رويترز
قال البابا فرنسيس، اليوم الأحد، إن رحلته إلى كندا الأسبوع المقبل ستكون بمثابة ”رحلة للتكفير عن الذنب“ يأمل أن تساعد في معالجة الأخطاء التي ارتكبها قساوسة وراهبات من الروم الكاثوليك بحق السكان الأصليين الذين أداروا مدارس داخلية شهدت انتهاكات جسيمة.

وستشمل الزيارة من 24 إلى 30 يوليو/تموز الجاري خمسة لقاءات على الأقل مع السكان الأصليين يفي خلالها البابا بوعده بالاعتذار على أرضهم الأصلية عن دور الكنيسة في تلك المدارس التي سعت إلى محو ثقافات السكان الأصليين.

وقال البابا فرنسيس في كلمته الأسبوعية في ساحة القديس بطرس ”للأسف في كندا، أسهم العديد من المسيحيين، ومنهم بعض أعضاء مؤسسات دينية، في سياسات الهيمنة الثقافية التي ألحقت في الماضي أضرارا بالغة بالسكان الأصليين بطرق مختلفة“.

وفصل النظام التعليمي الداخلي في كندا نحو 150 ألف طفل من السكان الأصليين عن ذويهم قسرا، وتعرض كثيرون منهم لسوء المعاملة والاغتصاب وسوء التغذية فيما وصفته لجنة الحقيقة والمصالحة الكندية في عام 2015 بأنه ”إبادة ثقافية جماعية“.

كان الهدف المعلن للمدارس، التي عملت بين عامي 1831 و1996، هو دمج أطفال السكان الأصليين. وكانت تدار من عدد طوائف مسيحية نيابة عن الحكومة، وأدارت الكنيسة الكاثوليكية معظمها.

كانت هذه المدارس محور مناقشات بين البابا والسكان الأصليين في الفاتيكان في مارس/آذار وأبريل/نيسان الماضيين. وفي إشارة إلى تلك الاجتماعات، قال البابا، اليوم الأحد، إنه عبر عن ”ألمه وتضامنه إزاء الشر الذي تحملوه“.

وأضاف ”أنا بصدد القيام برحلة للتكفير عن الذنب، وآمل أن تسهم بفضل الله في طريق الشفاء والمصالحة الذي بدأ بالفعل“.

وظهرت فضيحة هذه المدارس مرة أخرى العام الماضي مع اكتشاف رفات 215 طفلا كانوا في المدرسة الداخلية الهندية السابقة في كاملوبس بمقاطعة كولومبيا البريطانية الغربية التي أُغلقت عام 1978.

وأثار هذا الاكتشاف مطالب جديدة للمساءلة. وجرى منذ ذلك الحين العثور على المئات من مواقع الدفن التي لم تكن معروفة أو مميزة.

وتم انتخاب البابا فرنسيس بعد ما يقرب من عقدين من إغلاق آخر تلك المدارس.