أوائل العام الجاري، عرضت منصة "نتفليكس" فيلماً وثائقياً بعنوان "محتال تندر"، يحكي عن سايمون ليفايف، المحتال الذي استخدم تطبيق المواعدة "تندر" للإيقاع بعشرات النساء والنصب عليهن.
كانت حيلة سايمون بسيطة وبديهية وهي عبارة عن استغلال أموال واحدة لإغراء أخرى والإيقاع بها وإيهامها بثرائه الواسع، في سلسلة لا تنتهي من عمليات الاحتيال.
بينما تشتعل مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية في مصر بالحديث عن المتهمين بالنصب على المواطنين والحصول على أموالهم بدعوى توظيفها وهي الظاهرة التي باتت تعرف بـ"المستريح"، يكاد جميع المتهمين على اختلاف جنسيّاتهم يطبقون نموذجاً موحداً للنصب يطلق عليه "مخطط بونزي"، فما طبيعة هذا المخطط الذي يعتبر وصفة احتيال عالمية؟
تشارلز بونزي
ينسب نموذج الاحتيال "مخطط بونزي" إلى محتال بعينه هو الإيطالي تشارلز بونزي، الذي هاجر إلى الولايات المتحدة، ونفذ سلسلة من عمليات النصب حول العام 1919، حتى أصبح نموذج الاحتيال يحمل اسمه.
وعلى الرغم من أن مؤرخين عديدين يقرون بأن نموذج الاحتيال جرى تنفيذه من قبل المحتال الإيطالي، رُبما حتى في القرن الـ17، إلا أن مخطط الاحتيال ارتبط باسمه هو منذ ذلك الحين.
"ضاعف أموالك في 90 يوماً"، كانت دعوة بونزي لضحاياه، الذين أقنعهم بالاستثمار في قسائم بريدية أوروبية، وهي الدعوة التي انطلت على الآلاف حينذاك، وفقاً لموسوعة "بريتانيكا".
ويشير "مخطط بونزي" إلى نمط احتيال هرمي، يعتمد على شخص يعتلي قمة الهرم، يليه عدد من المستثمرين الذين يكسب ثقتهم بعوائد استثمارات هائلة، وعن طريق أولئك، تتسع قاعدة الهرم وحصيلة الاحتيال.
ويقدر معهد "سميثونيان" حصيلة عملية بونزي بحوالي 15 مليون دولار أميركي في ذلك الحين.
أصول أدبية
وقبل تشارلز بونزي، وثّقت عدد من حالات الاحتيال التي تكاد تُحاكي النمط ذاته، أشهرها يرجع إلى منتصف وأواخر القرن التاسع عشر.
الألمانية أديل سبيتزر، يرتبط اسمها بواحدة من وقائع النصب المشابهة الشهيرة، وكذلك الأميركية سارة إيميلي هاو.
ووفقًا لموسوعة "إنفستوبيديا"، فإن روايتين للأديب الإنجليزي تشارلز ديكنز وصف فيهما عمليات احتيال تحاكي مخطط بونزي، هما رواية "مارتن تشيزلويت" المنشورة عام 1844، و"دوريت الصغيرة" المنشورة في 1857.
نموذج مستنسخ
تشارلز بونزي لم يكن أول من استغل النموذج، وكذلك لم يكن آخر من نفّذ عملية احتيال وفقاً لذلك النمط، إذ توالت منذ تعريفه عمليات الاحتيال حول العالم التي تتطابق مع مخطط بونزي، وعلى بساطته، فإن أطماع الثراء السريع دائماً ما ضمنت لمنفذيه ضحايا جدداً.
أحد الأسماء التي ارتبطت بمخطط بونزي خلال القرن الماضي، هو السياسي البلجيكي جان بيير فان روسيم، الذي افتضح أمر برنامجه الحاسوبي المزيف "Money-Tron" عام 1991، حين أوهم مستثمريه أن بوسعه التنبؤ بحركة الأسواق المالية، واستولى منهم على 860 مليون دولار إثر هذا الزعم.
كذلك الروماني أيوان ستويكا كرر النموذج ذاته في عام 1994، والذي مكنه من الاستيلاء على ما يوازي مليار دولار حينذاك.
أما الصيني وانج فينجيو، فاستخدم عام 2008 ذريعة مضحكة لإقناع مواطنيه بالاستثمار في استزراع أو تربية النمل، وفق "بريتانيكا"، وهي خدعة انطلت على نحو مليون شخص، ونجح بواسطتها في الاستيلاء على 385 مليون دولار وفق شبكة "سي بي إس".
محتال "وول ستريت"
الأميركي بيرنارد مادوف، استطاع أن يستخدم حيلته في خداع مستثمرين في "وول ستريت" عام 2008، ونفذ مخطط بونزي الأوسع من نوعه، إذ استطاع الاستيلاء على قرابة 65 مليار دولار أميركي، مستغلاً خبرته كرئيس سابق لبورصة "ناسداك" في الاحتيال على العديدين، ووظف التكنولوجيا في تزييف تقارير مالية تساعده على إقناع المستثمرين، وكسب ثقتهم.
