المرطبة يومياً.
6- تناول «فيتامين د» في حال نقصه والاهتمام بالتغذية السليمة من الخضروات.
تعتبر الأكزيما من أكثر أمراض الجلد شيوعاً وانتشاراً لدى فئات كثيرة من الناس، وقد ترافق الإنسان طيلة حياته، وسط تأكيد الخبراء بعدم وجود علاج نهائي يقضي عليه ويضمن عدم عودته.
في هذا السياق، أكد د. علي مبارك العجمي، اختصاصي أمراض جلدية ومختص بأمراض الجلد المعقدة والحكة المزمنة من جامعة جونز هوبكنز- الولايات المتحدة الأميركية، أن مرض الأكزيما هو أشهر الأمراض الجلدية، التي قد لا يخلو بيت من مصاب بهذا المرض المزمن، ووصفه بالمزمن لأنه حتى يومنا هذا لا يوجد علاج يشفي المريض تماماً أو يضمن عدم رجوعه مرة أخرى.
وقال العجمي لـ القبس: «هو مرض مزمن حاله حال مرض ارتفاع ضغط الدم المزمن، وقد نكون قادرين على إيقاف الأعراض بنسبة تصل الى %100، مما يحسن جودة حياة المريض ويمنع ظهور المضاعفات التي تحدث عند التأخر بالعلاج، ولكن وارد جداً حدوث انتكاسة ويرجع المريض الى معاناته السابقة مع الأكزيما».
من الذي يصاب بالأكزيما؟
أوضح د. علي العجمي أن هناك ثلاث فئات من مصابي الأكزيما وهم:
1 ــ الأطفال: هم أشهر فئة وأكثرهم إصابة، حيث تبدأ الأعراض خلال أول 6 أشهر من عمر الطفل، وتظهر بالوجه عند %90 منهم، وممكن أيضاً أن تظهر في أماكن أخرى من الجسم تستمر معهم لسنوات طويلة. (الرضاعة الطبيعية خلال أول أربعة أشهر من ولادة الطفل تقلل من نسبة ظهور الأكزيما عند الطفل).
وأشار الى أن بعض الدراسات الحديثة كشفت أن نقص فيتامين «د» عند الحوامل قد يزيد من فرصة إصابة المولود بمرض الأكزيما، كما أظهرت الدراسات أن %60 من هؤلاء الأطفال تختفي منهم لدى بلوغهم 12عاماً، ولا ترجع لهم إطلاقاً، فيما هناك %40 تستمر معهم الأكزيما طوال حياتهم.
2 ــ البالغون: هذه أقل فئة بنسبة ظهورها، ولكن النساء تشكل غالبيتها، حيث تظهر عليهم أعراض الأكزيما بعد سن البلوغ من دون تاريخ مرضي للأكزيما في طفولتهم.
3 ــ كبار السن: هذا النوع يعتبر نادراً، ولا تبدأ عندهم أعراض الأكزيما إلا بعد سن الـ60.
الأسباب
بيّن العجمي أن هناك جانبين رئيسيين، ويعدان السبب الأكبر في حدوث الاكزيما، الأول سبب داخلي ووراثي في الجلد والجهاز المناعي يؤدي إلى حالة يطلق عليها مجازاً الفشل الجلدي (على غرار الفشل الكلوي)، وهذا الفشل الجلدي المصاحب للأكزيما يؤدي إلى عدم قدرته على حبس الماء، فيصبح الجلد جافاً ومتشققاً، بالإضافة إلى حدوث التهابات في الجلد، وأيضاً هناك فشل جلدي في صد العوامل الخارجية، وهذا هو الجانب الثاني من أسباب الأكزيما، فالجلد هو الجدار والحصن الذي يحمينا من العوامل الخارجية، وأي تشقق في هذا الجدار يجعله عرضة للمهيجات الخارجية بجميع أنواعها.
