العربية نتمع اشتداد وطأة الأزمة الاقتصادية التي تمر بالسودان، تكابد أغلب العائلات في البلاد، من أجل "لقمة" عيش مستقرة.وفي خضم إحصائية مخيفة للسلطة القضائية السودانية أشارت إلى وقوع 271939 حالة طلاق بين 2016-2020م ، تنذر توقعات رسمية وفق تقارير للأمم المتحدة بمواجهة نحو 20 مليون سوداني للمجاعة ابتداء من يونيو الجاري، ما يمكن أن يعرض عديد العائلات لخطر الانفصال.كان المجتمع السوداني ينظر شزرًا لمسألة الطلاق، ويحاول منعها بتدخل الأجاويد بكل السبل، لكن تغير الحال الآن وباتت المطالبة تشكل حضورا لافتاً بالمحاكم.فرحة سرية واحتفال علني.إحدى حالات الطلاق الأكثر غرابة في السودان وسط مجتمع متشدد في إظهار الانفصال، كانت للزوجة (ن).تقول (ن) لـ"العربية نت" إن الخلافات مع زوجها وصلت إلى حد نهائي، وكافحت بقوة لنقطة الانفصال عنه.وأتى الموقف الغريب، حين أقامت (ن) احتفالا علنيا بعد نيلها الطلاق، ودعت صديقاتها لوليمة رسمية، وترى كذلك أنها تخلصت من "كابوس" رغم وجود طفل يجمعها بزوجها السابق.وتؤكد مصادر في بعض المحاكم بالعاصمة الخرطوم لـ"العربية نت" ارتفاع طلبات الطلاق لدى الزوجات، بعد أن كانت بنسبة بسيطة.ارتفاع حالات الطلاق في الصيفيُعدد الباحث الاجتماعي أشرف أدهم، أسباب حالات الطلاق في السودان، من ناحية الظروف الاقتصادية المتدهورة وظروف أخرى.ويرى أن "سلوك الاحتفال بالطلاق لا يعدّ ظاهرة، لجهة أن الظاهرة تمثل تكرارا في مساحات واسعة ولديها تأثير اجتماعي عندما تزيد".ويؤكد أدهم، لـ"العربية نت" ارتفاع معدل حالات الطلاق في الصيف بالبلاد، وفق دراسات بحثية".زواج إجباريمع ذلك، اعتبرت الباحثة الاجتماعية ثريا إبراهيم، الإحصائيات الرسمية وغير الرسمية لأرقام الطلاق مؤشرا خطيرا في تصاعد كبير.ورأت في حديث لـ"العرببة نت" أنّ من أهم أسباب الطلاق بالمجتمع السوداني، سوء اختيار الشريك، وزواج (الإجبار) المتفشي وسط الأسر الممتدة التي تتدخل وتضع خريطة الزواج في العائلة.تلفت ثريا، الانتباه إلى أسباب على ضفة أخرى، تتعلق بالخصوصية للزوجين والسكن الجماعي.ولا تتفق ثريا مع نظرية ارتفاع النسب نظير الوضع الاقتصادي.وتتابع قائلة: "الوضع الاقتصادي مرتبط بقوة العلاقة، وهشاشتها، والاختيار البعض يعيش على الحلو والمر والبعض لا يتحمل المر".وتصف الاحتفاء بالطلاق، بالسلوك الدخيل، والثقافة "المتنقلة"، لكنها تؤكد ان الاحتفال في كثير من الأحيان يأتي عفوياً لأسباب نفسية مرتبطة بالحصول عليه بعد تعب ومشقة بالمحاكم، أو التخلص من الزوج المعنف والعنيف.ودعت ثريا، النساء السودانيات للوقوف بقوة خلف تغيير قانون الأحوال الشخصية.العاصمة الخرطوموأظهرت إحصائية رسمية لإدارة الإحصاء القضائي والبحوث، بالسلطة القضائية في السودان تحصلت عليها "العربية نت" وقوع أعلى معدلات الطلاق في العاصمة الخرطوم.ولم يبد سبعة من المطلقين "رجال-نساء" تعابير متفقة بشأن الطلاق.ثلاثة رجال، في حديث لـ"العربية نت" اعتبروا الأمر عادياً و"سنة حياة"، بينما اتفقت النساء على فداحة الطلاق، وتأثيره عليهن.