رغم إصدارها بين الحين والآخر قرارات عنصرية بحق النساء، آخرها فرض البرقع عليهن، تصرّ حركة طالبان في أفغانستان على أنها قد تغيرت وتريد في المستقبل إقامة علاقات جيدة مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.

ولفت وزير الداخلية في حكومتها سراج الدين حقاني، في مقابلة نادرة أجراها منذ أيام مع شبكة «سي إن إن» الأميركية أن السنوات الـ20 الماضية كانت فترة قتال دفاعي وحرب.

وبالنسبة لشؤون البلاد الداخلية، أكد أكثر قادة «طالبان» تكتماً وتشدداً في المقابلة، وهو متفادياً النظر في عيني المذيعة، كونها أنثى وغير منقّبة، أن الحركة لا تمانع مسألة تعليم الفتيات، بل على العكس، تقدّر «طالبان» العلم وتثمّنه.

وأضاف: «التعليم نعمة من الله، وهو ضروري للإناث والرجال»، إلا أنه لفت إلى أن حكومته تسعى إلى وضع قوانين تضمن ظروف التعليم.

كما تحدث عن ضرورة لبس الطالبات الحجاب، للمحافظة على سلامتهن ومن أجل ضمان شرفهن. كما اعتبر أن ظروف الحرية وحماية الحقوق في البلاد تطرح باستمرار على طاولة بحث المجتمع الدولي، لافتاً إلى أن النظرة السلبية بدأت تتغير تدريجياً.

يأتي ذلك في وقت تحذّر منظمات حقوقية من أن المسيحيين في أفغانستان يشعرون بخوف عميق، وتستهدفهم «طالبان» بشكل كبير، وإن تم القبض عليهم فإن حياتهم في خطر، وتدعو الإدارة الأميركية إلى إنشاء برنامج لإعادة توطين الجماعات الدينية المهددة من «طالبان».

إلا أنه وفق موقع «فويس أوف أميركا»، يعد طرح قضية إجلاء المسيحيين من أفغانستان للمسؤولين في «طالبان» خطوة إشكالية وخطيرة، إذ قال الناطق باسم «طالبان» إنعام الله سمنكاني: «لا مسيحيين في أفغانستان. الأقلية المسيحية لم تكن معروفة أو مسجلة هنا. هناك فقط الأقليات الدينية من السيخ والهندوس، ولديهم الحرية الكاملة والأمان لممارسة دياناتهم».