أثار إغلاق مقهى تراثي في شارع المتنبي وسط العاصمة العراقية، بغداد، بسبب بث "أغانٍ هابطة"، جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأمر عمار موسى، أمين بغداد، خلال جولة في شارع المتنبي بإغلاق مقهى الزهاوي بعد قيام صاحبه بتشغيل الأغاني الهابطة، مؤكدا أن صاحب المقهى "قام بتشغيل أغان لا تليق بالشارع وتراثية المكان، وقد قامت البلدية بإجراءات التوعية والتثقيف حول مكانة هذا المقهى التراثي".
وأضاف بيان لأمانة العاصمة العراقية أن "صاحب المقهى أصر على تشغيل الأغاني الهابطة وبصوت مرتفع جدا، فكان الإجراء الأصولي بغلق المقهى لحين تقديم تعهد قانوني من قبل صاحب المقهى بعدم تشغيل مثل هذه الأغاني مستقبلا".
وأوضح البيان أن "صاحب المقهى قام بتقديم طلب قانوني، وسيتم فرض غرامة مالية حسب القانون، وبعدها يتم افتتاح المقهى من جديد".
وتفاعلت منصات ومواقع على التواصل الاجتماعي مع إغلاق مقهى الزهاوي، وجاء أغلب ردود الفعل مستهجنا ما أقدم عليه أمين بغداد.
ونوه معلقون إلى أن "أمانة بغداد أدارت الظهر للسلبيات الكثيرة التي تشهدها العاصمة دون محاسبة والتفتت لمقهى تراثي عتيق بتهمة أغانٍ هابطة".
فيما أبدى فريق آخر تضامنه مع موقف أمين بغداد، مؤكدا ضرورة أن تخضع تلك المقاهي كونها أماكن تراثية وجزءا من ذاكرة بغداد، إلى معايير وضوابط ومحددات تتناسب مع قدم تاريخها وما تمثله من أهمية لدى العراقيين.
ويقع مقهى "الزهاوي" في محلة الحيدر خانة قرب شارع المتنبي وهو من أقدم المقاهي التراثية في العراق حيث يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1917. وجاءت تسميته بـ"الزهاوي"، تيمنا باسم الشاعر والفيلسوف جميل صدقي الزهاوي الذي كان أحد رواد المقهى.
ومن رواد المقهى المشهورين في العقود الذهبية لها: مطرب العراق الأول محمد القبانجي وخليفته يوسف عمر، وكثير من المثقفين والشعراء والمغنين والصحفيين الذين تملأ صورهم جدرانها. وتعرض المقهى إلى أضرار خلال حرب عام 2003، بحكم موقعه قرب مقر وزارة الدفاع، ولكن الحكومة أعادت بناءه فيما بعد.