الحرة

لسنا وحدنا من نحب التزين وارتداء المجوهرات، فقبل عشرات الآلاف من السنين، جمع البشر الأوائل في العصور القديمة، أصداف البحر بعناية من سواحل البحر المتوسط، ليصنعوا منها القلائد والمجوهرات، للتزين أو الإهداء لشخص آخر.

وفي سبعينيات القرن الماضي، تم اكتشاف عقد من الصدف، في كهف بالقرب من مدينة الناصرة في منطقة الجليل، وبعد إجراء دراسات تبين أنه "يمثل أقدم مجوهرات خارج إفريقيا"، وفقا لتقرير أعدته صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية.

وقالت مديرة المجموعات في علم الحفريات وعلم الآثار في متحف شتاينهاردت للتاريخ الطبيعي في جامعة تل أبيب، دانييلا بار يوسف ماير ، إن العقد الصدفي يمثل واحدة من أقدم الزخارف التي صنعها البشر، وفقا لشبكة " سي إن إن".

وفي "متحف إسرائيل" يتم عرض هذا العقد الصدفي الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 120 ألف عام، ويعد من أقدم المجوهرات في عصور ما قبل التاريخ.

وقال أمين ثقافات ما قبل التاريخ في متحف إسرائيل، أهياد عوفاديا، "ليس من قبيل المصادفة أن الحلي الأولى كانت مصنوعة من الصدف".

وتشير تلك المجوهرات إلى أن الإنسان القديم لم يكن مهتما فقط بالبقاء، ولكن كان لديه القدرة المعرفية للتخطيط والتنفيذ، وقد طور من هوايته الشخصية والاجتماعية، وفقا للتقرير.

وعن ذلك قال عوفاديا إن لتلك المجوهرات بعض المعاني الأخرى "من حيث الإشارة إلى الجنس والوضع الاجتماعي والإنجازات والعمر"، مضيفا "من المدهش أن نرى أن هذا بدأ يحدث بالفعل منذ 120 ألف عام".

وفي وقت سابق قالت ماير، لـ"سي إن إن"، إن المجوهرات الصدفية تشير إلى هوية الشخص الذي كان يحملها، أو وضعه في المجتمع، ويمكن أن تعكس معتقدات معينة".

وهو ما أكده عوفاديا، قائلا: "بعض القطع الفريدة في المعرض تشير إلى الهوية الشخصية وتنقل فكرة التعريف الذاتي، مثلما يفعل الناس اليوم بالمجوهرات".

وتابع: "يشير هذا إلى الوعي الذاتي الذي يمثل قفزة كبيرة إلى الأمام في القدرة المعرفية للبشر لتعريف أنفسهم كأفراد متفردين داخل المجموعة"، مضيفا أن "هذه سمة فريدة للبشر".