الحرة
يحتفل الملايين في جميع أنحاء المملكة المتحدة باليوبيل البلاتيني لجلوس الملكة إليزابيث الثانية على عرش البلاد، ومرور 70 عامًا على حكمها.
ومن المقرر أن تشهد العاصمة لندن ومختلف المدن أكثر من 3000 حفلة في الشوارع بمناسبة هذه الذكرى، بالإضافة إلى عدد من الاحتفالات الرسمية في قصر باكنغهام في العاصمة لندن.
لكن مع تدفق الحشود على العاصمة، يتجنب بعض الشباب البريطاني هذه الاحتفالات وغير مبالين بها، بحسب تقرير لشبكة "سي إن إن".
وذكرت القناة الأميركية أن بعض الشباب غاضبون من هذه الاحتفالات بسبب مظاهر الترف والبذخ فيها لشخص ومؤسسة يقولون إنه "ليس لها مكان ودور في حياتهم".
وقال جوس ماكدونالد من منزله في حي هاكني بلندن، حيث تم تنظيم ما يقرب من 50 حفلة في الشوارع في نهاية هذا الأسبوع: "لقد سئمت من هذه الاحتفالات. أنا حاليًا أحزم الأمتعة للذهاب إلى إيطاليا".
وأكد ماكدونالد إنه سيسافر إلى إيطاليا في اليوم التالي للاحتفال بيوم الجمهورية معهم بعد إلغاء الدولة لملكيتها في عام 1946. ولفت إلى أن طفولته لم تكن مليئة بذكريات الملكة وأن عائلته بعيدة كل البعد عن "الملكيين".
مثل العديد من الشباب البريطانيين الآخرين، قال ماكدونالد إن النظام الملكي، الذي ترتبط ثروته وسلطته بإرث الاستعمار البريطاني، فشل في التحديث ومنفصل عن بريطانيا متعددة الثقافات اليوم.
وقال ماكدونالد، صانع الخزف البالغ من العمر 29 عامًا، إنه يعتقد أن العائلة المالكة "بتاريخها العسكري والإمبريالي غير ديمقراطية ويجب إلغاؤها، وليس الاحتفال بها في عطلة تستمر أربعة أيام في جميع أنحاء المملكة المتحدة".
وأضاف "لن أمنع الناس من قضاء وقت ممتع. أعتقد أن فرصة إقامة احتفال وطني كبير أمر رائع، لكن من العار أن يكون ذلك بالنسبة لهذه المؤسسة".
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن المواقف تجاه العائلة المالكة بين الشباب في بريطانيا قد تغيرت منذ عام 2019، بعد عام من زفاف الأمير هاري وميغان ماركل، وما حدث بعدها من انفصالهما عن العائلة المالكة وتنازلهما عن ألقابهما.
وأشار استطلاع أجرته مؤسسة "YouGov" في عام 2019 إلى أن 46٪ من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا يعتقدون أن النظام الملكي يجب أن يستمر، بينما قال 26٪ أنه يجب أن يكون للبلاد رئيس دولة منتخب و28٪ غير متأكدين.
بينما أظهر الاستطلاع الذي أجرته نفس المؤسسة في الفترة من مارس إلى مايو 2021 أن 31٪ من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنهم يريدون استمرار النظام الملكي، بينما يعتقد 41٪ أن بريطانيا يجب أن يكون لها رئيس دولة منتخب و28٪ لم يقرروا.
واعتلت إليزابيث الثانية التي شكلت رمزا للاستقرار في قرن من الاضطرابات الكبيرة، عرش بريطانيا في سن الخامسة والعشرين في السادس من فبراير 1952. وقد عاشت هذا التاريخ بثبات وتفان يعترف بهما البريطانيون. ولم تعبر يوما عن رأي.
وكان العديد من المشاركين في احتفالات اليوبيل البلاتيني يدركون أن هذه المناسبة قد تكون واحدة من المرات الأخيرة التي يرون فيها الملكة التي يتم الإعداد لخلافتها بهدوء بينما يمثلها ابنها الأمير تشارلز في أغلب الأحيان.
وعلى الرغم من تدهور صحتها، لا تنوي إليزابيث الثانية التنازل عن العرش التزاما بوعد قطعته عندما كانت في الحادية والعشرين من العمر وتحمل لقب أميرة لخدمة رعاياها طوال حياتها، وهو التزام كررته مجددا هذا العام.
لكنها سعت في هذه المرحلة الانتقالية إلى طمأنة رعاياها.
وكتبت في رسالة قصيرة في بداية الاحتفالات "آمل أن تعكس الأيام القليلة المقبلة كل ما تم تحقيقه على مدار الأعوام السبعين الماضية بينما نتطلع إلى المستقبل بثقة وحماس".
وهي تأمل أن تستمر هذه الثقة في ورثتها.
وقال روبرت هازل، أستاذ الحكم والدستور في يونيفرسيتي كوليدج لندن والمحرر المشارك لكتاب "دور الملكية في الديمقراطية الحديثة: مقارنة الملكيات الأوروبية"، لشبكة "سي إن إن" إن هناك العديد من الأسباب المحتملة للتحول الواضح في المواقف تجاه الملكية بين الشباب البريطانيين.
وأضاف هازل: "لدينا ملك كبير في السن. من الصعب على الشباب التماهي مع شخص كبير في السن". ولكن مع قيام الأمير وليام وكاثرين بالمزيد من المشاركات العامة مع أطفالهما.
لكن بعض الشباب البريطانيين أكدوا أن الأمر ليس له علاقة بالعمر. وقال صحفي تكنولوجي يسمى واطسون إن "الشباب ينفصلون عن العائلة المالكة لأننا لم نعيش أبدًا في وقت كانت فيه قيادتهم تعني الكثير".