إرم نيوز
غابت طقوس عيد الأضحى المبارك عن حياة أغلبية السوريين؛ نتيجة الفقر الذي يعصف بنسبة 90% من الشعب، حسب تقارير الأمم المتحدة.
وتعتبر الأضحية من أهم طقوس هذا العيد، لكنها أشبه بالمستحيل على الكثيرين؛ نتيجة الغلاء، وانخفاض مستوى الدخل إلى 30 دولارا في الشهر.
وتكاد تكون أغصان ”الآس“ التي وضعها زوار المدافن على القبور في هذه المناسبة، البضاعة الوحيدة التي اشتراها الفقراء في ظل غلاء الألبسة الجديدة والحلويات والفواكه.
تقول المواطنة السورية فوزية لـ“إرم نيوز“: ”تغير العيد كثيرا، حتى المحبة باتت نادرة بسبب هموم لقمة العيش التي يعاني معظم الناس في تأمينها“.
ويلاحظ الزائر للأسواق أن محلات الألبسة تكاد تخلو من الزبائن، وكذلك محلات الحلويات الفاخرة، في حين يحاول الناس الاعتماد على حلويات المنزل، والاكتفاء بالألبسة القديمة؛ نظراً للغلاء.
وتضيف فوزية: ”لدي ثلاثة أبناء، يتطلب إكساؤهم 300 ألف ليرة، في حين يبلغ راتب زوجي 120 ألف ليرة تجبرنا على شطب معظم طقوس العيد من حياتنا“.
ويتندّر سعيد العلي على عادة زيارة القبور في عيد الأضحى، ويقول: ”تشاهد الناس يتزاحمون في المقابر بينما محلات الألبسة والطعام والمقاهي فارغة، كأنّ الموتى يزورون موتاهم“.
وتُظهر الأسعار الموضوعة على واجهات محلات الألبسة والأطعمة، حجم الهوة بين دخل الفرد والأسعار الرائجة في السوق.
ويقول سعيد: ”الذبيحة من المواشي يتجاوز سعرها 700 ألف ليرة.. وإذا تمكن المواطن من التضحية بدجاجة يكون الأمر إنجازا بالنسبة إليه“.
وتعاني الأسر ذات الأبناء الكُثر، بشكل إضافي عن سواها من العائلات، إلى درجة أن البعض يشتري كنزةً واحدة يتم تبادلها بالدور بين أطفال الأسرة“.
وتعتبر الحوالات الخارجية، المعين الأساسي للعائلات التي سافر أبناؤها للخارج، حيث يساهم فارق العملة في إعانة الأهل على تسديد ما أمكن من تكاليف العيش الباهظة“.
وتقول فوزية: ”أعرف أن ابني يعاني الكثير كي يرسل لي مبلغا شهريا من ألمانيا، ولولا هذه الحوالة لكنت أتسوّل في الشوارع مثل كثير من الناس“.
ويشير من التقيناهم إلى ندرة تبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء في العيد؛ بسبب تكاليف الضيافة الغالية.
ويقول عبد المنعم: ”حتى عادة تواصل الأرحام، اقتصد بها الناس إلى أدنى حد؛ بسبب عجزهم عن تقديم واجب الضيافة وعلى رأسها القهوة، التي ارتفع سعرها كثيرا في هذه المناسبة“.
ويحاول الناس القادرون، أن يتغلبوا على الظروف بشتى الطرق، مثل صناعة حلويات بسيطة في المنزل، أو شراء ألبسة مستعملة للأبناء، أو شراء قطع قليلة من الدجاج للطبخ“.
ويشهد فجر اليوم الأول من عيد الأضحى، تزاحما كبيرا في زيارة المقابر، حيث يعمد الناس إلى وضع أغصان ”الآس“ على المدافن التي يبقى معظمها بلا شواهد فترة طويلة، نتيجة ارتفاع تكاليف عَمار القبر.
ويقول عبد المنعم: ”يقولون في المثل الشعبي: إذا ضاقت الصدور، عليكم بزيارة القبور.. لهذا تجد الناس يسهبون في الندب على الموتى كأنهم يبكون أنفسهم؛ لأن الراحلين ماتوا واستراحوا من قسوة العيش“.
