قصة تقشعر لها الأبدان شغلت اللبنانيين على مدى الساعات الماضية. فقد انتشر فيديو كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي لشاب يروي قصته المؤثرة خلال حفل تخرجه من الجامعة الأميركية في بيروت.
وقال إيلي خوند، الذي لم يتردد قط في سرد قصته على الملأ خلال إلقاء كلمة في الحفل، إنه "بعد مرور 11 عاماً على زواجهما، رحب بواب وزوجته مدبرة المنزل، اللذان فقدا الأمل بإنجاب الأطفال، بمولودهما الأول".
كما تابع:" هذا الطفل، أي أنا، جلب لهما الفرح وأشعل إحساسهما بأن للحياة هدفا".
من الفجر حتى المغيب
كذلك أضاف أنه من الفجر حتى المغيب حملته والدته مع مكنستها وممسحة تنظيف المنازل في الحي، بينما كان والده يعمل بواباً في مدرسة مرموقة حيث كان (أي إيلي) محظوظاً بمتابعة تعليمه مجاناً.
وأوضح خوند، وهو خريج هندسة الكمبيوتر والإلكترونيات بدرجة امتياز عال وإدارة الأعمال، أنه كان على دراية بطموحاته في الحياة، وحقيقة أنه كان ذلك الفتى الفقير الذي لم يستطع والداه إلا أن يوفرا له فيضاً من الحب والراحة. ولفت إلى أنه بالتفكير في خطواته التالية، وجد نفسه في حالة اضطراب غير قادر على تحمل تكاليف تعليم عال عالمي المستوى فيما كانت عائلته تكافح يومياً لتحصيل الضروريات.
عدم الاستسلام
وأردف: "سجلت في الجامعة الأميركية في بيروت مع خطة دفع غير واضحة. وخلال ذلك تلقيت مساعدة مالية ومنح دراسة مناسبة من الجامعة، وحصلت على قرض طلابي، وفزت بجائزة 30 ألف دولار في مسابقة القائمة الأولى، وعملت كمدرس للطلاب كدوام جزئي".
يشار إلى أن هذه القصة كانت كفيلة بإشعال حفل التخرج، حيث طغى التأثير على جميع الحاضرين، فيما أرسلت معاني وعبراً كثيرة للشباب اللبناني، أهمها حثهم على عدم الاستسلام رغم الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها بلدهم.
يذكر أن الانهيار الاقتصادي المستمر منذ نحو 3 سنوات أدى إلى فقدان الليرة أكثر من 90% من قيمتها، وزيادة الفقر وشل النظام المالي وتجميد أموال المودعين جراء أسوأ أزمة منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.