تعاطف الآلاف من السعوديين، مع مواطنهم الشاب، حمد بن جروان، الذي يعد من أشهر محاربي مرض السرطان في المملكة، بعد أن كشف عن نتائج غير مشجعة لفحوصاته الطبية الجديدة رغم تمسكه بالتفاؤل والأمل الذي عُرف عنه.

وكشف الأكاديمي الذي يحمل شهادة الدكتوراه، أن الورم السرطاني الذي يعاني منه منذ سنوات لم يستجب للعلاج الإشعاعي خلال الفترة الماضية بحسب ما أظهرت نتائج الفحوصات الجديدة.

ونشر بن جروان الذي نجح في الصمود بوجه السرطان خلال سنوات إصابته بالمرض، مقطع فيديو له خلال تلقيه العلاج، وكتب معلقاً: ”أصعب انتظار لمريض السرطان، إذا عمل الإشاعة وقابل الدكتور يعطيه النتيجة، زاد الورم أو صغر أو انتشر، شعور قاس جدا“.

وأضاف في تغريدة عبر تويتر: ”عملت الفحوصات الأسبوع الماضي ولكن ما استجاب الورم للعلاج، ولعل الأمر خير إن شاء الله، والله العظيم إني أشعر بسعادة داخلية وأملٍ بالله كبير إني راح أتشافا.

وتلقى بن جروان سيلاً من عبارات التعاطف والمساندة من مواطنيه الذين يشجعونه على مواصلة العلاج ومقاومة المرض بينما يعتبره كثيرون ملهماً لهم في عدم الاستسلام.

وقال الإعلامي والكاتب السعودي المخضرم، محمد التونسي، في مساندة لمواطنه المريض: ”أسأل الله أن يشفيك ويعوض صبرك ويعافيك“.

ودون الأمير خالد آل سعود، دعاءً مماثلاً بالشفاء لبن جروان، وهو ما فعله آلاف آخرون متعاطفون مع مواطنهم في أحدث تطورات مرضه.

فيما أبدت الكاتبة منيرة حسن المشخص إعجابها بتفاؤل مواطنها الدائم، وقالت: ”أسال الله أن يشفيك شفاء لا يغادر سقما ولا يحرمك أجر الصبر على الابتلاء والمرض وأجر الرسائل الإيجابية التي تبعثها في كل مره وتؤكد حسن ظنك بالله عز وجل ويجعلها في ميزان حسناتك وحسنات والديك وأهلك ليوم الدين“.

وبدأت قصة بن جروان مع المرض قبل نحو 14 عاماً، فمع نهاية دراسته بالمرحلة الجامعية في تخصص الرياضيات بدولة تايلند، وقبل تخرجه اكتشف إصابته بالسرطان في الأنسجة والأعصاب، ثم انتقل المرض إلى الحبل الشوكي، وهو أحد أشرس أنواع المرض.

وبدأت رحلة العلاج مع السرطان منذ ذلك الحين، وسط تفاؤل كبير يبديه الشاب بالشفاء التام، ما جلب له متعاطفين وداعمين كثرين، قبل أن يتحول لأحد الملهمين في مقاومة ذلك المرض ويصدر مؤلفا حول تجربته تلك، تحت عنوان ”أنا والسرطان.. ألم وأمل“.

وخضع بن جروان عند إصابته بالمرض أول مرة، للعلاج الكيمياوي والإشعاعي والعمليات مدة عام ونصف العام في المستشفى، ما اضطره يومها لتأجيل دراسته في مرحلة البكالوريوس، قبل أن يواصل دراسته رغم معاناته مع تطورات المرض.

وبعد تخرجه بتخصص الرياضيات، طلب التدريس في محافظة القريات؛ في أقصى شمال غرب السعودية، ليكون قريباً من الأردن المجاورة، حيث أكمل هناك دراسته على حسابه الخاص في جامعة اليرموك، مع سفره لبلاده كل شهر لتلقي جرعات العلاج الكيماوي.

وبعد ثلاث سنوات من تلك التجربة، حصل على الماجستير في الرياضيات تخصص قياس وتقويم، ليسافر إلى ماليزيا، ويدرس الدكتوراه في إحدى جامعاتها، ويحصل عليها بالفعل.