{{ article.visit_count }}
غابت طقوس عيد الأضحى المبارك عن حياة أغلبية السوريين؛ نتيجة الفقر الذي يعصف بنسبة 90% من الشعب، حسب تقارير الأمم المتحدة.
وتعتبر الأضحية من أهم طقوس هذا العيد، لكنها أشبه بالمستحيل على الكثيرين؛ نتيجة الغلاء، وانخفاض مستوى الدخل إلى 30 دولارا في الشهر.
وتكاد تكون أغصان ”الآس“ التي وضعها زوار المدافن على القبور في هذه المناسبة، البضاعة الوحيدة التي اشتراها الفقراء في ظل غلاء الألبسة الجديدة والحلويات والفواكه.
تقول المواطنة السورية فوزية لـ“إرم نيوز“: ”تغير العيد كثيرا، حتى المحبة باتت نادرة بسبب هموم لقمة العيش التي يعاني معظم الناس في تأمينها“.
ويلاحظ الزائر للأسواق أن محلات الألبسة تكاد تخلو من الزبائن، وكذلك محلات الحلويات الفاخرة، في حين يحاول الناس الاعتماد على حلويات المنزل، والاكتفاء بالألبسة القديمة؛ نظراً للغلاء.
وتضيف فوزية: ”لدي ثلاثة أبناء، يتطلب إكساؤهم 300 ألف ليرة، في حين يبلغ راتب زوجي 120 ألف ليرة تجبرنا على شطب معظم طقوس العيد من حياتنا“.
ويتندّر سعيد العلي على عادة زيارة القبور في عيد الأضحى، ويقول: ”تشاهد الناس يتزاحمون في المقابر بينما محلات الألبسة والطعام والمقاهي فارغة، كأنّ الموتى يزورون موتاهم“.
وتُظهر الأسعار الموضوعة على واجهات محلات الألبسة والأطعمة، حجم الهوة بين دخل الفرد والأسعار الرائجة في السوق.
ويقول سعيد: ”الذبيحة من المواشي يتجاوز سعرها 700 ألف ليرة.. وإذا تمكن المواطن من التضحية بدجاجة يكون الأمر إنجازا بالنسبة إليه“.
وتعاني الأسر ذات الأبناء الكُثر، بشكل إضافي عن سواها من العائلات، إلى درجة أن البعض يشتري كنزةً واحدة يتم تبادلها بالدور بين أطفال الأسرة“.
وتعتبر الحوالات الخارجية، المعين الأساسي للعائلات التي سافر أبناؤها للخارج، حيث يساهم فارق العملة في إعانة الأهل على تسديد ما أمكن من تكاليف العيش الباهظة“.
وتقول فوزية: ”أعرف أن ابني يعاني الكثير كي يرسل لي مبلغا شهريا من ألمانيا، ولولا هذه الحوالة لكنت أتسوّل في الشوارع مثل كثير من الناس“.
ويشير من التقيناهم إلى ندرة تبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء في العيد؛ بسبب تكاليف الضيافة الغالية.
ويقول عبد المنعم: ”حتى عادة تواصل الأرحام، اقتصد بها الناس إلى أدنى حد؛ بسبب عجزهم عن تقديم واجب الضيافة وعلى رأسها القهوة، التي ارتفع سعرها كثيرا في هذه المناسبة“.
ويحاول الناس القادرون، أن يتغلبوا على الظروف بشتى الطرق، مثل صناعة حلويات بسيطة في المنزل، أو شراء ألبسة مستعملة للأبناء، أو شراء قطع قليلة من الدجاج للطبخ“.
ويشهد فجر اليوم الأول من عيد الأضحى، تزاحما كبيرا في زيارة المقابر، حيث يعمد الناس إلى وضع أغصان ”الآس“ على المدافن التي يبقى معظمها بلا شواهد فترة طويلة، نتيجة ارتفاع تكاليف عَمار القبر.
ويقول عبد المنعم: ”يقولون في المثل الشعبي: إذا ضاقت الصدور، عليكم بزيارة القبور.. لهذا تجد الناس يسهبون في الندب على الموتى كأنهم يبكون أنفسهم؛ لأن الراحلين ماتوا واستراحوا من قسوة العيش“.