اقترب حجاج بيت الله الحرام، الخميس، من الانتهاء من قضاء "يوم التروية" في مشعر منى اقتداءً بهدى النبي محمد، ويستعدون للتصعيد إلى جبل عرفات - الركن الأعظم في الفريضة - بداية من فجر الجمعة.

ورافق توافد ضيوف الرحمن إلى مشعر منى الآلاف من رجال الأمن بمختلف قطاعاته لمتابعة توافد الحجاج إلى المشعر وسط تكامل لمنظومة عمل مختلف الجهات المعنية بخدمة الحجاج، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس).

وتميزت حركة تصعيد جموع الحجيج لمشعر منى بالانسيابية وفق خطة مرورية شملت المحاور الرئيسية لشبكة الطرق، وسط متابعة أمنية من الطيران السعودي لضمان انتظام مرحلة التصعيد.

وقال قائد مجموعة القوات الجوية المشاركة في مهمة الحج العقيد الطيار الركن خالد بن عبد الله المطيري لـ"واس" إن القوات الجوية "تعمل على مساندة الأمن العام بعدد من الطائرات العمودية المجهزة بأحدث التقنيات على مدار الساعة".

أكبر موسم بعد كورونا

وسخّرت مختلف الجهات الخدمية قدراتها وطاقاتها لخدمة ضيوف الرحمن على أكمل وجه وفق الخطط التنظيمية والتشغيلية للموسم الذي يعد الأكبر بعد جائحة كورونا.

وتابع الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية، والأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا، عملية تصعيد الحجاج إلى منى، وشددا في تعليمات للجهات المعنية على بذل أقصى الجهود لتوفير ما يحقق لضيوف بيت الله الحرام أداء مناسكهم بيسر وأمان.

وسمحت السلطات السعودية لمليون مسلم تلقوا لقاحات مضادة لفيروس كورونا، بينهم 850 ألفاً أتوا من الخارج، بأداء فريضة الحج هذا العام بعد عامين من تقليص الأعداد بشكل كبير بسبب الوباء.

لكن يقتصر الحج على المسلمين الذين حصلوا على التطعيم ودون سن 65، ويتعين على القادمين من الخارج تقديم نتيجة فحص كورونا سلبية من اختبار تم إجراؤه في غضون 72 ساعة من موعد السفر.

استعدادات مكثفة

وأعدت السلطات آلاف الخيام البيضاء المكيفة في مشعر منى لمبيت الحجاج، كما جهزت 4 مستشفيات و26 مركزاً صحياً للتعامل مع أي حالات صحية.

ويقع مشعر منى في وادٍ تحيط به الجبال الصخرية، على بعد حوالي 7 كيلومترات من المسجد الحرام، ويتحول كل عام إلى مخيم واسع للحجاج.

وقال التونسي خالد بن جمعة البالغ من العمر 44 عاماً لدى وصوله إلى المخيم وقد حمل في يد مظلة وفي الأخرى سجادة صلاة: "إنه شعور عظيم. كل هذا من أجل أن أكون أقرب لله".

لدى وصولهم إلى منى، تسلم الحجاج أكياساً تحتوي على كمامات ومعقم فيما شوهدت سيارات إسعاف متوقفة قرب المداخل.

وقال أحمد الزناني أحد مسؤولي المخيم: "اتخذنا كل الإجراءات الممكنة. هناك أطباء جاهزون للتدخل عند الضرورة".

ويتوجه الحجاج، الجمعة، إلى جبل عرفات حيث يقضون النهار في الدعاء وصلاة الظهر والعصر تحت أشعة الشمس، قبل أن ينتقلوا لموقع رمي الجمرات، ثم إلى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع.

وعادة ما يكون الحج أحد أكبر التجمعات الدينية السنوية في العالم، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة ويجب أن يؤديه كل من "استطاع إليه سبيلاً" على الأقل مرة في حياته.