على مدار 40 عاما ظل الفنان سمير صبري يرتدي خاتما في يده، لا يخلعه إلا لضرورة، ثم يعود لاتدائه مرة أخرى.

ربما يبدو الأمر عاديا، من قبيل حب البعض للمتعلقات الشخصية الخاصة بهم، على أن الفنان الذي رحل عن عالمنا، الجمعة، سبق أن حكى قصة لذلك الخاتم جعلته مميزا، وربما الأكثر تميزا بالنسبة له.

الخاتم المنقوش عليه لفظ الجلالة، والذي لم يغادر يد الفنان المصري على مدار أربعة عقود، أهداه له شخص لا يعرفه وهو يؤدي مناسك العمرة في الحرم المكي.

كان سمير صبري يجلس وحيدا أمام الكعبة، ينتظر صلاة الفجر، دون حديث مع أحد ولا مخالطة مع آخر، قبل أن يقطع ذلك الصمت والوحدة شيخ كبير السن.

يقول صبري في لقاء تلفزيوني قبل وفاته، مع الإعلامية اللبنانية راغدة شلهوب، إنه في تلك اللحظة كان يتأمل الكعبة، حين أعطاه ذلك الرجل الخاتم، ومن ذلك الوقت وهو يرتديه، ويعتز به، وإذا خلعه يبحث عنه سريعا.

وسببت وفاة سمير صبري صدمة لدى قطاع كبير من جمهوره العريض، في مصر وخارج مصر. وبدأ الرجل حياته مذيعا في الراديو باللغة الإنجليزية، قبل الاتجاه لعالم الفن والسينما.

وله عشرات الأفلام التي شارك فيها، وأفلام أنتجها، وله أغان ورقصات استعراضية وبرامج إعلامية وإذاعية، حاور فيها كبار الممثلين، والأدباء والمثقفين والمطربين، ولاتزال تلك البرامج والفيديوهات الخاصة بها، تنتشر على يوتيوب، ويعاد نشر بعض المقاطع منها لأهميتها.