وأدين مادوف عام 2009، وحُكم عليه بالسجن 150 عاماً، قبل أن يموت في محبسه العام الماضي.
كانت حيلة سايمون بسيطة وبديهية وهي عبارة عن استغلال أموال واحدة لإغراء أخرى والإيقاع بها وإيهامها بثرائه الواسع، في سلسلة لا تنتهي من عمليات الاحتيال.
بينما تشتعل مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية في مصر بالحديث عن المتهمين بالنصب على المواطنين والحصول على أموالهم بدعوى توظيفها وهي الظاهرة التي باتت تعرف بـ"المستريح"، يكاد جميع المتهمين على اختلاف جنسيّاتهم يطبقون نموذجاً موحداً للنصب يطلق عليه "مخطط بونزي"، فما طبيعة هذا المخطط الذي يعتبر وصفة احتيال عالمية؟
تشارلز بونزي
ينسب نموذج الاحتيال "مخطط بونزي" إلى محتال بعينه هو الإيطالي تشارلز بونزي، الذي هاجر إلى الولايات المتحدة، ونفذ سلسلة من عمليات النصب حول العام 1919، حتى أصبح نموذج الاحتيال يحمل اسمه.
وعلى الرغم من أن مؤرخين عديدين يقرون بأن نموذج الاحتيال جرى تنفيذه من قبل المحتال الإيطالي، رُبما حتى في القرن الـ17، إلا أن مخطط الاحتيال ارتبط باسمه هو منذ ذلك الحين.
"ضاعف أموالك في 90 يوماً"، كانت دعوة بونزي لضحاياه، الذين أقنعهم بالاستثمار في قسائم بريدية أوروبية، وهي الدعوة التي انطلت على الآلاف حينذاك، وفقاً لموسوعة "بريتانيكا".
ويشير "مخطط بونزي" إلى نمط احتيال هرمي، يعتمد على شخص يعتلي قمة الهرم، يليه عدد من المستثمرين الذين يكسب ثقتهم بعوائد استثمارات هائلة، وعن طريق أولئك، تتسع قاعدة الهرم وحصيلة الاحتيال.
ويقدر معهد "سميثونيان" حصيلة عملية بونزي بحوالي 15 مليون دولار أميركي في ذلك الحين.
أصول أدبية
وقبل تشارلز بونزي، وثّقت عدد من حالات الاحتيال التي تكاد تُحاكي النمط ذاته، أشهرها يرجع إلى منتصف وأواخر القرن التاسع عشر.
الألمانية أديل سبيتزر، يرتبط اسمها بواحدة من وقائع النصب المشابهة الشهيرة، وكذلك الأميركية سارة إيميلي هاو.
ووفقًا لموسوعة "إنفستوبيديا"، فإن روايتين للأديب الإنجليزي تشارلز ديكنز وصف فيهما عمليات احتيال تحاكي مخطط بونزي، هما رواية "مارتن تشيزلويت" المنشورة عام 1844، و"دوريت الصغيرة" المنشورة في 1857.
نموذج مستنسخ
تشارلز بونزي لم يكن أول من استغل النموذج، وكذلك لم يكن آخر من نفّذ عملية احتيال وفقاً لذلك النمط، إذ توالت منذ تعريفه عمليات الاحتيال حول العالم التي تتطابق مع مخطط بونزي، وعلى بساطته، فإن أطماع الثراء السريع دائماً ما ضمنت لمنفذيه ضحايا جدداً.
أحد الأسماء التي ارتبطت بمخطط بونزي خلال القرن الماضي، هو السياسي البلجيكي جان بيير فان روسيم، الذي افتضح أمر برنامجه الحاسوبي المزيف "Money-Tron" عام 1991، حين أوهم مستثمريه أن بوسعه التنبؤ بحركة الأسواق المالية، واستولى منهم على 860 مليون دولار إثر هذا الزعم.
كذلك الروماني أيوان ستويكا كرر النموذج ذاته في عام 1994، والذي مكنه من الاستيلاء على ما يوازي مليار دولار حينذاك.
أما الصيني وانج فينجيو، فاستخدم عام 2008 ذريعة مضحكة لإقناع مواطنيه بالاستثمار في استزراع أو تربية النمل، وفق "بريتانيكا"، وهي خدعة انطلت على نحو مليون شخص، ونجح بواسطتها في الاستيلاء على 385 مليون دولار وفق شبكة "سي بي إس".
محتال "وول ستريت"
الأميركي بيرنارد مادوف، استطاع أن يستخدم حيلته في خداع مستثمرين في "وول ستريت" عام 2008، ونفذ مخطط بونزي الأوسع من نوعه، إذ استطاع الاستيلاء على قرابة 65 مليار دولار أميركي، مستغلاً خبرته كرئيس سابق لبورصة "ناسداك" في الاحتيال على العديدين، ووظف التكنولوجيا في تزييف تقارير مالية تساعده على إقناع المستثمرين، وكسب ثقتهم.
وأدين مادوف عام 2009، وحُكم عليه بالسجن 150 عاماً، قبل أن يموت في محبسه العام الماضي.