في مشهد غير معتاد، تحولت احتفالية زواج لشاب سوداني يدعى وائل أزهري في إحدى الصالات المخصصة للأعراس في العاصمة الخرطوم، إلى ”فعالية ثورية“، حيث حضر المدعوون حاملين الدفوف والأعلام وبدأ الحفل بالنشيد الوطني السوداني.

وردد المحتفلون _وهم مجموعة فاعلة في المظاهرات_ هتافات خلال الحفل كالتي يهتفون بها في ساحات التظاهر ضد القوات الأمنية للمطالبة بإعادة السلطة إلى المدنيين.


وحمل الثوار العريس وائل أزهري على الأعناق، وطافوا به شوارع المنطقة وسط هتافات جماعية وتصفيق من قبل المحتفلين بـ“زواجه الثوري“ الذي تزامن مع ”مليونية الـ16 من يونيو“ التي خرجت لرفض التفاوض والشراكة مع العسكريين.

وأشعل زواج وائل تفاعلا واسعا في العاصمة الخرطوم وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، إذ علقت لجنة مقاومة الكلاكلة _وهي من ضمن اللجان المسؤولة عن تنظيم التظاهرات التي تطالب بالحكم المدني_ بنشر مقطع فيديو للفعالية قائلة ”زفة العريس وائل أزهر في باشدار.. في عز الهم بنفرح“.

وغرد ناشط على تويتر يدعى عثمان فيصل بقوله ”رغم بطش الترسانة الأمنية تتجدد الأفراح ربنا يهنئ العرسان“.

وعادة ما يحتفل السودانيون في مناسبات الزواج بالرقص والغناء وليس بالهتافات الثورية، لكن هذا الأمر انتشر خلال الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام الرئيس السابق عمر البشير في العام 2019.

وفي الخرطوم التي لا تكاد تخلو شوارعها من التظاهرات ورائحة الغاز المسيل للدموع، أصبح حضور المناسبات المختلفة مقتصرًا على الأقارب فقط، بعد أن كان السكان يبادرون إلى المشاركة فيها، وذلك في ظل الضائقة الاقتصادية والوضع الأمني المتوتر اللذين تمر بهما البلاد.