أعراض ومضاعفات
بالنسبة لأعراض الأكزيما فهي تظهر على الشكل التالي:
1 - طفح جلدي واحمرار
2 - وجود حكة مصاحبة لهذا الطفح الجلدي
3 - جفاف وتشقق
4 - زيادة سماكة الجلد
5 - تغير في اللون (يصيب اليدين والقدمين والذراعين والجزء الخلفي من الركبتين وثنيات المرفقين والوجه وفي أحيان أخرى تصيب كامل الجسم).
ومن مضاعفات مرض الاكزيما، ذكر العجمي أنه عند التأخر بالعلاج قد تحدث مشاكل في العين والجفن وأيضاً قد تصل إلى عدوى بكتيرية أو فيروسية، والتي تعرض حياة المريض للخطر، وفي بعض الأحيان يضطر إلى دخول فوري للمستشفى، بالإضافة إلى المضاعفات النفسية التي ترهق المريض وتؤثر في علاقاته الشخصية والمهنية.
أحدث توصيات العلاج
أوضح العجمي أنه مع مرض الاكزيما لا بد من الانتظام بالعلاج وأخذه بجدية، حيث إن الترطيب اليومي المستمر يشكل ركناً أساسياً للسيطرة على الاكزيما ويمنع ظهورها ويقلل أيضاً من الحاجة إلى كريمات الكورتيزون، وقال: «لكن إذا استدعت الحالة استخدام كريمات الكورتيزون عند حدوث الالتهابات، فلا يجب التردد باستخدامها وعدم المبالغة بالخوف (فوبيا الكورتيزون) من الأعراض الجانبية لكريمات الكورتيزون، خصوصاً الخفيفة والمتوسطة القوة، بل سيستفيد المريض وتقلل من ظهور المضاعفات وتحسن من جودة حياته اليومية».
وحذر العجمي من أن البعض عند استخدامهم كريمات الكورتيزون، بمجرد تحسن الجلد يتوقف عن استخدامها بشكل مفاجئ، وهذا أمر خاطئ، وقال: «هذا التصرف قد يؤدي إلى عودة الاكزيما بشكل سريع، وقد تكون أشد من السابق».
ونصح المريض بالاستمرار على كريمات الكورتيزون حتى لو تحسن الجلد لمدة أسبوعين أو ثلاثة بشكل يومي ثم يبدأ بالتدرج بتخفيف استخدامه من يومين إلى ثلاثة أيام في الأسبوع أو حسب ما يقرر طبيب الجلدية.
وأشار إلى أن الدراسات أثبتت أن استخدام كريمات الكورتيزون المتوسطة القوة مرتين في الأسبوع لمدة 10 أشهر لا يؤدي ذلك إلى ترقق الجلد (أحد مضاعفات الكورتيزون المعروفة)، بل على العكس يمنع ظهور الاكزيما ويحسن من جودة حياة المريض.
وقال: «مع التطور الطبي أصبحنا نعالج هذه المضاعفات من خلال حبوب تؤخذ بالفم أو حقن تحت الجلد، وبدأنا باستخدام العلاجات البيولوجية الحديثة».
وبيّن أن هذه العلاجات البيولوجية تخفض من نشاط الجهاز المناعي، الذي هو سبب رئيسي لمرض الاكزيما، بشكل بسيط ولا تعرض المريض للخطر كما كانت تفعل العلاجات القديمة المخفضة للمناعة بشكل كبير.
6 نصائح للمريض
1- البعد عن المهيجات من مواد التنظيف وتجنب استخدام الشامبو الذي يحتوي على معطرات والتقليل من استخدام الصابون بشكل عام.
2- تجنب التعرض للتغير الشديد في درجات الحرارة والأجواء الجافة سواء باردة جداً أو حارة، وكذلك تجنب الملابس الخشنة أو الصوف.
3- كإجراء أولي، ينصح باستخدام الفازلين الطبي أو كريم cerave الذي يحتوي على مادة السيراميد.
4- الالتزام بوضع الكريمات بشكل منتظم وعدم تركها حتى بعد التشافي بمده لا تقل عن شهر.
5- المحافظة على ترطيب الجسد بشرب الماء الكافي وترطيب الجلد بالكريمات المرطبة يومياً.
6- تناول «فيتامين د» في حال نقصه والاهتمام بالتغذية السليمة من الخضروات.