أكدت دراسة جديدة أجرتها مجموعة من الباحثين أن احتمالية وقوع إصابات على الأرض جراء سقوط أجزاء صواريخ أو نفايات فضائية من الفضاء تصل إلى 10% بحد أقصى.
وأشارت الدراسة، التي أعدتها مجموعة بحثية بكندا، إلى أن دول النصف الجنوبي من الكرة الأرضية تعتبر هي الأكثر عرضة لوقوع مثل تلك الحوادث النادرة، حيث أن مدينة لاغوس النيجيرية وميكسيكو سيتي المكسيكية وجاكارتا الإندونيسية ترتفع إمكانية تعرضهم لسقوط بقايا صواريخ من الفضاء للأرض بمعدل ثلاث مرات مقارنة بمدن نيويورك وبكين وموسكو.
وأوضحت الدراسة أنه في الوقت الذي تقع فيه الغالبية العظمى من شركات استكشاف الفضاء في الدول شمالي الأرض، فإن نصف الكرة الجنوبي هو الذي يعيش في خطر، خاصة مع تزايد معدل الرحلات الناجحة إلى الفضاء ووصول معدلها إلى 133 رحلة ناجحة في 2021، ومن المتوقع كسر هذا الرقم القياسي خلال العام الجاري.
وبحسب إحدى التقارير المنشورة مؤخرا، فإن 60% من الرحلات الفضائية الناجحة تُخلف وراءها بقايا صواريخ الإطلاق كنفايات فضائية تطوف حول كوكب الأرض في مداراته لأيام وشهور وسنوات طويلة.
يُذكر أن دراسة سابقة أكدت أن أقل من 50% من الأرض مازالت غير مأهولة ولا يسكنها البشر، إلا أن الدراسة الجديدة أثبتت أن احتمالية وقوع إصابات بشرية بسبب عودة نفايات فضائية للأرض، حيث اعتمد الفريق البحثي على بيانات حول متوسط زوايا المدار وإحصاءات توزيع السكان على مستوى خطوط عرض مختلفة، تُظهر وجود منحنى ملحوظ في احتمالية وصول أجزاء من الصواريخ إلى مواقع مختلفة من الأرض المأهولة بالبشر.
ركز الباحثون على أن تفاقم الخطر لا يتناسب أبدا مع تطور أوضاع المعمار في الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية، حيث أن المباني هناك لا تضمن مستوى حماية متقدما للسكان، واستندت الدراسة البحثية إلى أبحاث وكالة الفضاء الدولية ناسا فيما يتعلق بأن حوالي 80% من سكان العالم يعيشون في مناطق غير محمية أو أقل حماية في مواجهة البقايا الفضائية العائدة للأرض من خارجها.
تطرقت الدراسة البحثية إلى واقعتين عادت خلالهما نفايات فضائية للأرض، إحداهما في 2020، عندما سقطت بقايا صاروخ Long March 5B الصيني على قريتين في ساحل العاج، ما تسبب في تدمير بعض المباني دون تسجيل إصابات بين البشر.
الواقعة الثانية حدثت في أبريل 2021، وتضمنت أيضا سقوط هيكل صاروخ آخر من نفس النوع السابق، ولكن هذه المرة سقطت البقايا في المحيط الهندي وبعض القرى في مدينة ماهاراشترا الهندية، والأجزاء المتساقطة حصلت على لقب أكبر عناصر من تصنيع البشر تسقط من الفضاء على الأرض، دون أي تحكم.
الباحثون أكدوا أن الدول بدأت تخفف من اهتمامها بتقليل احتمالية عودة النفايات الفضائية وبقايا الصواريخ للأرض مرة أخرى، فبعد أن كانت نسبة الاحتمالية واحد في كل 10 آلاف عملية إطلاق، ارتفعت إلى 37 من بين 66 عملية إطلاق خلال الفترة بين 2011 و2018.
تعتبر عملية عودة الصواريخ مرة أخرى للأرض بشكل يجري تحت تحكم كامل من جانب محطات أرضية هي عملية مكلفة، ولا تقوم بها العديد من الشركات، إلا أنها أصبحت أكثر شيوعا مع دخول المزيد من الشركات الخاصة لسوق استكشاف الفضاء، مثل شركة سبيس إكس، إلا أن الدراسة البحثية ترى أنه من الواجب جعل الاعتماد على تلك التقنية أمرا أساسيا وحتميا على الشركات، حتى وإن تطلب الأمر وضع معاهدة دولية عبر نافذة الأمم المتحدة.